يشكو الكثير من الاشخاص بوجود تقرّحات في الفم ظهرت فجأة لديهم وبأنّها تؤلم وتُسبّب الضيق لهم، وتشكل قرحة الفم انتشاراً كبيراً لدى الكثيرين من الأشخاص في مختلف الفئات العمرية، حيث يكون الفم عُرضة لحدوث التهابات سطحية تظهر داخل الفم.
تقرحات الفم، أو ما تسمى بالقرحة الفموية، هي عبارة عن جروح مؤلمة تصيب الأغشية المخاطية الموجودة في الفم، أو بعبارة أخرى فهي جروح تظهر على بطانة الخد والشفاه الداخلية، وقد تظهر أحيانًا على اللسان واللثة وبعض الأماكن الأخرى من الفم، وهذه الجروح بطيئة الاندمال بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من الجروح؛ ولذلك تم الاصطلاح على تسميتها بـ (التقرحات).
وتأتي هذه التقرحات في العادة على شكل نقاط أو دوائر بيضاء محاطة بهالة حمراء اللون، وطول قطر هذه النقاط أو الدوائر لا يتجاوز في العادة 1 سم.
والتقرحات الفموية هي مشكلة صحية يعاني منها الكثير من الناس، وقلما نجد من لم يسبق له أن تعرض لها وعانى منها، ويمكن أن تتكرر هذه التقرحات عند الكثير من الناس لمرات عديدة .
وتعتبر التقرحات الفموية مؤلمة ومزعجة جدًا لمن يصاب لها، ويزداد الألم الناتج منها عند تناول الطعام، وقد يمنع هذا الألم المصاب من الأكل، بحيث لا يستطيع إلا تناول السوائل، أو الطعام اللين الذي لا يحتاج إلى مضغ, وفي بداية الأمر، يشعر الشخص ببعض النخزات قبل ظهور التقرحات.
وتستمر هذه التقرحات لعدة أيام، وربما تمتد لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع قبل أن تشفى شفاءً تامًا , وقد يصاحب هذه التقرحات في بعض الأحيان ارتفاع قليل في درجة حرارة الجسم، وقد يصاحبها أيضًا تضخم في العقد اللمفاوية.
وتظهر تقرّحات الفم بسبب فيروس هيربس الذي يبقى موجوداً في الجسم من أوّل مرة ظهرت بها التقرحات، ولكنّه يبقى ساكناً لا نشاط له ينتظر البيئة المناسبة ليعاود نشاطه مثل انخفاض مناعة الجسم لسبب ما، أو الإصابة بارتفاع درجة الحرارة فتظهر هذه التقرحات، وتشير الدراسات أنّ النساء أكثر عرضة لظهور مثل هذه التقرحات من الرجال.
من أسباب تقرحات الفم :
وعن أسباب تقرحات الفم ما زالت الأسباب الرئيسة والمباشرة التي تؤدي إلى ظهور تقرحات الفم غامضة وغير واضحة، أبرزها :
- ضعف الجهاز المناعي في الجسم هو أحد أهم هذه الأسباب، وأن هذا الضعف له علاقة بظهور تقرحات الفم.
- وجود بقايا الطعام في الفم يعمل على ظهور هذه البقع في الفم .
- وجود نقص في بعض العناصر الغذائية من الجسم مثل: الحديد، وحمض الفوليك، وفيتامين B122 , يؤدي لظهور التقرحات .
- الضغوطات النفسية والقلق والتوتر.
- تناول الأطعمة الساخنة جداً.
- الإكثار من تناول الأطعمة الحارة والغنية بالتوابل.
- تناول بعض الأطعمة الحامضة من الخضروات والفاكهة.
- الإكثار من تناول الحلويات.
- الإصابة بفقر الدم الفيروسي أو الناتج عن البكتيريا.
- تعرض اللسان أو الخد لإصابة معينة، مثل: العض أثناء تناول الطعام.
- ويمكن أن تأتي هذه التقرحات مصاحبة لبعض الأمراض مثل: بعض أمراض الجهاز الهضمي، ويمكن أن تسبب بعض العلاجات المخصصة لبعض الأمراض ظهور هذه التقرحات، مثل: بعض العلاجات التي تستخدم في علاج أمراض السرطان.
- بعض أمراض الجهاز الهضمي.
- التوتر النفسي والقلق.
- أجهزة تقويم الأسنان
كيفية علاج تقرحات الفم :
تشفي تقرحات الفم في الغالب لوحدها بعد فترة من الوقت لأن المسبب هو فيروس، ولكن يجب اتباع ما يلي للتخفيف من حدة الألم المرافق لها، والمحافظة على توازن السوائل في الجسم وخفض درجة حرارة الجسم , والإسراع وتقليل الفترة اللازمة في شفائها من خلال :
- الابتعاد عن الأطعمة الحارة وكثيرة التوابل والمالحة والحمضيّات؛ فكلّها تزيد من الألم وقد تسبّب التهاب التقرحات.
- استخدام محلول الملح والماء الدافئ للغرغرة؛ وذلك لتعقيم التقرحات والفم من البكتيريا والجراثيم.
- وضع كيس من الشاي في كوب من الماء الدافئ ، ثمّ وضعه على التقرحات فالشاي يعمل على تهدئة التقرحات.
- استخدام بعض الأدوية المسكّنة للألم للتخفيف من حدته.
- استخدام الثلج لتبريد التقرحات.
- في حال إصابة الأطفال بالتقرحات فإنهم في الغالب يبتعدون عن تناول الطعام؛ لذلك لا بدّ من التركيز على السوائل وخاصة الباردة.
- استخدام بعض العلاجات المنزلية مثل: المضمضة بمنقوع ورق الزيتون أو ورق الميرميّة أو منقوع البابونج , ومضغ الثوم لتطهير الفم , ويمكن استخدام محلول بيكربونات الصودا.
- المحافظة على نظافة الفم من بقايا الأطعمة باستخدام الفرشاة والمعجون ولكن بلطف.
- في حال لم تختفِ التقرحات أو لم تتماثل للشفاء والتحسن، أو رافقها الاستمرار في ارتفاع درجة الحرارة فيجب مراجعة الطبيب فوراً.
- استخدام خيط تنظيف الأسنان بعد كل وجبة طعام.
- عدم التعرض للمناطق المصابة باللمس أو العض.
ولكي تقوا أنفسكم من تقرحات الفم فعليكم بنظافة الفم بشكل دائم , والقيام بتنظيف الأسنان بفرشاة ناعمة , فالنظافة الفموية تقلل من بروز التقرحات وفي حال ظهرت فإنها تسارع في شفائها لذا عليكم بنظافة الفم .
المصدر :
