كشف مسؤولون فلسطينيون أن السلطة لم تقطع اتصالاتها مع أميركا بعد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل".

وأكد المسؤولون أن السلطة وجهت دعوة إلى القنصل الأميركي في القدس لحضور الجلسة الافتتاحية للمجلس المركزي المقررة غدًا الأحد في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن مسؤول وصفته بالرفيع، أن السلطة قطعت اتصالاتها مع الفريق المختص بالعملية السياسية، والذي يضم كلاً من المستشار الخاص للرئيس الأميركي جاريد كوشنير، والمبعوث الخاص لعملية السلام جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي لدى "إسرائيل" ديفيد فريدمان، وأنها أوقفت أي اتصال مع أي مسؤول في شأن العملية السياسية، لكنها تحافظ على العلاقات الثنائية الرسمية.

وأفاد المسؤول أن الاتصالات على المستوى الثنائي لم ولن تتوقف، ويشمل ذلك القنوات الرسمية والتعاون الأمني، لكن الاتصالات في شأن العملية السياسية توقفت في شكل كامل.

وأشار إلى أن السلطة وجهت دعوات إلى السفراء والقناصل كافة في القدس ورام الله، ومن ضمنهم القنصل الأميركي العام، مؤكدًا أن القنصل الأميركي لن يسمع شيئاً يسره في اجتماع المركزي.

وكان فريق العملية السياسية الأميركي عقد أكثر من عشرين لقاء مع الجانب الفلسطيني في رام الله. إلا أن مسؤولاً فلسطينياً آخر، اتهم هذا الفريق بأنه عمل لمصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولم يعمل لمصلحة أميركا.

وأكد أن الفريق الأميركي كان واضحاً من البداية أنه إسرائيلي الهوى والهوية، فجميع أفراده يجمعهم شيء واحد هو أنهم يهود أميركيون من داعمي الاستيطان.

وفي اللقاء الذي عقد بين الرئيس محمود عباس والرئيس دونالد ترامب في بيت لحم، طلب غرينبلات من ترامب، عندما كان الأخير يتحدث عن متطلبات عملية السلام، الإشارة إلى الاعتراف بـ"إسرائيل" دولة يهودية، فرد الأخير عليه قائلاً: لكن نتانياهو أبلغني أمس بأن 20 في المئة من سكان إسرائيل عرب لا يهود. فكيف نقول أنها دولة يهودية فقط؟.

وبين أن فريق الرئيس الأميركي هو فريق نتنياهو، ومن الأسهل على الفلسطينيين أن يتفاوضوا مع نتنياهو على أن يتفاوضوا من خلال الفريق الأميركي لذلك، لم يعد ممكناً إجراء أي حوار أو اتصال مع هذا الفريق، بعد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل السفارة إليها.

وكان غرينبلات أدلى بتصريحات أول من أمس، أثارت غضب القيادة الفلسطينية، اتهمها فيها بـ "دعم العنف والإرهاب".

ودانت الخارجية الفلسطينية في بيان تصريحات المسؤولين الأميركيين. واعتبرت "أنها منحازة وتمثل مواقف أيديولوجية وأحكاماً مسبقة معادية للشعب الفلسطيني، ولا تخدم جهود إحياء عملية السلام، وتتناقض في الوقت ذاته مع مفهوم الرعاية المتوازنة لأي عملية سلام ومفاوضات بين الطرفين".

المصدر : الوطنية