يمتنع المضحي الذي ينوي ذبح أضحية العيد عن قص شعره أو تقليم أظافره، التزاماً بأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي نصح صحابته الكرام الراغبين بتقديم الأضحية لمنع قص الشعر والأظافر .

وقد نبّه العلماء وأشاروا إلى الحكمة من هذا الأمر فقد ذكر الإمام النووي رحمه الله في شرحه لمسلم قوله إن الحكمة من النهي عن تقليم الأظافر والأخذ من الشعر للمضحّي تكمن في الحرص على بقاء جميع أجزاء بدن الإنسان لتعتق من النار.

وبناءً عليه فإن آخر موعد لقص الشعر للمُضحي  يوم الثلاثاء، حيث ذهب الشافعية والمالكية إلى أنه يسن لمن يريد التضحية ولمين يعلم أن غيره يضحى عنه ألا يزيل شيئا من شعر رأسه أو بدنه بحلق أو قص أو غيرهما، ولا شيئا من أظفاره بتقليم أو غيره، ولا شيئا من بشرته، وذلك من ليلة اليوم الأول من ذي الحجة إلى الفراغ من ذبح الأضحية.

ويقول النبى صلى الله عليه وسلم :”من رأى هلال ذي الحجة فأراد أن يضحى فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يُضحى”، ومخالفة ذلك ليست بحرامٍ، بل هى مكروهةٌ كراهةَ تنزيه.

وقد سن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمن ينوي أن يضحي عده سنن وردت العديد من الأحاديث الشريفة وذكرها فقهاء المذاهب في كتبهم، ومن بين تلك السنن ألا يزيل من ينوي أن يضحي شيئًا من شعر رأسه أو بدنه أو لحيته سواء كان ذلك بالحلق أو القص أو النتف وغيرها، وكذلك يسن له ألا يأخذ شيئًا من أظافره بتقليم أو غير إلا للضرورة، وذلك من ليلة اليوم الأول من ذي الحجة وحتى الفراغ من ذبح الأضحية.

فقد ذكرت السيدة أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا دخَلَتِ العشرُ، وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئًا"، وقال الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله كذلك: "إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره".

لذا فقد قال جمهور الفقهاء إنه يكره للمضحي إزالة شعره أو تقليم أظفاره، ولكن لا يَحْرُم عليه ذلك لما ورد عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها قالت: "كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم يقلده ويبعث به ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر هديه".

وقد اعتبر الإمام أحمد بن حنبل أن يحرم على المضحي أن يفعل شئيًا من ذلك، إلا أن الإمام الشافعي اعتبر أن النهي جاء للكراهة التنزيهية، وذكر الإمام النووي ذلك فقال: "مذهبنا أن إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي".

ومما يسن للمضحي أن يذبح أضحيته بيده ويقول: "باسم الله، الله أكبر، اللهم هذا عن فلان"، ويسمي نفسه، فإن كان لا يحسن الذبح فليشهد عمليه الذبح ويحضرها، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لفاطمة : "قومي فاشهدي أضحيتك، فإنه يغفر لك بأول قطرة من دمائها كل ذنب عملتيه، وقولي:  وَقُولِي {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، قال عمران : قلت: يا رسول اللّه هذا لك ولأهل بيتك خاصة أم للمسلمين عامة قال: لا، بل للمسلمين عامة".

كما يسن للمضحي أيضًا أن يأكل من أضحيته ويهدي الأقارب ويتصدق منها على الفقراء ويدخر منها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم يوم عيد الأضحى لأصحابه «كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا» وقال العلماء: الأفضل أن يأكل الثلث، ويتصدق بالثلث، ويدخر الثلث، وليس المقصود تحديد الثلث بالضبط وإنما على وجه التقريب.

المصدر : الوطنية