حكم استعمال قطرة العين والأنف والأذن للصائم خلال صيامه طيلة أيام رمضان المبارك، يبحث عنه الكثير من الصائمون الراغبين بالتعرف على الحكم الشرعي في ذلك.

"الوطنية" تستعرض لكم خلال السطور التالية، الحكم الشرعي لقطرة العين والأذن والأنف وهي كالتالي :-

هل قطرة العين تفطر في الصيام ؟

بحسب الإفتاء المصرية التي أكدت أن العلماء اختلفوا فى حكم قطرة العين فذهب الحنفية فى الأصح والشافعية فى ظاهر كلامهم إلى أن قطرة العين لا تفسد الصوم، وعللوا ذلك بأن التقطير فى العين لا ينافيه الصوم وهو الإمساك عن الطعام والشراب، وإن وجد طعم القطرة فى حلقه وبأن العين ليست منفذًا مفتوحًا عندهم.

وأشارت الإفتاء إلى أن المالكية والحنابلة قالا إن التقطير فى العين مفسد للصوم إذا وصل إلى الحلق؛ لأن العين عندهم منفذ ولو لم يكن معتادًا.

وأوضحت إلى أن الراجح هو عدم فساد الصوم بالتقطير بدواء أو محلول فى العين وإن وصل إلى الحلق؛ لأن العين ليست منفذًا مفتوحًا، وليس معنى وجود القطرة فى الحلق أن العين منفذ لأن وجود الطعم فى الحلق لا يعنى أنه وصل من خلال منفذ مفتوح فقد يصل إلى الحلق عن طريق الجلد.
 

هل قطرة الأنف تفطر في الصيام ؟

وبحسب موقع صيد الفوائد الذي أكد اختلاف أهل العلم في استعمال قطرة الأنف أثناء الصوم بناء على اختلافهم في اعتبار الأنف منفذا معتبرا للجوف فاتفقت المذاهب الأربعة على أن قطرة الأنف تفطر الصائم بشرط وصولها إلى الحلق فإذا وصل الدواء إلى الحلق أفطر الصائم لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث لقيط بن صبرة: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما). رواه الترمذي وصححه. فنهى النبي عن المبالغة في الاستنشاق حتى لا ينفذ الماء إلى جوف الخياشيم الموصلة إلى الحلق ثم إلى المعدة.

وذهب ابن تيمية إلى أن التقطير في الأنف لا يفطر الصائم ولا يفسد الصوم بذلك لأنه لم يرد دليل يدل على أن وصول الماء عن طريق الأنف للحلق يعتبر فطرا ولأنه ليس في معنى الأكل الذي يتقوى به البدن وقياسه على الفم ضعيف لوجود الفرق بينهما.

والصحيح أن قطرة الأنف مفطرة لدلالة السنة ولأن الأنف منفذ معتبر للحلق والمعدة لدلالة الطب بدليل أن من عجز عن الأكل بفمه اعتاض عنه بالأنف فكان طريقا لوصول الغذاء لجوفه. ولأن ما دخل إلى الحلق والمعدة يعتبر مفطرا شرعا ولو كان يسيرا أو لم يحصل به التغذية التامة لأن حديث النهي يدل على أنه لا ينفذ حال المبالغة في الاستنشاق إلا اليسير من الماء ولهذا أجمعوا على أن القطرة في الحلق تفطر مع أنها يسيرة لا يحصل بها التغذية.

فعلى هذا لا يجوز للصائم استعمال قطرة الأنف النافذة للحلق في نهار رمضان إلا أن يكون محتاجا للدواء فيستعملها ويفطر لعذره ويقضي في المستقبل أما إذا كان يستطيع تأجيلها إلى الليل بلا مشقة ولا ضرر وجب عليه التأجيل ويأثم باستعمالها. أما القطرة الخفيفة التي لا تصل إلى الحلق فلا حرج فيها ولا تفطر لأنها من جنس الاستنشاق المأذون للصائم فعله وهو مذهب المالكية.

إقرأ أيضا :-

هل الترجيع يبطل الصيام ؟ من خلال ( الرابط التالي ) .

مبطلات الصيام من خلال ( الرابط التالي ) .

هل قطرة الأذن تفطر في الصيام ؟

وبحسب بوابة الأهرام المصرية التي نقلت حكم قطرة الأذن خلال الصيام عن أهل الافتاء والإختصاص في جمهورية مصر العربية، وأكدت اختلف الفقهاء في هذه المسألة على قولين:

الأول: ذهب جمهور العلماء من الأحناف والمالكية والشافعية وغيرهم إلى فساد الصيام بالتقطير في الأذن لأن فيه صلاح البدن.

وزاد المالكية أن الواصل إلى الحلق من الأذن يفسد الصوم وعليه القضاء، وإن كان عامدا عليه القضاء والكفارة.

الثاني: وذهب الإمام الغزالي وبعض الفقهاء المعاصرين إلى عدم فساد الصوم بالتقطير في الأذن.

وقال الأحناف أن الذي يفطر هو التقطير بالدواء، أما التقطير بالماء فلا يفطر.
ولكن ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من فساد الصوم بالتقطير في الأذن كان ظنا منهم أن الإذن تعد منفذا للحلق أو الجوف، لكن أثبت الطب الحديث أن الأذن السليمة أي التي ليس بها ثقب لا تعتبر منفذا للحلق أو الجوف، ومن ثم فلا يفسد الصوم بالتقطير في الأذن السليمة.
أما الأذن التي بها ثقب وهذا نادر فالغالب أنه لا يصل ما بها إلى الحلق أو الجوف وإن وصل يكون شيئا يسيرا لا يتعدى نسبة 10 % من جملة التنقيط. وبناء على ذلك، فإننا نرى جواز استعمال التقطير في الأذن أثناء الصوم دون أن يؤثر ذلك على صحة الصوم في شيء. وإن استطاع المسلم أن يؤخر استعمال النقط بعد المغرب فهو أفضل خروجًا من الخلاف.
 

المصدر : وكالات