يواصل الدولار الأمريكي في هبوطه الحاد والغير المسبوق، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 25 عامًا.

ووصل تداول الدولار الأمريكي أمام الشيكل الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إلى 3.14 ليسجل أدنى مستوى له منذ ربع قرن.

وفي المقابل، لم يتدخل البنك الإسرائيلي المركزي الذي عادة وبمثل هذه الظروف يشتري كميات كبيرة من عملة الدولار، بمحاولة لعمل توازن محدود والحيلولة دون حدوث فجوة كبيرة في السعر ولوقف انخفاض سعر الصرف.

وعن تأثير اخفاض سعر الدولار أمام الشيكل على السوق الفلسطيني، قال المختص بالشأن الاقتصادي طارق الحج، إن انخفاض سعر صرف الدولار سيؤثر على النمو الاقتصادي الفلسطيني وانخفاض القوة الشرائية للمستهلكين، خاصة للموظفين الذين يتقاضون رواتبهم بعملة الدولار أو الدينار.

وأضاف الحج، أن لهذا أيضا تأثيرات إيجابية على المقترضين الأفراد والشركات، على عكس البنوك التي تتأثر بسبب التذبذب في أسعار صرف العملات.

وكشف عن الأسباب الرئيسية وراء انخفاض سعر الدولار عالميًا، أكد الحج، خلال حديثه لإذاعة "صوت فلسطين"، أن الذي يقف وراء ذلك هي الولايات المتحدة الأمريكية وسعيها للسيطرة والاستحواذ على الأسواق العالمية وتعزيز صادراتها، وضرب الاقتصاد الصيني، لافتا إلى أن الدولار لن ينخفض إلى أكثر من ثلاثة شواقل وعشر أغورات.

وتشير توقعات الخبراء إلى أن يكون هذا التحول في سعر صرف الدولار أمام الشيكل "ليس مؤقتا" إنما قد يكون طويل الأمد.

بدوره، اتفق الخبير الاقتصادي معين رجب مع سابقه بالجهات التي تقف خلف انخفاض الدولار، مشددًا على أن سياسات الإدارة الأمريكية الحالية سواء فيما يتعلق بالملف الإيراني والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي والعلاقة مع عملاق التجارة الصيني لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن، ما انعكس على قيمة العملة الأمريكية وتسبب بعدم استقرارها أمام سلة العملات.

وأوضح رجب، أن نمو الاقتصاد الإسرائيلي ونجاحاته عالميًا خاصة بمجال الصناعات العسكرية والزراعة أسهم أيضا في صعود الشيكل أمام العملات العالمية عمومًا.

وقال إن البُطء الحاصل بتعافي الاقتصاد الأمريكي الداخلي بعد جائحة كورونا مقابل النمو الحاصل في الأسواق الأخرى التي تعافت مثل نظيره الصيني، ساهم بعدم صمود الدولار أمام بعض العملات العالمية الأخرى.

وحول التوقعات بعودةٍ وتعافي الدولار، أكد رجب أن كل الاحتمالات واردة بظل الانخفاض السريع والمتتالي الملاحظ للدولار، مرجحًا دخول عوامل مفاجئة أسهمت بهذا الانخفاض، مبينًا أن "التعافي من جديد وارد فالولايات المتحدة لن تقبل بانهيار عملتها".

وحول تأثير هذا الانخفاض بقيمة الدولار على الحالة والأسواق الفلسطينية، نوه الخبير الاقتصادي إلى ضرورة تحرك الجهات الرسمية للتخفيف من وطأته والأضرار الناجمة عنه، لافتًا إلى أن هذا يكون عبر إيجاد سياسات ومخارج، سيما أن قيمة الودائع بالبنوك تقدر بـ 12 مليار دولار انخفضت القيمة الفعلية لها، إضافة إلى مدخرات المواطنين التي انخفضت قيمتها.

وقال: "كذلك قيمة رواتب الموظفين الذين يتقاضون أجورهم بالدولار ستنخفض عمليًا قيمة رواتبهم ما سيؤثر على الاقتصاد الفلسطيني الذي يعتمد على المنح والمساعدات بالعملة الأمريكية، ما يزيد الطينة بلة نتيجة لانخفاض قيمة الدولار الشرائية".

وتشير كافة التوقعات إلى أن الدولار الأمريكي سيواصل الهبوط خلال الأيام المقبلة وربما يمتد لوقت طويل، ما ينذر بخطورة كبيرة على الأسواق المحلية والدولية.

المصدر : الوطنية