أيام قليلة ويحل علينا عيد الأضحى المبارك، الذي يشتهر بذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، في شعيرة دينية تدخل السرور على الفقراء وأهل بيت المضحي.

فيحرص الكثير ممن يرغبون بذبح الأضاحي خلال أيام عيد الأضحى للتعرف على أبرز السنن الخاصة بهم، فالأضحية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمن يقدر عليها، وهي سنة أيضًا عن الخليل إبراهيم عليه السلام ليفدي بها ابنه إسماعيل عليه السلام.

وقد سن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمن ينوي أن يضحي عده سنن وردت العديد من الأحاديث الشريفة وذكرها فقهاء المذاهب في كتبهم، ومن بين تلك السنن ألا يزيل من ينوي أن يضحي شيئًا من شعر رأسه أو بدنه أو لحيته سواء كان ذلك بالحلق أو القص أو النتف وغيرها، وكذلك يسن له ألا يأخذ شيئًا من أظافره بتقليم أو غير إلا للضرورة، وذلك من ليلة اليوم الأول من ذي الحجة وحتى الفراغ من ذبح الأضحية.

فقد ذكرت السيدة أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا دخَلَتِ العشرُ، وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئًا"، وقال الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله كذلك: "إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره".

لذا فقد قال جمهور الفقهاء إنه يكره للمضحي إزالة شعره أو تقليم أظفاره، ولكن لا يَحْرُم عليه ذلك لما ورد عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها قالت: "كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم يقلده ويبعث به ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر هديه".

وقد اعتبر الإمام أحمد بن حنبل أن يحرم على المضحي أن يفعل شئيًا من ذلك، إلا أن الإمام الشافعي اعتبر أن النهي جاء للكراهة التنزيهية، وذكر الإمام النووي ذلك فقال: "مذهبنا أن إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي".

ومما يسن للمضحي أن يذبح أضحيته بيده ويقول: "باسم الله، الله أكبر، اللهم هذا عن فلان"، ويسمي نفسه، فإن كان لا يحسن الذبح فليشهد عمليه الذبح ويحضرها، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لفاطمة : "قومي فاشهدي أضحيتك، فإنه يغفر لك بأول قطرة من دمائها كل ذنب عملتيه، وقولي:  وَقُولِي {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، قال عمران : قلت: يا رسول اللّه هذا لك ولأهل بيتك خاصة أم للمسلمين عامة قال: لا، بل للمسلمين عامة".

كما يسن للمضحي أيضًا أن يأكل من أضحيته ويهدي الأقارب ويتصدق منها على الفقراء ويدخر منها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم يوم عيد الأضحى لأصحابه «كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا» وقال العلماء: الأفضل أن يأكل الثلث، ويتصدق بالثلث، ويدخر الثلث، وليس المقصود تحديد الثلث بالضبط وإنما على وجه التقريب.

سنن عيد الاضحى :-
.
١-التكبير: يستحب الإظهار في التكبير بعد كل صلاةٍ تصلّى جماعةً بالمسجد، من غير الحجاج، ويُكبّر أيضاً بين الطرقات، وفي الشوارع والسوق، مع رفع الصوت للرجال، وخفضه لدى النساء، وذلك لتذكير المسلمين بشعائر الإسلام، ويكون التكبير بقول: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد).
.
٢-حضور صلاة العيد: سنةٌ مؤكدة، وقد أمر رسول الله الرجال والنساء أن يحضروها، حتى لو كانت المرأة حائضاً حيث تخرج معهم وتشهد صلاة العيد.
.
٣-مخالفة الطريق: ويستحب أن يعاكس المصلي الطريق، أي أن يأتي المسجد من طريقٍ، ويرجع من طريقٍ آخر.
.
٤-ذبح الأضاحي : وهي سنة مؤكدة، ويكون الذبح بعد صلاة العيد، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح)، ويجوز الذبح طيلة أيام التشريق، ولا يأخذ المضحّي من شعره ولا من بشرته ولا يقلّم أظافره حتى يذبح أضحيته.
.
٥-الاغتسال والتطيب: حيث سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الاغتسال يوم العيد والتطّيب بأفضل الملابس، لكن من غير إسرافٍ ولا تبذيرٍ، وذلك لإشعار الآخرين بالفرحة والسرور، ويكون التطيب للرجال دون النساء.
.
٦-التهنئة : يتبادل المسلمون التهنئات من الأقارب والأصحاب والجيران بقدوم العيد، وذلك مثل قول: (تقبّل الله منا ومنك).
.
٧-الأكل من الأضحية: حيث يجوز لصاحب الأضحية الأكل منها، لقوله تعالى: (فكلوا منها وأطعموا) سورة الحج، كما قام النبي بذلك، ولايؤكل منها إلا بعد صلاة العيد، فإن شاء أكلها أو أهداها أو تصدّق بها.
.
٨-المشي إلى المصلى: يستحب السير إلى المصلى ماشياً لا راكباً، وعليه السكينة والوقار، فإن ذهب راكباً فلا حرج من ذلك.
.
٩-صلة الرحم: يفضل زيارة الأرحام في كل وقت، ولكن يستغل الناس هذه المناسبة لزيارة بعضهم البعض، وبالأخص الوالدين.

المصدر : مواقع دينية