أكد مستشار وصهر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، "جاريد كوشنر"، استعداده لاستئناف الحديث مع الرئيس محمود عباس الذي قال إنه يصدق حين يقول أنه ملتزم بالسلام، إذ كان الأخير مستعد لذلك.

وأضاف:" يقول الرئيس عباس إنه ملتزم بالسلام وليس لدي أي سبب لعدم تصديقه. والأهم من ذلك، أن الرئيس ترمب التزم تجاهه في وقت مبكر أنه سيعمل على الوصول إلى صفقة عادلة للشعب الفلسطيني.

وتابع كوشنر:" مع ذلك، فإنني أشكك في مدى قدرة الرئيس عباس، أو رغبته، ان يميل إلى إنهاء الصفقة. لديه نقاط الحوار التي لم تتغير خلال السنوات الـ٢٥ الماضية. لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام في ذلك الوقت. ومن أجل الوصول إلى صفقة، على كلا الجانبين أن يتحركا وأن يلتقيا في نقطة ما بين مواقفهما المعلنة".

وذكر كوشنر خلال حوار أجرته صحيفة "القدس المحلية" معه، أن القادة العرب الذين التقاهم في جولته الأخيرة، أوضحوا بأنهم يريدون رؤية دولة فلسطينية عاصمتها "القدس الشرقية".

وأشار  إلى أنهم يريدون اتفاقاً يمكّن الشعب الفلسطيني في أن يعيش بسلام، وأن تتاح له نفس الفرص الاقتصادية التي يتمتع بها مواطنو بلدانهم. إنهم يريدون أن يروا صفقة تحترم كرامة الفلسطينيين، وتضع حلاً واقعيا للقضايا التي تمت مناقشتها منذ عقود. جميعهم يصرون على أن المسجد الأقصى يجب أن يبقى مفتوحا لجميع المسلمين الذين يرغبون في الصلاة.

وشدد كوشنر على أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تقديم تنازلات متبادلة لصنع السلام ومستقبل مشرق للشعبين، معتبراً أن "نقاط الصفقة الفعلية هي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن الخطة الاقتصادية التي نعمل عليها يمكن أن تظهر ما يأتي كجزء من صفقة عندما يتم تحقيقها مع بعض الاستثمارات الضخمة التي تمتد إلى الشعبين الأردني والمصري ايضا.ً" مستبعدا بذلك ان يكون الحل إقليميا.
وحول سؤال:" هل الصفقة التي تعمل عليها تضم هذه النقاط؟، أجاب صهر ترمب:" لا أريد التحدث عن تفاصيل الصفقة التي نعمل عليها ، ولكن كما قلت في خطابي في القدس - انني أؤمن بأنه من أجل الوصول إلى اتفاق، سيكسب كلا الطرفين أكثر مما يعطيان وسيشعران بالثقة بأن حياة شعبيهما ستكون أفضل حالاً بعد عقود من الآن بسبب التنازلات التي يقدمانها. سيكون الأمر متروكًا للقيادة والشعب من كلا الطرفين لتحديد ما هو مقبول كحل وسط مقابل مكاسب كبيرة".

وأجاب على سؤال آخر:" لقد ذكرت بأن الأمر "في ايدي الشعب،، هل تعني بأنه يمكننا أن نرى امكانية تعرض فيها الخطة للشعب للتصويت عليها؟، قائلاً:" لم أقل ذلك، ولكن هذا أمر يجب على القيادة من كلا الطرفين أن تفكر بفعله. ربما تكون هذه طريقة ليواجهوا أقل مخاطر سياسية فيما يتعلق بالمصادقة على الحل، لكن ذلك الأمر لا يزال بضع خطوات أمامنا مما نحن عليه الآن".

ونوه إلى أنه "قمنا بالكثير من الاستماع وقضينا وقتنا في التركيز على الشعب ومحاولة تحديد ماذا يريد فعلا. في نهاية المطاف، أعتقد أن الشعب الفلسطيني أقل اكتراثا في نقاط الحوار بين السياسيين وأكثر اهتماما ليرى كيف ستوفر هذه الصفقة له وللأجيال المستقبلية فرصًا جديدة، والمزيد من الوظائف ذات الأجور الأفضل وآفاق الوصول إلى حياة أفضل.

وأكمل حديثه: "كل واحدة من القضايا السياسية مثيرة للجدل وهناك أشخاص من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني سيعارضون أي حل وسط. نعتقد أنه على كلا الطرفين النظر إلى الصفقة كحزمة وأن يسألا نفسيهما: هل نحن أفضل حالاً بما نحصل عليه مقابل ما نقدمه؟.

وشدد على أنه لن يتفق الجميع على أنها الحزمة الصحيحة ، ولكن الوصول إلى السلام يتطلب الشجاعة والحاجة إلى اتخاذ المخاطر المحسوبة الصحيحة. وبدون أن يدفع الشعب السياسيين إلى التركيز على احتياجاته ومنحهم الشجاعة لأخذ الفرصة، لن يتم حل هذا الأمر أبداً، وفق كوشنر.

ماذا تقول عن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس محمود عباس، بأن جولتك "مضيعة للوقت وسيكون مصيرها الفشل"؟

ورد على تصريحات المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الأخيرة، الذي قال فيها إن جولة كوشنر مضيعة للوقت وسيكون مصيرها بالفشل، قائلاً:" أعتقد أن القيادة الفلسطينية تقول هذه الأمور بسبب تخوفها من أننا سنقوم بنشر خطتنا السلمية وسيعجب بها الشعب الفلسطيني لأنها ستؤدي إلى فرص جديدة له ليحقق حياة أفضل بكثير".

وعن سؤال هل تواصلت مع الرئيس عباس لمعرفة إذا كان سيقابلك في هذه الرحلة؟، أجاب كوشنر:" ليس بشكل مباشر. يعرف الرئيس عباس أننا في المنطقة ولدينا العديد من المعارف المشتركة التي توصل الرسائل - إنه يعلم أننا مستعدون لمقابلته ومواصلة المناقشة عندما يكون مستعدًا".

وتابع إجابته:" لقد قال علانية أنه لن يجتمع بنا، وقد اخترنا عدم ملاحقته. لقد واصلنا عملنا بشأن الخطة وبناء توافق في الآراء حول ما يمكن واقعيًا تحقيقه اليوم وما الذي سيستمر في المستقبل. إذا كان الرئيس عباس مستعدًا للعودة إلى الطاولة، فنحن مستعدون للمشاركة في النقاش، وإذا لم يكن كذلك الأمر، فإننا سنقوم بنشر الخطة علانية".

متى ستكون جاهزة؟

وقال كوشنر إن الصفقة ستعرض قريبًا، وأنهم على وشك الانتهاء، لافتاً إلى أنه يحترم أن هنالك من الأمور التي قام بها الرئيس عباس بشكل جيد من أجل اقامة أسس السلام، لكنه لا يعتقد أن الشعب الفلسطيني يشعر بأن حياته تتحسن وهناك فقط فترة معينة يمكنك أن تلقي اللوم على أي شخص آخر عدا القيادة الفلسطينية.

وأضاف:" يشعر المجتمع العالمي بالإحباط من القيادة الفلسطينية ولا يرى الكثير من الأعمال البناءة لتحقيق السلام. هناك الكثير من البيانات والإدانات الحادة، ولكن لا توجد أفكار أو جهود مع احتمالات للنجاح. من يشككون أكثر يقولون إن الرئيس عباس يركز فقط على بقائه السياسي ويعزز إرثا من عدم التسوية بدل تحسين حياة الشعب الفلسطيني ".

وعن سؤال:" إذا ما تعمل عليه أكثر إقليميًا في طبيعته؟، أجاب:" نقاط الصفقة الفعلية هي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن الخطة الاقتصادية التي نعمل عليها يمكن أن تظهر ما يأتي كجزء من صفقة عندما يتم تحقيقها مع بعض الاستثمارات الضخمة التي تمتد إلى الشعبين الأردني والمصري أيضاً. لقد أدى هذا الصراع إلى ارجاع المنطقة بأكملها الى الوراء، وهناك الكثير من الإمكانات غير المستغلة التي يمكن المبادرة بها إذا تحقق السلام.".

وبحسب كوشنر، فإن هذا الصراع أدى إلى ارجاع المنطقة بأكملها إلى الوراء، وهناك الكثير من الإمكانات غير المستغلة التي يمكن المبادرة بها إذا تحقق السلام.

"الازدهار الاقتصادي" بالنسبة للشعب الفلسطيني في نظره

وقال إن الشعب الفلسطيني حصل على مدى 5_ 20 سنة، على استثمارات ضخمة في البنية التحتية الحديثة, التدريب المهني والتحفيز الاقتصادي، حيث يمر العالم بثورات صناعية تكنولوجية ، ويستطيع الشعب الفلسطيني أن يكون مستفيداً من خلال قفزات حتى يصبح من قادة العصر الصناعي القادم.

وأوضح أن الشعب الفلسطيني مجتهد ومثقّف جيداً ومتاخم لـ "وادي السيليكون" الشرق الأوسط – إسرائيل، موضحاً أن ازدهار إسرائيل سوف يمتد بسرعة للفلسطينيين إذا كان هناك سلام. العديد من البلدان من جميع أنحاء العالم مستعدة للاستثمار إذا كان هناك اتفاق سلام، قال إنه يؤمن بشدة أنه حينما تريد التوصل إلى اتفاق سلام، فإنك بحاجة إلى تحديد.

وأضاف:" الحدود الأمنية وجعلها آمنة، من الناحية الاقتصادية، أنت ترغب في إزالة الحدود والسماح للاقتصادات بأن تصبح أكثر تكاملاً لزيادة الفرص والازدهار لجميع الناس - بما في ذلك الأردنيون والمصريون وغيرهم".

هل يمكنك إعطاء بعض التفاصيل حول الخطة الاقتصادية التي تعمل عليها؟

وفي تفاصيل الخطة الاقتصادية التي يعملون بها، قال كوشنر:" نعتقد أنه بإمكاننا جذب استثمارات كبيرة للغاية في البنية التحتية من القطاعين العام والخاص لجعل المنطقة بأكملها أكثر ترابطا وتحفيز اقتصادات المستقبل. وهذا سيؤدي إلى زيادات في الناتج المحلي الإجمالي.

وأبدى  أمله أيضًا أن يسمح وجود التعايش السلمي للحكومات بتحويل بعض أموالها من الاستثمارات الضخمة في الجيش والدفاع إلى تعليم وخدمات وبنية تحتية أفضل لشعوبها".

قطاع غزة

ووصف كوشنر ما يحدث في غزة بـ المحزن جدًا، وقال إن الحالة الإنسانية بدأت قبل وقت طويل من وصول الرئيس ترمب إلى السلطة ، ولكن" يجب علينا أن نحاول إجراء التحسينات. ويظهر مستوى اليأس أسوأ سيناريو لما يحدث عندما تُترك هذه المشاكل دون حل ويُسمح لها بالاستمرار".

وادعى أن أهل غزة رهائن لقيادة ما وصفها بـ سيئة،" لقد انحدر اقتصادهم إلى أسفل بسبب عدم القدرة على التواصل مع العالم. طالما أن هناك صواريخ يتم إطلاقها وأنفاق تحفر، سيكون هناك خنق على الموارد المسموح بدخولها. إنها حلقة مفرغة"، كما قال.

 وعن سؤال لقد انتقد صائب عريقات جهودك لمساعدة غزة قائلا إن القضية هي سياسية وانت تحاول أن تحولها الى قضية إنسانية من أجل تقسيم الفلسطينيين. هل هذه نيتك"؟، أجاب:" آخر ما تحققت منه أنهم منقسمون، فهم غير مرتبطين بحكومة أو بأرض، ويصبح بلا داع حالة إنسانية وخيمة لأن القيادة الفلسطينية جعلت منها وضعا سياسياً

ومضى بالقول:" في الوقت الذي كانت فيه على دوامة الهبوط لمدة عقد، قبل وقت طويل من تدخل هذه الإدارة، مع حروب متعددة وحكومة إرهابية، فإن الخلل السياسي، الذي تفاقم بشكل كبير بسبب تخفيضات الرواتب في السلطة الفلسطينية، جعل غزة غير قابلة للحكم. لقد آن الأوان أن تتوقف السلطة الفلسطينية وحماس عن استخدام سكان غزة كرهائن".

وأردف قائلاً:" قد تبدو قصة الضحية جيدة في الوقت الحالي وتساعدك على انتزاع العناوين الرئيسية، لكنها لا تفعل أي شيء لتحسين الحياة. إن الرئيس ترامب يهتم كثيرا بالشعب الفلسطيني، لذلك نحن نتطلع إلى غزة عن قرب وقد أمضينا الكثير من الوقت مع شركائنا".

ويأمل أن يطرح أفكارًا للتخفيف من بعض الضغوط ومحاولة تغيير مسار وضع الشعب. أخيرا، مشيراً إلى أنهم قالوا منذ البداية أنه لا يوجد طريق للسلام دون إيجاد حل لغزة .

القضايا الجوهرية

وقال صهر ترمب، خلال حواره الطويل مع صحيفة "القدس" المحلية، إن  القضايا الأساسية التقليدية ضرورية ونركز عليها بشكل مكثف مع تقديرنا الكبير للاختلافات التاريخية بين الجانبين.

وأكد أنهم ملتزمون بإيجاد حزمة من الحلول يمكن للطرفين العيش معها. مجرد حل القضايا الأساسية دون خلق مسار لحياة أفضل ليؤدي إلى حل دائم.

ووجه رسالة للفلسطينيين، قائلاً "أنتم تستحقون أن يكون لديكم مستقبل مشرق. الآن هو الوقت الذي يجب على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين تعزيز قيادتيهما وإعادة تركيزهم، لتشجيعهم على الانفتاح تجاه حل وعدم الخوف من المحاولة. لقد وقعت أخطاء لا حصر لها وفرص ضائعة على مر السنين، ودفعتم أنتم، الشعب الفلسطيني، الثمن".

وفي ذات الرسالة،  أكمل مخاطبًا الفلسطينيون:" أظهروا لقيادتكم أنكم تدعمون الجهود لتحقيق السلام. دعوهم يعلمون بأولوياتكم وامنحوهم الشجاعة للحفاظ على عقل منفتح نحو تحقيقها. لا تدعو قيادتكم ترفض خطة لم ترها بعد. الكثير قد حدث في العالم منذ بدأ هذا الصراع منذ عقود. لقد تحرك العالم إلى الأمام بينما تُركتم في الوراء. لا تسمحوا لصراع اجدادكم بتحديد مستقبل أطفالكم".

المصدر : صحيفة القدس