شيعت جماهير غفيرة في مدينة غزة الأحد جثمان الأسير المحرر الرفيق حاتم روبين الجيش الذي توفي بشكل مفاجئ بعد حياة نضالية، بمشاركة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وقيادات من الجبهة والفصائل الوطنية.

وقال هنية في مقابلة مع الوطنية : " نودع اليوم مناضلاً من المناضلين اللذين حملوا السلاح مع بداية السبعينات وانحاز إلى خيار المقاومة ودفع ضريبة من سنوات عمره سجوناً".

وأضاف هنية " نعزي عائلة الجيش والجبهة الشعبية، ونعزي أنفسنا في مخيم الشاطئ أيضاً، حيث ولد وكبر وترعرع في المخيم".

وشدد على مشاركتهم في مراسم التشييع للتأكيد على التمسك بخيار المقاومة والبندقية والوحدة الوطنية، " وهي رسالة أبو نضال لأبناء شعبه".

بدوره، قال القيادي في الجبهة الشعبية كايد الغول في لقاء مع الوطنية : " نودع رفيقاً صلباُ خسرته الجبهة الشعبية، دخل منذ نعومة أظفاره في معركة التحرر الوطني، وانخرط في الجبهة وهو شبل واعتقل وهو صغير السن".

وأضاف " رسالتنا أنه كلما غادرنا مناضل وشهيد كلما يعزز ذلك فينا قيمة الشهادة وأهمية الإمساك بالأهداف التي استشهدوا من أجلها".

وولد الجيش في مخيم الشاطئ عام 1956 لأسرة لاجئة كادحة من مدينة اللد، وتشرب بالمخيم حكايا الوطن، وأحلام العودة والتحرير، وبعد نكسة حزيران عام 1967، وعلى الرغم من صغر سنه في ذاك الوقت، برز كقائد في المظاهرات المدرسية الرافضة للاحتلال، وفق بيان للشعبية.

وأكدت الجبهة أن الفقيد كان يتمتع بحس وطني وحدوي، حيث كان يساعد مطاردي قوات التحرير، ويوفر لهم أماكن للنوم ليلاً، ويساعدهم في تحركاتهم نهاراً، وقد نفذ سلسلة عمليات إلقاء قنابل يدوية على دوريات الاحتلال، وعلى إثرها تم اعتقاله عام 1971، ولم يكن قد بلغ الخامسة عشر من عمره.

وقالت : " مثّل أبو نضال الجيش داخل السجون حالة نضالية متقدمة على الرغم من صغر سنه، وكان نموذجاُ للعلاقات الوطنية، حيث أحبه كل من عايشه، وشغل داخل سجون الاحتلال مراتب قيادية عدة، وتحرر عام 1985 ضمن صفقة تبادل الأسرى".

وأشارت الجبهة في بيانها إلى أن الراحل ومع بداية الانتفاضة تم تكليفه بقيادة عدة مناطق، وكان له دوراً بارزاً في القيادة والتوجيه، وتم اعتقاله إدارياً عام 1988 لمدة عام، وواصل نضاله بعد أن خرج من معتقل النقب، وكان له دوراً طليعياً وبارزاً في تشكيل التجمع الوطني الديمقراطي.

المصدر : الوطنية