تحت شعار ثمن انتزاع الحرية وعدم ترك الاخرين من أصحاب القضايا العادلة مر الرئيس عبد المجيد تبون على هموم العالم وقضاياه واضعا لكل شيء طريقة للحل.

لم يكن حديث الرئيس الجزائري من على منبر الأمم المتحدة حديثا يراد منه ابراز الجزائر او ان الدولة حاضرة في الأمم المتحدة فهذا ليس ديدن الجزائر ولا من عملها مثل ما يفعل الاخرين انما هي فرصة سنوية تطل من خلالها الجزائر ليس فقط على زعماء العالم بل تطل من خلالها على شعوب العالم التي عندما تستمع الى الرؤية الجزائرية تفهم وتعي تماما مدى حكمة وقوة الدولة الجزائرية ومدى حرصها على وضع قواعد ثابتة للتعاطي مع الازمات العالمية عنوانها الرئيسي والمهم قائم على احترام الشعوب واحترام حقوقهم في تحقيق المصير والحفاظ على مقدرات الأوطان من أطماع الطامعين .

الجزائر يقودها تاريخها الحافل بالعزة والكرامة والتضحية ودولة يقودها هذا التاريخ تكون حريصة على مستقبل لها عنوانه التقدم والنمو ومن أجل ان تصبح الجزائر جزء من العالم الحر الغير قابل للظلم نجدها في كل الميادين دولة مبادرة وداعمة للحق ومتصدية لقوى الظلام التي تدعي احترام حقوق الانسان والتعددية وما الى ذلالك من مصطلحات كانت أساسا لاختراق العالم العربي وتصدير الفوضى الخلاقة له من خلالها.

ولان الجزائر دولة أفعال لا اقوال تجدها تضع البرامج والخطط والاليات المقترحة من أجل حل قضايا العالم فحديثها كما سبق ان ذكرنا ليس انشائيا وليس لتسجيل مواقف فقط لذلك قالت وحددت الجزائر ما يجب فعله فطرحت ما يلي:

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد جلسة استثنائية تمنح من خلالها فلسطين العضوية الكاملة وهذه الدعوات هي جزء من نبض الجزائر الدائم تجاه فلسطين.

دعوة مجلس الامن لإصدار قرار يؤكد على حل الدولتين.

دعوته لمحكمة العدل الدولية للاستجابة لطلب الأمم المتحدة لإعطاء رأيها الاستشاري حول الجرائم التي ترتكب بحق فلسطين.

طالبت الجزائر العالم بالعمل بشكل جدي من أجل إحداث تغيير في النظام العالمي قائم على تعدد الأقطاب واحترام متبادل وقالت إنه من خلال تواجدها في الأيام القادمة في مجلس الامن فأنها ستعمل على تقديم كل ما يلزم من أجل إعادة التوازن إلى العديد من القضايا وهذا ما سنشاهده ونلمسه من خلال مشاريع القرارات التي ستتبنى الجزائر تقديمها من اجل إرساء أسس العدل والمساواة.

حديث الرئيس الجزائري على أسباب فشل وضعف مجلس الامن في معالجة العديد من القضايا والتي كما قلنا قدمت من خلال هذ الطرح الجزائر رؤيتها لإصلاح المجلس حتى يستطيع القيام بمهامه التي من أجلها تشكل.

رفضت الجزائر بشكل قاطع التدخل في أي بلد بشكل عسكري ورفضت النزاعات القائمة ودعت ووضعت خططها من أجل إحلال السلام القائم على تفهم المصالح وتقديرها من جانب والحرص على الشعوب ومقدراتهم من ناحية أخرى.

كانت للقارة السمراء التي تمثل الجزائر فيها الشيء الكثير نصيب من حديث الرئيس تبون والتي أكد فيها على احترام الشعوب واحترام حق تقرير مصيرهم.

على أي حال هذه المواقف التي نطق بها الرئيس الجزائري ليست مواقف لحظية بل هي مواقف ثابتة لا يعلمها الا من يعرف الجزائر تلك الدولة التي تشكلت من رحم المعاناة ودفعت ثمنا كبيرا في مسيرتها السياسية والنضالية من أجل ان تصل للحظة التي تقود فيها الجزائر شعبها الى الرقي والتقدم وتحفظ البلاد من أطماع الطامعين والحاقدين.

انطلقت الجزائر من استقلالها للعمل بشكل اكبر وأوسع مع الاحرار في العالم تدعم قضاياهم العادلة وتدافع عن أحلام الأجيال التي تريد الحرية والانعتاق والحالمة بحق تحقيق مصير عملي وليس شعارا مثل الذي يحمله الاخر للتدخل في الشعوب.

إنها الجزائر يا سادة