نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الجمعة، مقالاً لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وصهره، جاريد كوشنر، بمشاركة المبعوث الأمريكي الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات والسفير الأميركي إسرائيل ديفيد فريدمان.

وكتب كوشنر مقاله هذا للحديث عن جولته الإقليمية التي أجراها للمنطقة مؤخراً برفقة غرينبلات، حيث حمل فيه  حركة "حماس" مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

وساوم صهر ترمب "حماس" ودعاها إلى اتخاد خطوات واضحة من أجل تحقيق السلام، "إذا كانوا يريدون الحصول على المساعدات المالية"، معتبراً أن أهالي غزة أسرى لديها، مدعيًا أن "إدارة حماس الطائشة أدت إلى وصول نسبة الفقر إلى 53% وتجاوز معدل البطالة بين أهالي القطاع نسبة 49%".

وقال كوشنر في مقاله، إن "الحياة ستتحسن بشكل ملحوظ في قطاع غزة إذا سمحت حماس بذلك، هناك جهات لديها موارد وجاهزة للدخول إلى العمل. ولكن بدون إحداث تغيير حقيقي مصحوب بضمانات أمنية، فإن التقدم مستحيل".

وتابع أن "أظهرت حماس نوايا واضحة وخطوات عملية من أجل تحقيق السلام، ليس فقط في الكلام، الأهم من ذلك، بالأفعال، تصبح كل أشكال الفرص الجديدة متاحة وممكنة".

وشملت جولة كوشنر  كل من مصر والأردن والسعودية وقطر وإسرائيل، في إطار محاولة من الإدارة الأمريكية لإيجاد معادلة لتجديد ما يسمى "عملية السلام" وحل الصراع العربي الإسرائيلي.

وعكس رجال الأعمال كوشنر الرؤية الأميركية في التعاطي مع القضية الفلسطينية، المنطلق من السلام الاقتصادي لبناء مشروع سلام إقليمي يفتح من خلاله باب التطبيع العربي المجاني مع إسرائيل، وإعادة رسم خريطة المنطقة بخلق محور جديد ضد إيران؛ محققًا الأمن لإسرائيل وشاطبًا العمق العربي لفلسطين.

وبحسب ما جاء في المقال، " أن على حماس اغتنام قدرتها على الاختراع، بهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، بدلا من تحويل أي شيء إلى سلاح مثل طائرات ورقية حارقة ومرايا تستخدم لتشويش عمل عناصر الجيش الإسرائيلي".

وسلط كوشنر وغرينبلات وفريدمان الضوء في المقال على الاعتبارات الاقتصادية لـ"عملية السلام": "الجهات المانحة الدولية منقسمة: منح المساعدات بشكل مباشر للناس منعًا لوصولها ليد الإرهابيين، أو حجب التمويل عن حماس لرؤية أفرادها يعانون، ليس هناك سبب يمنع الفلسطينيين من تحقيق النجاح الاقتصادي والاندماج في اقتصاد إقليمي مزدهر، لكن عليهم أن يفسحوا لنا المجال للمساعدة".

وطالب المقال بحسب ما جاء في موقع "عرب 48"، من  حماس بـ"الاعتراف بدولة إسرائيل"، واصفًا ذلك بالحكمة، وأضاف أنه "أصبح الجميع في الشرق الأوسط يقبلون هذه الحقيقة".

وعبر كوشنر بشكل واضح إلى أن أقصى ما تمثله الرؤية الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية في المنطقة هو الاستقرار الأمني في المنطقة من خلال تشجيع الانتعاش الاقتصادي وخلق فرص للاستثمارات المنافسة في سوق منتعشة، وهو ما عبر عنه ترمب مرارًا بالقول: "الأمن الاقتصادي هو الأمن القومي".

المصدر : الوطنية