روى ضابط إسرائيلي، تفاصيل 72 ساعة من الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، في الأول من أغسطس/آب 2014 بعد اختطاف جندي إسرائيلي، والتي أسفرت عن استشهاد عشرات المواطنين، وإصابة مئات آخرين.

وبحسب موقع "عربي 21"، فإن رواية الضابط غاي باسون (33 عامًا)، وهو أحد قادة لواء "جفعاتي" في الجيش الإسرائيلية، هي التفصيلية الأولى لمجزرة رفح والتي يطلق عليها اسم "الجمعة السوداء"، والتي وقعت إبان الحرب التي شنتها "إسرائيل" على قطاع غزة عام 2014.

ونشرت صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية، الأحد، المقابلة مع باسون بعد إنهاء الجيش الإسرائيلي التحقيق في تفاصيل الواقعة، الذي خلص إلى تبرئة الضباط والجنود الذين نفذوها.

ونفذت "إسرائيل" خلال المجزرة التي ارتكبتها بحق سكان مدينة رفح، عمليات قصف عشوائية واسعة للمدينة، عقب اختطاف حركة "حماس" للجندي الإسرائيلي هدار غولدين، أسفرت عن استشهاد نحو 140 مواطنًا وإصابة قرابة آلف آخرين.

وقال الضابط باسون، في روايته للحادثة: "إننا مررنا بأحداث لعلها الأسوأ في ما عرفت خلال سنوات خدمتي العسكرية، بعدما تبين لي أن أحد جنودنا تم اختطافه، وصلت لنقطة حاسمة بأن خيرة جنودي في هذه اللحظات باتوا ممددين قتلى على أرض المعركة، حينها كان السؤال الفوري في كيفية التعامل مع حادثة الاختطاف التي قد تسفر عن نتائج استراتيجية كاملة على دولة إسرائيل، وكيف يمكن بالسرعة القصوى أن نضع يدنا على الخاطفين".

وأضاف أن "الإجابة عن هذه الأسئلة لا تتم بتبادل الأحاديث، وإنما من خلال إطلاق مباشر للنار، من مديات قصيرة جدا، هذه معركة تمت في أوضاع مزدحمة ومنطقة سكنية دون إصدار التحذيرات لسكانها كي يقوموا بإخلائها، كنا بصدد تحقيق هدف واضح محدد، ولذلك فإن أي نقاش حول ما إذا كان بالإمكان أن ننتظر بعض الوقت، وماذا سيقول العالم عنا، وماذا سيحدث، وهل سيتم فتح تحقيق.. هذه أسئلة ما ينبغي لها أن تسأل".

وزعم قائلا: " كنا معنيين قبل كل شيء في استعادة هدار غولدن، أو على الأقل معرفة معلومة تحدد مصيره، لقد عملنا في رفح لتدمير أنفاق هجومية، وفجأة تم اختطاف أحد جنودنا، ووجدنا أنفسنا في ظرف غير متوقع بالنسبة لنا، وبات لزاما علينا خوض معركة معقدة، وقد نفذناها من خلال الاستخدام الأمثل للسلاح".

وتابع "بالنسبة للنتيجة فإننا نجحنا فيها، وهي أننا لم نبق هدار وخاطفيه على قيد الحياة، نجحنا في تنفيذ هذه المهمة، يمكنني القول في النهاية إن هدار قتل، هذه ليست مجرد تصريحات، هذا مثبت بالأدلة الواقعية الميدانية".

وأوضح أنه "في ذلك اليوم الأول من أغسطس 2014، كنا في رفح للتعامل مع أحد الأنفاق الهجومية داخل حدود إسرائيل، وحين قمنا باحتلال بعض المنازل تم الإعلان عن وقف إطلاق النار، لكن اتصالا أتاني من أحد الجنود يبلغني بوجود حركة مريبة عبر أحد الأنفاق، وطلب إذناً لإطلاق النار باتجاهها، ليتبين من التحقيقات أنها أحد مواقع حماس، كان فيه ستة مقاتلين موزعين على خليتين".

وأردف قائلًا: " هدار غولدن كان مع جندي آخر بصحبة رفيقهما الثالث، وفجأة أطلقت عليهم النيران، لكنهم قتلوا أحد المسلحين، فيم أصيب كلاهما، ثم توقفنا فجأة عن الاستماع من جهاز الإرسال لصوت الجندي الذي حدثنا قبل قليل، وحينها قررنا البدء بتنفيذ إجراء هانيبعل لاستعادة الأسرى".

وأكمل قوله: "دخلنا معركة لمدة 72 ساعة لمحاولة إنقاذ الجندي المختطف، ذهبت لمكان الاشتباك، فرأيت اثنين من الجنود قتلى على الأرض، وفورا أدركت أن أمامنا مهمة أساسية وهي استعادة غولدن الذي كان ثالثهم في ذات المكان ".

وأضاف "بدأت معركتنا بمشاركة جميع وحدات الجيش: المدفعية والطيران والمشاة، وتوصلنا إلى خلاصة مفادها أن هدار لم يعد بين الأحياء عقب ما عثرنا عليه من دلائل على الأرض: أنسجة ودماء وزي عسكري، لكن الجثة لم نعثر عليها".

المصدر : الوطنية