قال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بإعلان القدس عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل السفارة الأمريكية إليها ليس وليد اللحظة السياسية، وإنما يُعبِّر عن حلقة ضمن مخطط سياسي قديم لتصفية قضيتنا الوطنية وإخضاع أمتنا العربية والإسلامية وتغيير المشهد السياسي والجغرافي العام في المنطقة بما يتناسب مع الأهداف والمخططات الصهيونية والأمريكية المعروفة.

وأكد خلال مؤتمر القدس العلمي الحادي عشر الذي نظمته مؤسسة القدس الدولية في فندق الكومودور في مدينة غزة، أن قرار ترمب يحمل أبعاداً استراتيجية خطيرة وتأثيرات بعيدة المدى على مجرى الصراع الممتد بيننا وبين الاحتلال، فهم يحاولون حسم الصراع بشكل كامل عبر إسقاط القدس من دائرة التفاوض واعتبارها إسرائيلية بحتة مع ما يغنيه ذلك من شرعنة لكل إجراءات التهويد وطمس الهوية العربية الإسلامية للقدس ومعالهم الحضارية.

واستعرض آليات وخطوات مواجهة القرار الأمريكي في ظل التحديات الخطيرة التي يفرضها قرار ترمب وتداعياته العميقة على شعبنا وقضيتنا وحقوقنا المشروعة.

وطالب السلطة وحركة فتح بإجراء مراجعة شاملة للواقع والمسار السياسي والوطني بما يقود إلى إلغاء اتفاق أوسلو وسحب الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال  والدفع باتجاه إرساء استراتيجية وطنية موحدة على أرضية الحقوق والثوابت الوطنية.

وشدد على ضرورة تطبيق المصالحة الوطنية وتكريس مبادئ ومفاهيم الشراكة السياسية قولاً وعملاً، والعمل على حل وتفكيك الأزمات الحياتية في المجتمع الفلسطيني، وخصوصاً في قطاع غزة، والشروع في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس سياسية ووطنية جديدة.

وأكد ضرورة توفير كل أشكال الدعم والتأييد والمؤازرة والإسناد لانتفاضة شعبنا في مواجهة الاحتلال، وتوحيد كل الجهود والطاقات الوطنية والفصائلية من أجل تعزيز عوامل قوتها واستمراريتها وتطوير أشكالها وأدواتها الكفاحية، ووقف كل ما من شأنه التشويشي عليها أو محاولة طمس توهجها وإطفاء نيرانها.

كما شدد على ضرورة بلورة موقف عربي وإسلامي موحد في مواجهة قرار ترمب وكافة القرارات والسياسات الأمريكية المعادية لشعبنا، بحيث يرتكز على وقف كل أشكال العلاقة والتواصل مع الإدارة الأمريكية وسحب للسفراء العرب والمسلمين من واشنطن، وطرد السفراء الأمريكيين من الدول العربية والإسلامية حتى عودة ترمب وإدارته الفاشية عن القرار.

ودعا بحر لتكثيف كل أشكال وأدوات الضغط السياسي عربياً وإسلامياً على الإدارة الأمريكية والاحتلال في المؤسسات الأممية والمنظمات الدولية.

وطالب الدول العربية بتفعيل صندوق القدس بهدف دعم المدينة المقدسة مادياً وتعزيز صمود أهلها في وجه حملات التهويد والاقتلاع وطمس المعالم والهوية.

المصدر : الوطنية