كشف تقرير استخباري أميركي عن قلق في واشنطن من أحاديث عن احتمال توسيع إسرائيل للحرب إلى لبنان، مشيرا إلى أنه تحقيق إسرائيل الانتصار في هذه الحرب سيكون "صعبا".
فقد نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن التقييم الاستخباري الأميركي خلاصة مفادها أن هناك "قلقا في واشنطن من حديث إسرائيل عن توسيع الحرب إلى لبنان".
وقال التقييم الاستخباري الأميركي، الصادر عن "وكالة الاستخبارات الدفاعية" DIA، إنه "سيكون من الصعب على إسرائيل أن تنجح في حرب ضد حزب الله وسط القتال المستمر في غزة".
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين يشعرون بالقلق من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى أن القتال الموسع في لبنان هو مفتاح بقائه السياسي"، وسط انتقادات داخلية لفشل حكومته في منع هجوم حماس في 7 أكتوبر.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أرسل كبار مساعديه إلى الشرق الأوسط لتحقيق هدف حاسم وهو "منع اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله".
وقد أوضحت إسرائيل أنها ترى أن تبادل إطلاق النار المنتظم بين قواتها وحزب الله على طول الحدود أمر لا يمكن الدفاع عنه، وأنها قد تشن قريباً عملية عسكرية كبيرة في لبنان.
وبحسب الصحيفة، فإن حزب الله، الذي يمتلك مقاتلين مدربين تدريباً جيداً وعشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف، يريد تجنب تصعيد كبير، وفقاً لمسؤولين أميركيين، الذين يقولون إن زعيم الجماعة، حسن نصر الله، يسعى إلى الابتعاد عن حرب أوسع نطاقاً.
وقال مسؤولون أميركيون إنه منذ هجوم حماس في أكتوبر، ناقش المسؤولون الإسرائيليون شن هجوم وقائي على حزب الله.
وقد واجه هذا الاحتمال معارضة أميركية مستمرة بسبب احتمالية جر إيران، التي تدعم كلا المجموعتين والقوات الوكيلة الأخرى إلى الصراع - وهو احتمال قد يجبر الولايات المتحدة على الرد عسكريًا نيابة عن إسرائيل.
ويخشى المسؤولون أن يفوق صراع واسع النطاق بين إسرائيل ولبنان سفك الدماء الذي شهدته الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006 بسبب ترسانة حزب الله الأكبر بكثير من الأسلحة بعيدة المدى والدقيقة.
وقال بلال صعب، الخبير في الشؤون اللبنانية في معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث في واشنطن: "قد يتراوح عدد الضحايا في لبنان بين 300 ألف و500 ألف، الأمر الذي يستلزم إخلاءً واسع النطاق لشمال إسرائيل بأكمله"، بحسب الواشنطن بوست.
وقد يضرب حزب الله إسرائيل بشكل أعمق من ذي قبل، فيضرب أهدافاً حساسة مثل مصانع البتروكيماويات والمفاعلات النووية، وقد تقوم إيران بتنشيط الميليشيات في جميع أنحاء المنطقة. وقال: "لا أعتقد أن الأمر سيقتصر على هذين الخصمين".
واستمر التهديد بنشوب صراع أوسع نطاقا في التزايد يوم السبت حيث أطلق حزب الله حوالي 40 صاروخا على إسرائيل ردا على الاغتيال المشتبه به للقيادي البارز في حماس صالح العاروري و6 آخرين في غارة جوية في ضواحي بيروت، العاصمة اللبنانية، قبل أيام.
وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت عمليات إطلاق النار المنتظمة بين إسرائيل وحزب الله على طول الحدود أكثر عدوانية، مما أثار انتقادات خاصة من واشنطن، حسبما قال مسؤولون أميركيون.
وفقًا للاستخبارات الأميركية التي استعرضتها الصحيفة، فقد ضرب الجيش الإسرائيلي مواقع القوات المسلحة اللبنانية التي تمولها وتدربها الولايات المتحدة أكثر من 34 مرة منذ 7 أكتوبر، حسبما قال مسؤولون مطلعون على الأمر.
وبحسب الصحيفة، تعتبر الولايات المتحدة الجيش اللبناني المدافع الرئيسي عن سيادة لبنان وثقل موازن رئيسي لنفوذ حزب الله المدعوم من إيران.
المصدر : وكالات