شدد عدد من الخبراء في قطاع غزة على اهمية التكنولوجيا في تنمية القطاعات الاقتصادية والعمل على زيادة فرص تشغيل العمالة والمساهمة في الحد من نسب البطالة المتضخمة في القطاع.

جاء ذلك ضمن فعاليات اسبوع فلسطين التكنولوجي اكسبوتك 2018 الذى ركز على فرص التنمية الاقتصادية من خلال التكنولوجيا، حيث تضمن النقاش جلسات قيادية واستراتيجية حول دور التكنولوجيا في تنمية القطاعات الاقتصادية واخر الاحصائيات الاقتصادية المتعلقة بقطاع غزة والواقع الحالي والمؤشرات الإيجابية للتنمية الاقتصادية والتوجهات الحالية لتطوير منظومة البرمجيات في القطاع وسبل التنمية الاقتصادية من خلال التشبيك والتنسيق مع القطاعات المختلفة وسبل النضوج لتحويل مشاريع التشغيل من مشاريع مؤقتة الى مشاريع انتاجية.

وافتتحت المدير الاقليمي لاتحاد شركات تكنولوجيا المعلومات "بيتا" لينا شامية الجلسة النقاشية بعنوان "دور التكنولوجيا في تنمية القطاعات الاقتصادية وزيادة فرص تشغيل العمالة" والتي حضرها عدد كبير من الخبراء والمتخصصين ومدراء الشركات.

بدوره، تحدث طلال أبو غزالة مؤسس ورئيس مجموعة طلال أبو غزالة الدولية عن تكنولوجيا الاقتصاد المعرفي، بوصفها الاداة الوحيدة والاكثر قوة في يد الانسان الفلسطيني في الصراع مع العدو الاسرائيلي، قائلا:" مواجهة الاحتلال له اوجه متعددة واهمها المعرفة وتقنية المعلومات والاتصالات، او ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة، وهذا سلاح يجب ان ننتصر به على عدونا وهو قدرة التقنيات والمعرفة التي يجب ان تشكل حافز لبناء القدرات وحصد الثروات".

وشدد ابو غزالة على ان المستقبل للاختراع المعرفي وتقنية المعلومات والاتصالات، وان أي حصار او ظلم او معاناة يجب ان نحوله الى حافز للانتصار، وان الفرصة التاريخية للانتصار اصبحت باستخدام تقنيات المعرفة والتطور التكنولوجي.

أما وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سهيل مدوخ، فأوضح أن نسبة البطالة في القطاع التكنولوجي وصلت حد 55%، مبيناً ان نسبة البطالة بين الشباب الذكور أكثر منها بين الفتيات، حيث تبلغ نسبة البطالة بين الذكور 35%، بينما الفتيات 83%.

وتطرق مدوخ الى النموذج الهندي بوصفه من أنجح النماذج العالمية في قطاع تكنولوجيا المعلومات، حيث يبلغ الدخل السنوي 460 مليار دولار سنوي، فهم وفقا لمدوخ  يعتمدوا فقط على الاستثمار في العقل البشري.

وأكد المدير التنفيذي في الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية،خضر شنيورة، ان القطاع الصناعي عمل بشكل كبير على استيعاب العمالة، مؤكدا على هذا التوجه من خلال تنفيذ مشروع مع UNDP بالتعاون من البنك الإسلامي لإنشاء حاضنة تساعد الشباب ليكونوا أصحاب مشاريع وأفكار إبداعية.

أما مدير ادارة اقليم غزة لشركة "جوال" عمر شمالي، فأكد أن قطاع الاتصالات يعد من أكبر المساهمين في الناتج الخاص بالقطاع التكنولوجي ويساهم في خدمة التنمية الاقتصادية المحلية وبناء بيئة أعمال تساعد على خلق فرص تشغيل في ظل تطور خدمات الاتصال والبيانات الضخمة.

من جانبهم، تحدث المختصين الاقتصاديين سيف الدين عودة وماهر الطباع حول اخر الاحصائيات الاقتصادية المتعلقة بقطاع غزة من ناحية النمو الاقتصادي والتشغيل وعن المؤشرات الايجابية للتنمية الاقتصادية واهم القطاعات الاقتصادية الاكثر تقبلاً لاندماج التكنولوجيا بالإضافة الى مساهمة البرمجيات في زيادة وتحسين الجودة الانتاجية للقطاع الخدماتي والتجاري.

واطلق محمد ابو زعيتر مشروع لخريجي تكنولوجيا المعلومات بتوفير فرص العمل المباشرة وتأمين فرص لهم داخل مؤسسات القطاع الخاص ودعم الحاضنات والمشاريع الريادية بما يحقق هدف هذا المشروع.

وشدد على ان هناك فجوة كبيرة بين خريجي التكنولوجيا وما بين سوق العمل ، وهذا يعود لغياب التنسيق والمتابعة بين مختلف الاطراف وتم العمل بالفعل على اجراء كافة اشكال التنسيقات اللازمة وبدأنا العمل مع العديد من الشركاء المرتبطين بأسواق العمل المحلية والخارجية وعلى رأسهم مؤسسة "بيتا".

واستعرض مدير حاضنة الاعمال بالجامعة الاسلامية باسل قنديل، مشاريع الحاضنات الفلسطينية ودورها في رعاية وتنمية المشاريع والافكار الريادية في غزة.

واكد ان البيئة الداعمة للمشاريع الناشئة لازالت غير مكتملة، ويتوجب على مختلف الاطراف العمل على تجنيد التمويل اللازم لذلك بوصفها المخرج من الانهيار الاقتصادي وتكدس البطالة وخلق الامل امام اجيال كبيرة من الخريجين.

وتم على هامش الجلسة توقيع اتفاقية إنشاء قاعدة بيانات خاصة بتكنولوجيا المعلومات مع قيادات القطاع الخاص، بهدف تشغيل المزيد من خريجي تكنولوجيا المعلومات وستستفيد منه الأفراد والشركات.

وخرجت الجلسة بالعديد من التوصيات والحلول الابداعية على صعيد توظيف التكنولوجيا في التنمية الاقتصادية المحلية بغزة.

ولأول مرة في "اكسبوتك" هذا العام تم عقد مناظرة حول التكنولوجيا الحديثة والتشغيل حيث افتتح اجواء التحدي للمناظرة وائل بعلوشة وانقسم المتحدثون بين مؤيد ومعارض لموضوع النقاش (هل الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل إيجابي على فرص التنمية الاقتصادية بشكل يفوق تأثيره السلبي على فرص التشغيل؟).

واكد محمد الاسطل على اهمية الاستفادة من الاستثمارات الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي, وفرص التنمية المحتملة، مشيرا الى ان هذه الفرصة عابرة للحدود ومناسبة جدا لنا في فلسطين, واننا لا نحتاج الا لتجهيز خبرات ومعرفة اكاديمية فقط.

وقال الخبير الاقتصاد التطبيقي محمود صبرة، انه يمكن أن نصبح اقتصاد بالوكالة، موضحا:" أي أن نكون فروع لشركات عالمية كما تفعل بعض الشركات التكنولوجية في القطاع، لأن الاقتصاد الفلسطيني ليس جاهزاً بعد لتوظيف الذكاء الاصطناعي".

أما الأكاديمي الاقتصادي أحمد أبو شعبان، فأكد ان الذكاء الاصطناعي في ظل انحسار قدراتنا التسويقية، وانخفاض مستوى الأسعار وعائدات التصدير والوضع الاقتصادي الهش لن يكون خيارا اقتصادياً للمنشآت الاقتصادية لأنه غير مربح ولا يؤتي أكله اقتصادياً على مستوى المشاريع.

بدوره، اوضح  الخبير في تكنولوجيا المعلومات اشرف اليازوريـ أنه مع تطبيق الذكاء الاصطناعي في الشركات الصناعية والتجارية بما يخدم الاقتصاد الوطني، مستدركا بالقول :"لكن علينا أن نعرف كيف وأين نستخدمه، وهل المنشآة على استعداد لتغيير ثقافتها و تحويل للأيدي العاملة؟".

وافتتح خالد أبو حسنة جلسة العروض التقديمية خلال الفعاليات الخاصة بـ"اكسبوتك " بعنوان: "نماذج وتجارب عالمية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في تنمية القطاعات الاقتصادية"

 وقال محمد النعنيش، أحد مؤسسي شركة Iris Solutions في الضفة الغربية، والذي تتحدث عبر "سكايب" عن كيفية إدماج التكنولوجيا الحديثة في المجال السياحي، مشيرا إلى عدد من الإنجازات مثل إدخال شاشات تفاعلية في المتاحف مثل متحف ياسر عرفات في رام الله ، ومركز جنين السياحي.

وتحدث النعنيش عن العقبات التي تواجه القطاع التكنولوجي وأهمها صعوبة إدخال المواد الخام حيث يفرض الاحتلال وجود رخص كثيرة بالإضافة إلى ضعف التمويل للشركات الناشئة.

وعن تطبيق حلول تفاعلية لإعادة تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، قال النعنيش :"انه تم تصميم غرف مجهزة بأنظمة وبرامج تساعد في تأهيلهم، ويتم العمل على حل ذكي وهو عبارة عن غرفة حسية متنقلة للمناطق النائية والمهمشة في الضفة الغربية، وجاري نقل التجربة إلى قطاع غزة، حيث يتم تجهيز كرفان خاص، وسيتم إطلاقها في نهاية شهر نوفمبر."

كما تحدث خبير تطوير وريادة الأعمال في شركة "كلاسيرا" محمود الجبري، عن تجربة الشركة في موضوع التحول التعليمي، والذي تضمن وفقا لقوله عناصر نجاح التحول التعليمي والتي ذكر منها التطوير الاحترافي،  تقييم المنهاج، البيئة المعلوماتية، المحاكاة، البحث والتقييم.

وشدد على ان التنافسية اليوم تعتمد بشكل رئيسي على مهارة القوى العاملة والخريجين في المجال التكنولوجي، مشيرا الى ان كل المستثمرين اليوم قبل الانطلاق في أي استثمار دولي ينظرون الى مؤشرات التعليم التقني والمهارات داخل الدولة المراد الاستثمار بها ، واذا كانت المهارة موجود فهذا عامل جلب للمستثمرين وان لم يكن فلا استثمارات جديدة.

وطالب الجبري جهات الاختصاص في الدول والحكومات الفلسطينية والعربية ان يعملوا لتطوير الانظمة التعليمية والاهتمام بالمخرجات التقنية والمهارات العلمية الحقيقية واكسابها للخريجين والشركات والمؤسسات الوطنية بما يحقق تطلعات الشركات العالمية في الانتاج والعمل على الصعيد التكنولوجي والبرمجي والصناعي.

من جانب اخر، ادار المدير التنفيذي لشركة "وورد نت" للبرمجة والشبكات سعيد الاغا ، الفقرة الثانية من الجلسة الثالثة والتي تحدث بها عبد الهادي عودة مسئول شركة "اتش بي" العالمية حول تجربة الشركة في فلسطين.

وشدد عبد الهادي على ان شركة اتش بي تشكل رافعة عملية وعلمية وتقنية كبيرة في تطوير اهم القطاعات الحيوية في فلسطين وعلى رأسها السوق المصرفي الذي صنف على انه من افضل المنظومات التكنولوجية والخدمية في المنطقة بالمقارنة مع منظومات مصرفية عربية في دول الجوار.

وبين ايضا ان النظام الصحي والتعليمي في اراضي السلطة الفلسطينية قصة نجاح كبيرة لشركة اتش بي والتي تشرف على كل التفاصيل التقنية والبرمجية الخاصة بعمل هذه المؤسسات.

وكشف عن قرب انتهاء الترتيبات الخاصة بإنشاء داتا سنتر لمجموعة الاتصالات الفلسطينية وتنفيذ اتش بي العالمية، الامر الذي سيشكل نقلة نوعية في خدمات الاتصالات في فلسطين.

المصدر : الوطنية