تُعرف جرثومة المعدة باسم "هيليكوباكتر بيلوري"، وهي بكتيريا توجد بشكل شائع في المعدة وتُصيب ما يقرب من نصف سكان العالم.

الغالبية العظمى من المصابين بالبكتيريا الحلزونية لا تظهر عليهم أية أعراض ولن يواجهوا أية مشاكل صحية، ورغم ذلك تستطيع جرثومة المعدة التسبب في عدد من مشاكل الجهاز الهضمي، بما في ذلك القرحة وفي حالات نادرة جداً قد تؤدي للإصابة بسرطان المعدة.

من المحتمل أن تنتشر بكتيريا الملوية البوابية عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث بالكائنات الحية التي تفرز في براز المصابين بها، وتسبب جرثومة المعدة تغييرات في المعدة والاثنى عشر (الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة)، حيث تصيب هذه البكتيريا الأنسجة الواقية التي تبطن المعدة، مما يؤدي إلى إطلاق بعض الإنزيمات والسموم وتفعيل جهاز المناعة.
وقد تؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى إصابة خلايا المعدة أو الاثنى عشر بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يُسبب التهاباً مزمناً في جدران المعدة (التهاب المعدة) أو الاثنى عشر.
ونتيجة لهذه التغييرات، تكون المعدة والاثنى عشر أكثر عرضة للتلف من عصارات الجهاز الهضمي مثل حمض المعدة.

معظم الأشخاص المصابين بالتهاب المعدة المزمن أو التهاب الاثنى عشر الناجم عن جرثومة المعدة ليست لديهم أعراض، ومع ذلك يعاني ما يقرب من 5 إلى 10 بالمائة من الأشخاص من مشاكل أكثر خطورة، بما في ذلك قرحة المعدة أو الاثنى عشر الذي قد يتطور الأمر للإصابة بأورام المعدة.
ويمكن أن تسبب القرحة مجموعة من الأعراض أو قد لا تظهر أية أعراض على الإطلاق، ولكن تشمل أعراض القرحة الأكثر شيوعاً ما يلي:
- ألم أو إزعاج يظهر عادة في الجزء العلوي من البطن؛
-الانتفاخ؛
- الشعور بالامتلاء بعد تناول كمية قليلة من الطعام؛
-قلة الشهية؛
-الغثيان أو القيء؛

يجب علاج الأشخاص الذين لديهم تاريخ من مرض القرحة الهضمية أو قرحة المعدة النشطة أو قرحة الاثنى عشر النشطة المرتبطة بعدوى جرثومة المعدة، إذ يمكن أن يساعد العلاج الناجح على التئام القرحة ومنعها من العودة، وتقليل خطر حدوث مضاعفات مثل النزيف. ويُمكن أن يشمل علاج جرثومة المعدة ما يلي:

1-الدواء

إذا كنتِ بحاجة إلى علاج، فمن المحتمل أن يصف لكِ طبيبكِ مضاداً حيوياً ودواءً للحموضة، وعادة ما يتم تناول هذه الأدوية لمدة 10 إلى 14 يوماً، وينقسم دواء جرثومة المعدة إلى:

-المضادات الحيوية

ستحتاجين إلى اثنين أو أكثر من المضادات الحيوية في وقت واحد لعلاج العدوى، وهذا يساعد على منع البكتيريا من أن تصبح مقاومة لدواء واحد، ولكن من المهم تناول المضادات الحيوية تماماً كما يصفها طبيبكِ، والاهتمام بتناول جميع جرعات الدواء، حتى إذا تحسنت الأعراض.

-أدوية تقليل الحموضة

في حين أن هذه الأدوية لن تقضي على بكتيريا الملوية البوابية، إلا أنها قد تقلل من كمية الحمض في المعدة وأعراض ارتداد الحمض لدى مرضى جرثومة المعدة.
ويجب تجنّب تناول الأسبرين أو أي عقاقير مضادّة للالتهابات مثل الإيبوبروفين، لأنها قد تهيج معدتكِ وتؤدي إلى نزيف في المعدة.

2-العلاجات البديلة والتكميلية

هناك بعض الأطعمة أو المكملات الغذائية ذات الخصائص المضادّة للبكتيريا أو الفيروسات التي تمَّ فحصها لتحسين عدوى جرثومة المعدة أو القرحة التي يمكن أن تنتج عنها، وتشمل هذه الأطعمة الثوم والعسل والبروكلي والشاي الأخضر.
ويوصى بمناقشة أي علاج بديل مع طبيبكِ. كما يجب استخدامه فقط مع الأدوية للتخلص بشكل نهائي من جرثومة المعدة.

3-العناية بالمنزل

يمكنك المساعدة في تخفيف آلام المعدة والأعراض الأخرى لجرثومة المعدة باتباع جدول وجبات ثابت لا يتطلب أن تكون معدتك فارغة لفترة طويلة، لذلك سيتعين عليكِ تناول خمس أو ست وجبات صغيرة كل يوم بدلاً من ثلاث وجبات متوسطة إلى كبيرة. واحرصي على اتباع النصائح التالية للوقاية من مضاعفات جرثومة المعدة:
-تجنّب الأطعمة الحارّة أو الدهنية؛
-تجنّب المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة أو الشاي أو الصودا إذا كانت تزعج معدتكِ؛

المصدر : وكالات