تستعرض لكم "الوطنية" خطبة عيد الأضحى يتم إلقاءها في أول أيام عيد الأضحى المبارك بعد صلاة العيد، والتي تهم الكثير من الخطباء الراغبين بأداء خطبة عيد الأضحى المبارك في المساجد، وهي كالتالي :-

خطبة عيد الأضحى :-

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

 

الله أكبر ما لبى ملب وكبر، الله أكبر ما حج حاج واعتمر، الله أكبر ما ضحى مضح ونحر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

 

أيها المسلمون: إنكم في يوم من أيام الله العظيمة؛ إنه يوم النحر يوم عيد الأضحى المبارك؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَعظمُ الأيَّامِ عِنْدَ اللَهِ يَوْمُ النَّحْرِ"(صححه الألباني).

والسر في تفضيل يوم النحر على غيره من الأيام؛ اجتماع معظم أعمال الحج فيه؛ من رمي الحجاج لجمرة العقبة، ونحر الهدي، والتحلل من الحج بالحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، إضافة إلى ذبح الأضاحي لغير الحاج، وهذه الأعمال لا تكون في غيره.

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد

 

عباد الله: إن أعظم ما يميز أعياد الإسلام عن سائر الأعياد والمناسبات أنها شرعت لحِكَمٍ بالغة ومقاصد سامية؛ فمن ذلك؛ تعظيم شعائر الله وإدخال الفرح والسرور على المؤمنين، وإبراز سماحة هذا الدين ويسره على من اتبعه وسلك سبيله؛ يقول -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام.

 

أيها المسلمون: افرحوا بعيدكم وافعلوا ما أمركم به دينكم؛ ألا وإن مما يستحب للمسلم فعله في عيد الأضحى:

الفرح بالعيد: ولا شك أن الفرح بالعيد فرح بالدين الذي شرعه؛ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)[يونس: 58]؛ فأعظم ما أنزل الله على عبادة من صور الرحمة؛ إنزال القرآن والهدى الإيمان.

 

ومن ذلك: ذبح الأضحية؛ وهي سنة مؤكدة كما هو اختيار جمهور الفقهاء، ووقتها بعد صلاة العيد؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من ذبح قبل أن يصلي؛ فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح"، ووقت الذبح: أربعة أيام، يوم النحر، وثلاثة أيام التشريق؛ لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "كل أيام التشريق ذبح".

ويستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته وأهل بيته، وأن يجعل منها حظا للفقراء والمساكين، قال الله -تعالى-: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)[الحج:28]؛ كما يستحب للمضحي أن يذبح أضحيته بيده إن قدر على ذلك، وأن يسمي ويكبر الله عند الذبح، وأن يستر السكين ويحدها بعيداً عن الذبيحة، وألا يذبحها أمام أخواتها.

 

ومن الأعمال المستحبة في العيد: صلة الأرحام استجابة لأمر الواحد العلام وتأسيا بخير الأنام -عليه الصلاة والسلام-؛ فإن الله أوجب على العبد أن يصل رحمه ولا سيما في الأفراح والأتراح؛ فإن من وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله؛ فعن عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنه-؛ قال اللهُ: "أنا الرَّحمنُ، وهي الرَّحِمُ، شَقَقتُ لها اسمًا مِن اسمي، مَن وصَلَها وصَلتُه، ومَن قطَعَها بَتَتُّه"(صححه الألباني).

 

ولا يتوقف العطاء والبشاشة والزيارة على الأرحام فقط؛ بل ينبغي على كل مسلم أنعم الله عليه بالسعة والرزق ألا ينسى إخوانه الفقراء واليتامى والمحرومين.

 

هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به***وبذلك الخير فيه خير ما صنعا

أيامه موسم للبر تزرعه***وعند ربي يخبي المرء ما زرعا

فتعهدوا الناس فيه من أضر به***ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا

وبددوا عن ذوي القربى شجونهم***دعــا الإله لهذا والرسول معا

واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم***بــدراً رآه ظلام الليل فانقشعا

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

 

عباد الله: ومن أهم أعمال أيام العيد: التكبير في أيام التشريق مطلقًا ومقيدًا في أدبار الصلوات وفي بقية الأوقات، إن شاء شفع وإن شاء ثلّث: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

 

أيها المسلمون: اشكروا ربكم على هدايته لكم لدين الإسلام، وأقيموا أركانه العظام، واحموا قيمه الفاضلة من الصدق والأمانة والعدالة والحياء والعفة والبر والصلة والعفو والتسامح، واهجروا ما نهيتم عنه من التحاسد والتباغض والتقاطع والتدابر.

 

واحذروا -عباد الله- أن تقابلوا نعم الله عليكم باللهو الحرام والمعاصي والآثام؛ فيحل عليكم سخط الله وعقابه وما وباء كورونا عنكم ببعيد؛ وعليكم بالأخذ بالأسباب الشرعية التي تقيكم الأوبئة والعقوبات من الدعاء والتوكل على الله وحسن الظن به؛ إضافة إلى الحرص على الأسباب الصحية الوقائية من التباعد وعدم المصافحة إضافة إلى التقليل من مخالطة الناس في الأماكن العامة.

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد

 

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين.

 

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان ألف بين قلوبهم، واجمع كلمتهم على الحق والدين.

خطبة عيد النحر  :-

الله أكبر (تسعا نسقا) .

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الله أكبر كلما أحرموا من الميقات، وكلما لبى الملبون وزيد في الحسنات.

الله أكبر كلما دخلوا فجاج مكة آمنين، وكلما طافوا بالبيت وسعوا بين الصفا والمروة ذاكرين مكبرين.

الله أكبر كلما وقفوا بعرفة خاضعين مخبتين منيبين مهللين.

الله أكبر كلما وقفوا بالمشعر الحرام طالبين راغبين.

الله أكبر كلما رموا الجمرات مكبرين.

محلقين رؤوسهم ومقصرين.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الحمد لله الذي خلق آدم بيده من صلصال كالفخار، وأسجد له ملائكته المقربين الأطهار، فسجدوا إلا إبليس أبى فباء باللعنة والصغار.

مسح تعالى ظهر آدم بيده فاستخرج ذريته كالذر ونفذ فيهم الأقدار.

قبض قبضة وقال: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي.

وقبض قبضة فقال: هؤلاء ولا أبالي إلى النار.

لا تنفعه طاعة المطيع ولا تضره معصية العاصي، بل هو النافع الضار.

أحمده سبحانه على نعمه الغزار.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له توحيدا مقتنى ليوم الحاجة والافتقار، متظاهرا عليه اللسان والجنان بالسر والجهار، مشهودا به لربنا كما شهد به لنفسه وشهدت به ملائكته وأولو العلم من خلقه، لا إله إلا هو العزيز الغفار.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من صلى ونحر، وحج واعتمر، وجاهد المنافقين والكفار.

اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه البررة الأخيار، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى، والتمسوا من الأعمال ما يحب ويرضى.

واعلموا أن يومكم هذا يوم فضيل، وعيد جليل، رفع الله قدره وأظهر، سماه يوم الحج الأكبر.

وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم فقال في خطبته: "أيها الناس اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم ") .

وقال: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" .

وفي هذا اليوم يجتمع الحاج بمنى يستكملون مناسك الحج، ويتقربون إلى الله بالعج والثج، يحيون سنة أبيهم إبراهيم بإهراق الدماء في هذا اليوم العظيم، فإن الله ابتلاه بأن أمره يذبح ولده، وفلذة كبده، ليسلم قلبه لله، ولا يكون فيه شركة لسواه، فإن العباد لذلك خلقوا، وبه أمروا؛ فامتثل أمر ربه طائعا، وخرج بابنه مسارعا.

وقال: {يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر} ، لا متوقفا ولا متفكرا.

فاستسلما جميعا للقضاء المحتوم، وسلما أمرهما للحي القيوم.

فلما تله للجبين، وأهوى إلى حلقه بالسكين، أدركته رحمة أرحم الراحمين، ونودي: {أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين} .

وأتي بكبش من الجنة فذبحه فداء ولده.

فأحيا نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم هذه السنة وعظمها، فأهدى في حجته مائة بدنة، وضحى في المدينة بكبشين أملحين أقرنين، أحدهما عن محمد وآل محمد، والآخر عن أمة محمد.

فبادروا رحمكم الله إلى إحياء سنن المصطفين الأخيار، ولا تكونوا ممن بخل وآثر كنز الدرهم والدينار، على طاعة الملك الغفار.

فأكثر العلماء على أنها مستحبة، وبعضهم يرى الوجوب مع اليسار.

وأفضلها أكرمها وأسمنها وأغلاها، وتجزي الشاة عن الرجل وأهل بيته، والبدنة عن سبع شياه.

والمجزي من الضأن ما تم له ستة أشهر، ومن الإبل ما تم له خمس سنين، ومن البقر ما تم له سنتان، ومن المعز ما تم له سنة.

ولا تجزي العوراء البين عورها، ولا العرجاء البين ظلعها، ولا المريضة البين مرضها، ولا الهزيلة التي لا تنقي، ولا العضباء التي قطع أكثر أذنها أو قرنها.

وتنحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى يطعنها في وهدتها قائلا: بسم الله الله أكبر، اللهم إن هذا منك ولك.

ويتلفظ بالنية فيقول عن فلان.

وتذبح البقر والغنم على جنبها الأيسر.

والسنة جعل الأضاحي أثلاثا: ثلثا لأهله، وثلثا لصديقه، وثلثا للفقراء.

ووقت الذبح من انقضاء صلاة العيد إلى آخر اليوم الثالث من أيام التشريق.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرونرضي الله عنه لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين} .

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

 

فيديو خطبة عيد الأضحى :-

 

المصدر : وكالات