أضرار السهر

يفضل الكثير من الأشخاص السهر حتّى ساعات متأخرة بدلاً من النوم مبكراً، وذلك بحثاً عن الترفيه والمتعة بعد عناء يوم طويل من العمل أو الدراسة ، سواء على شاشات التلفاز أو الأجهزة المحمولة أو السهرات والحفلات، إلّا أنّ هؤلاء لا يكونون على إطلاع على مدى الأضرار التي يتسبّب بها السهر المتكرّر للجسم، مع حرمان الجسم من الراحة خلال النوم، والتي قد تتسبب مع الوقت بأضرار جسيمة قد يصعب علاجها.

يعدّ النوم وخصوصاً أثناء الليل من نعم الله تعالى على البشر، حيث إنّ النوم لساعة واحدة في الليل تعادل نوم ضعفها من الأوقات الأخرى، وقد قال تعالى في كتابه (جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا، وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا) مبيناً في هذه الآيات أنّ الليل للسكون والراحة والنهار للحركة والعمل، لذا، فإن مخالفة هذه الفطرة الإنسانية لا بدّ وأن تعود بالضرر على الصحة الجسدية والنفسية بشكل عام .

فلظاهرة السهر وخصوصاً تلك التي  تمتد للفجر أو لساعات متأخرة من الليل ولا تجعلك تأخذ قسطا كافيا من الراحة آثار وعواقب وخيمة على الصحة، ومنها ما يلي:

  1. النزيف

 يتسبّب السهر لساعات كثيرة دون منح الجسم حاجته من الراحة والنوم في الإضرار بمخازن الكبد، وتنظيم عمل الدماء، بالإضافة إلى الإخلال في كمية الدماء الواصلة إلى الكبد، ممّا قد يتسبّب في بعض الحالات الشديدة بالتقيؤ، والرعاف، ونزيف حادّ في عدّة مناطق منها العينين وأسفل الجلد والفم والأذنين.

  1. التهاب المرارة

يساعد النوم خلال الليل في حدوث التغيير الطبيعي في نشاط الصفراء والمرارة، الأمر الذي يساعد على منع حدوث الأمراض في كل منهما، إلّا أنّ الأشخاص الذين يسهرون لساعات طويلة يكونون عرضة أكثر للإصابة بالتهاب الصفراء وحصوة المرارة.

  1. أمراض الكبد

يؤدّي طول السهر إلى ما بعد منتصف الليل في زيادة الاحتمال بالإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، والذي يتسبب مع الوقت في حال عدم العودة إلى الانتظام في النوم إلى الإصابة بتليّف الكبد وسرطان الكبد.

  1. إعياء القلب والأوعية الدمويّة

أيّ خلل في عمل الكبد كنتيجة للسهر الطويل يتسبب في المستقبل بضعف في عمل القلب، ممّا يجعله عرضة للإصابة بالأمراض القلبية المختلفة، بالإضافة إلى الإصابة بضغط الدم المرتفع وأمراض الأوعية المختلفة والأمراض الدماغيّة.

  1. الإضرار بمحيط الكلى يكثر حدوث ذلك في فصل الشتاء، حيث يزداد الاحتمال بتعرض الكلى للخطر نتيجة السهر الطويل، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بالعظام المجاورة لها والتي تكون مهدّدة بالهشاشة، والتأثير السلبي على الجهاز التناسلي ممّا قد ينتج عنه صعوبات في حدوث الحمل وبالأخصّ لدى الرجال حيث يحدث ذلك ضعفاً واضحاً في حركة الحيوانات المنوية، وجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالسكري.
  2.  قلة النوم تسبب خللا في جهاز المناعة، حيث إن جهاز المناعة يصاب بالتشويش عند حدوث اختلاف في الدورة اليومية لساعات اليقظة وساعات النوم.
  3. إن السهر يؤدي إلى تشوهات قواميه نتيجة الجلوس لفترات طويلة أمام التلفاز مثلا فإنه يصيب الهيكل العظمي بتشوهات في العظام كالانحناء في العمود الفقري
  4. الإضرار بالعينين

يتسبّب السهر لساعات طويلة في الإضرار بالعينين وإصابتهما بالعديد من الأمراض، مثل انعدام وضوح الرؤية، واحمرار العينين والتهابهما عند مواجهتهما للهواء، مع خروج الدموع من العينين بشكل مفاجئ، بالإضافة إلى زيادة الاحتمال بالإصابة بطول النظر، وإعتام العينين، والزرقة، وتصلب الشرايين المغذية للعينين. يؤثر على القلب (بالنسبة للرجال) يؤدي لحدوث سرطان الثدي (بالنسبة للنساء) .

  1. يؤدي إلى الأرق، فإن امتد الأرق ليالي كثيرة انحطت قوى الشخص وتوقف العقل عن الانتاج وسيطر على المؤرق التشاؤم والميل للوحدة.
  2. كما كشفت دراسة اميركية حديثة أن السهر يزيد من مستوى هرمون الجوع ويقلل من مستوى هرمون الشبع في الجسم .
  3. زيادة الوزن:

الحصول على ساعات كافيّة من النوم ينظّم العديد من العمليّات الحيويّة في الجسم مثل الجوع، وعمليّات الأيض المسؤولة عن حرق الدهون والسعرات الحرارية، وقلّة النوم تزيد من إفراز هرمون جريلين الذي يعطي الشعور بالجوع، ممّا يعني تناول المزيد من الطعام، وبالتالي فمن ينامون لساعات أقل يصبحون عرضة للسمنة بنسبة ثلاثين بالمئة أكثر من غيرهم.

 

  1. صعوبات في التعلم:

قلّة النوم تقلل من القدرات العقليّة والذهنيّة، ممّا يؤثّر بشكل مباشر على القدرات التحصيليّة في التعلم، والتذكّر، والتفكير.

  1. الاكتئاب:

الأرق يؤثّر سلباً على النفسيّة، فحسب دراسات أجريت عام 2005، وجدوا أنّ الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب ينامون بالعادة ساعات أقلّ من المفترض، والمشكلة الحقيقيّة بأن هذين العاملين متصلين، فقلّة النوم تؤدي إلى الاكتئاب، والاكتئاب يؤدّي إلى قلّة النوم، ممّا يستوجب آليّة ما للخروج من هذه الحلقة.

  1. مشاكل في البشرة:

النوم لساعات تقل عن ثماني ساعات يوميّاً يقلل من نضارة البشرة، كما يؤدّي إلى انتفاخها، ومفاقمة مشاكلها التي تسبّبها العوامل الخارجية مثل الشمس، بالإضافة لحبّ الشباب وغيرها.

  1. ضعف الرغبة الجنسيّة:

 قلّة النوم تؤدّي إلى اختلال في الهرمونات، ممّا يعني توتّراً أكبر، وطاقة أقلّ، وانخفاض في مستويات الهرمونات المسؤولة عن العمليّة الجنسيّة وبخاصة التستسرون عند الرجال.

  1. العصبيّة:

من يعانون من الأرق يميلون للانفعال والعصبيّة في تصرفاتهم، ممّا يؤثّر سلباً على علاقاتهم الاجتماعيّة، وصحّتهم الجسديّة.

ولا تقتصر أضرار السهر على فئة معينة فتجد الصغير والكبير يعاني منها حيث تعود أضرار السهر على المرأة  من خلال ما يلي :

  • تتأثر المرأة بالسهر حيث يؤدّي إلى اضطراب في الدورة الطمثية وإفراز الهرمونات وتزداد احتمالية إصابتها بالسمنة، كما يؤثّر بشكل سلبي على الحامل وعلى صحة جنينها مؤدياً إلى ضعف في نمو الجنين، وحثل عظمي للأم مع الدوخة المستمرة والمغص بسبب التوتر الحاصل في الأعصاب.

كما تعود تلك الأضرار وينعكس تأثير السهر على الأطفال من خلال ظهور ما يلي :

  •  اضطراب في ساعات تناول الطعام لدى الأطفال ممّا يؤدّي لصعوبة هضم المواد الغذائية وسوء الامتصاص في الأمعاء وإمساك مع اضطراب في إفراز العصارات الهاضمة.
  • قلّة الشهية وانحرافها واقبال الطفل على تناول الحلويات نتيجة خلل استقلاب السكريات في الجسم وخلل في إنتاج الطاقة زيادة الطلب على السكريات.
  • اضطراب في عمليات النمو للأعضاء الجسمية كافة عند الأطفال. تأثير العقاقير المنبهة والمنشطة التي تهدف إلى زيادة القدرة على السهر.

ولا تقتصر أضرار السهر على الجسم وإنّما على النفسيّة أيضاً, لذلك لا تحاول أن ترهق نفسك وتسهر أكثر من طاقتك كي تتجنبك وتحمي نفسك من الوقوع في أمراض وأضرار أنت بغنى عنها .

فجسم الإنسان الذي لا ينام جيّداً  يصاب بالتّعب والخمول،  ويعاني من الكثير  لذلك لجسمك عليك حق فحافظ عليه ولا تجهد نفسك بالسهر أكثر من المعتاد .

المصدر :