لعبت الإدارة الأمريكية برئاسة ترمب دورا سلبيا باتجاة تقويض منظومة مبادئ حقوق الإنسان التي أسست علي خلفية انتهاء الحرب العالمية الثانية وتأسيس هيئة الامم المتحدة بالاستناد الي الاعلان العالمي لحقوق الانسان.

وبدلاً من الاتفاق علي أسس تضمن السلم والأمن الدوليين بالارتكاز الي ما توصل لة العقل البشري كنتاج لصراعات طويلة ومريرة راح ضحيتها ملايين البشر وذلك بالعديد من المجالات الحقوقية والإنسانية التي تضمن الحق المتساوي للشعوب بتقرير المصير والعيش الكريم والعدالة قام الرئيس ترمب باستبدال هذة الاتفاقات والأسس التعاقدية علي المستوي العالمي وبين الدول ذاتها بمعادلة جديدة تستند إلي شريعة الغاب وأدوات القوة العسكرية والاقتصادية لتحقيق الأهداف السياسية القائمة علي تعزيز مصالح الاحتكارات ونفوذ راس المال علي حساب الشعوب والبلدان الفقيرة.

لقد أدت الخطوات التي اقدم عليها الرئيس ترمب ومنها الانسحاب من الاتفاقات الاقتصادية مع بلدان القارة الأمريكية ومع أوروبا والحرب التجاربة في مواجهة الصين والغاء الاتفاق مع ايران الي جانب الانسحاب من اتفاقية المناخ ومن عضوية أميركا باليونسكو ومن مجلس حقوق الإنسان إضافة إلي اجبارة بقيام بعض البلدان بأن تدفع له مقابل ما يسمي بالحماية وكذلك حلفائه بحلف الناتو بزيادة قيمة ما يدفعوة كمساهمة في ميزانية الحلف والعديد من الأجرائات والقرارات الاخري التي تتجاوز الشرعية الدولية وتستند الي منطق الهيمنة والسيطرة ومنها ما تم اعلانه عن ما يسمي بصفقة القرن التي ترمي الي تصفية القضية الوطنية للشعب الفلسطيني وكذلك ترسيم نظام من المعازل والابارتهايد تجاة شعبنا.

لقد صاحب الاجرائات الانقلابية علي الشرعية الدولية العمل علي إعادة صياغة لمنظومة ثقافية تتسم بالشوفينية من خلال شعار أميركا اولا وكذلك بالعنصرية من خلال التحريض على المهاجرين من أصول العديد من البلدان داخل الولايات المتحده وذلك كجزء من النزعة العنصرية بما يشمل تقويض مفهوم المواطنة واستبدال ثقافة التسامح بالحض علي الكراهية.

تلك المفاهيم أصبحت مرتكزا لقوي اليمين الشعبوي الأخذ بالنمو والانتشار علي المستوي العالمي.

وعلية فقد ساهم أداء الرئيس ترمب و الإدارة الأمريكية بتوفير مناخات مناسبة من التميز العنصري بحق بلدان جنوب شرق آسيا وبالقلب منها الصين حيث برز ذلك بوضوح في استهداف الأشخاص التي يعتقد أنها تأتي أصلا من هذة البلدان سواء عبر الاعتداء المباشر عليها بالضرب او عبر العزل اوالاحتقار وغيرها من الأمور الحاطة بالكرامة.

فقد شهدت العديد من البلدان العديد من هذة التصرفات التي تفوح منها رائحة العنصرية الكريهة وذلك عبر تصرفات عفوية تعكس تلازم هذا السلوك مع التصور العنصري التمييزي الراسخ في ثقافة العديد من الشعوب والتي لعبت إدارة ترمب دورا رئيسيا في تعزيزة.

إن النضال ضد فيروس الكروانا مرتبط عضويا بالضرورة بالنضال ضد الأيديولوجيا المسمومة التي تروجها إدارة ترمب من خلال الانقلاب علي منظومة حقوق الإنسان واستبدالها بعقلية الغطرسة والاستعمار والتميز العنصري.

انتهي