كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، عن الدقائق الأخيرة قبل بدء العملية العسكرية على قطاع غزة.

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الغاشم على غزة الجمعة الماضية باغتياله قائد اللواء الشمالي في سرايا القدس تيسير الجعبري الذي كان متواجدًا في أحد الشقق السكينة في برج فلسطين بحي الرمال وسط مدينة غزة.

ولم توقف جيش الاحتلال عند هذا الحد وحسب، بل قام باستهداف العشرات من منازل المواطنين والمواقع التابعة للمقاومة الفلسطينية.

وفجر الإثنين، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استشهاد القيادي البارز خالد منصور، عضو المجلس العسكري وقائد اللواء الجنوبي في السرايا، بغارة استهدفت منزلاً في مدينة رفح.

ويعد منصور، من أبرز قيادات سرايا القدس في قطاع غزة، والمطلوب رقم (2) لإسرائيل، بعد محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس".

كما استشهد في الغارة، القائد في سرايا القدس، زياد المدلل، نجل القيادي بحركة الجهاد، أحمد المدلل، ورأفت الزاملي، قائد الوحدة الصاروخية لسرايا القدس في رفح، واللذان كانا برفقة منصور في ذات المنزل.

وعلى الجانب الأخر، أطلقت المقاومة الفلسطينية بغزة عشرات الصواريخ تجاه البلدات المحاذية لقطاع غزة وبالداخل المحتل.

وفي آخر حصيلة للعدوان، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتقاء 45 شهيدًا بينهم 15 طفلًا و4 سيدات و360 إصابة بجراح مختلفة.

وتعرض رئيس حكومة الاحتلال يائير لبيد لموجة من الانتقادات في صفوف وزراء حكومته على ضوء إخفائه نيته البدء بالهجوم على قطاع غزة عن وزراء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (كابينت).

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مكتب لبيد قوله إن سكرتيره العسكري آفي جيل أبلغ أعضاء الكابينت صباح الجمعة بقرار الهجوم على قطاع غزة على "ضوء الصعوبة في التخلص من التهديدات".

إلا أن أعضاء من الكابينت تحدثوا برواية مختلفة حول تواصل السكرتير العسكري معهم.

ونقلت الصحيفة عن بعضهم قولهم إن جيل اتصل فعلاً صباح الجمعة وقال لهم إن الحكومة قررت مواصلة إغلاق الجنوب بسبب وجود إنذارات حول قرب تنفيذ عملية.

وعندما تم سؤال جيل عن مدة استمرار هذا الإغلاق أجاب بأنه لم يطول كثيرًا، دون الإشارة إلى عملية الاغتيال التي نفذها الجيش بعد ساعات من تلك المحادثة وشكلت بداية للعدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.

في حين، نقل عن وزراء آخرين تلقوا اتصالاً من جيل بأنه تحدث بكلمات مبهمة لا يفهمها إلا من كانت لديه خلفية أمنية وعسكرية حيث فهم الوزراء "الأمنيين" أن الحديث عن عملية عسكرية في القطاع، بينما لم يفهم بقية الوزراء كلمات السكرتير العسكري.

بينما نقل عن أعضاء آخرين في الكابينت قولهم إنهم سمعوا عن البدء بالعملية العسكرية في القطاع عبر وسائل الإعلام وحصلوا بعدها على صورة الأوضاع من مكتب لبيد.

في الوقت الذي قال فيه مكتب لبيد إنه حصل على موافقة المستشارة القضائية للحكومة غالي ميارة بعدم الدعوة لالتئام الكابينت قبل العملية لأن هنالك توقعات بأن لا تتطور إلى حرب.

بدوره، قال وزير الصحة الإسرائيلي زعيم حزب "ميرتس" اليساري نيتسان هوروفيتش إن أحداً لم يخبره بأمر العملية، لافتاً إلى أنه كان سيوافق على العملية بصيغتها التي تمت.

واتهم هوروفيتش لبيد بالسير على خطا نتنياهو في تهميش أعضاء الكابينت والاستحواذ على القرار دون وضع شركائه في الائتلاف بصورة الأوضاع أو حتى الخطوة التي ستقدم عليها الحكومة.

ودخل اتفاق التهدئة بين "إسرائيل" وحركة الجهاد الإسلامي بوساطة مصرية، حيز التنفيذ، بعد عدوان إسرائيلي استمرّ لـ3 أيام في قطاع غزة، والذي تقرر أن يبدأ الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي اعتبارا من الليلة.

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي موافقتها على اتفاق هدنة مع إسرائيل عبر وساطة مصرية، وذلك بعدما كانت إسرائيل قد أعلنت موافقتها أيضا.

وتأتي هذه التهدئة بعد عدوان إسرائيلي على قطاع غزة راح ضحيته 44 شهيدًا من بينهم 15 طفل و4 سيدات و360 إصابة بجراح مختلفة.

ويتضمن الاتفاق ضمانات مصرية لحل قضية الأسيرين خليل العووادة وبسام السعدي مقابل أن تلتزم حركة الجهاد الإسلامي بوقف إطلاق النار.

وحصلت "الوكالة الوطنية للإعلام"، على نص اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية بغزة.

وسيدخل اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال وغزة حيز التنفيذ في تمام الساعة 11.30 من مساء الإثنين.

وينص الاتفاق على أن "مصر تدعو إلى وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل عند الساعة الحادية والنصف".

وينص أيضًا على أن "مصر تبذل جهودها وتلتزم بالعمل للإفراج عن الأسير عواودة ونقله للعلاج".

كما يشمل "مصر تعمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن".

 

 

 

 

المصدر : الوطنية