تعقيباً على التطورات المتصلة باجتماع باريس وما تم تداوله فيه من أفكار لوقف العدوان والإفراج عن الأسرى، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن الحركة تسلمت المقترح الذي تم تداوله في الاجتماع وأنها بصدد دراسته وتقديم ردها عليه على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كليا إلى خارج القطاع.

وقال هنية خلال تصري صحفي، "إن الحركة منفتحة على مناقشة أي مبادرات أو أفكار جدية وعملية شريطة أن تفضي إلى وقف شامل للعدوان وتأمين عملية الإيواء لأهلنا وشعبنا الذين أجبروا على النزوح بفعل إجراءات الاحتلال ومن دمرت مساكنهم، وإعادة الإعمار ورفع الحصار وإنجاز عملية تبادل جدية للأسرى تضمن حرية أسرانا الأبطال وتنهي معاناتهم".

وثمن رئيس المكتب السياسي لحماس الدور الذي تقوم به كل من مصر وقطر من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مستدام في غزة على طريق إنهاء العدوان الذي يتعرض له شعبنا في القدس والضفة والأسرى في سجون الاحتلال. 

وأوضح أن قيادة الحركة تلقت الدعوة لزيارة القاهرة من أجل التباحث حول اتفاق الإطار الصادر عن اجتماع باريس ومتطلبات تنفيذه وفق رؤية متكاملة تحقق للشعب الفلسطيني مصالحه الوطنية في المدى المنظور. 

وحول ما يجري في قطاع غزة من تصعيد ومجازر بما في ذلك تجدد العدوان الوحشي على شمال القطاع قال رئيس الحركة :" إن على العالم أن يضغط على الاحتلال لوقف هذه المجازر وجرائم الحرب بما في ذلك سياسة التنكيل التي يتعرض لها شعبنا في مناطق الضفة الغربية والإعدامات والاعتقالات والاقتحامات اليومية للمدن والمخيمات مؤكداً أن كل هذه الممارسات لن تكسر عزيمة شعبنا وتصميمه على الحرية والاستقلال" . 

كما أكد أن ما يصدر عن قادة الاحتلال من تصريحات بأن عدوانه وجرائمه العسكرية ستكسر مقاومتنا أو تجبرها على تقديم تنازلات على حساب مصالح الشعب ما هو إلا أوهام قد بددتها صلابة المقاومة التي تواصل عملها ردا على هذه المجازر بحق المدنيين كما تبددها  ملاحقة جيش الاحتلال وآلياته في كل مكان من القطاع.

وفي سياق متصل؛ استنكر رئيس الحركة المواقف والقرارات التي صدرت عن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتعليق مساهماتها والتزاماتها المالية للاونروا بدلا من زيادتها.

وأكد هنية أن هذه القرارات جاءت في مخالفة صريحة لقرار محكمة العدل الدولية الأخير الذي طالب بزيادة المساعدات لغزة بدلا من تقليصها، وأن هذه المواقف إنما تدل على وجود سياسة  ممنهجة لدى هذه الدول لمؤازرة الاحتلال من خلال التجويع والحصار بدلا من الاستجابة للقرار التاريخي للمحكمة وما سيتبعه من إجراءات لمحاكمة الاحتلال بتهمة الابادة الجماعية والتي نأمل أن تطال كل من يساندون هذا الاحتلال في جرائمه المتواصلة .

كما قال هنية: "إن المبررات التي ساقتها تلك الدول لتعليق مساهماتها هي مبررات واهنة ولا تستند الى أي أدلة غير ما يقدمه الاحتلال من مبررات واهية ودعاية مكشوفة هدفها الضغط على الأمم المتحدة ومعاقبتها لما قدمته للمحكمة من تقارير حول آثار العدوان الغاشم على شعبنا وتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيرش والتي استندت إليها محكمة العدل الدولية في قرارها".
 
وكرر هنية الشكر والتقدير لدولة جنوب أفريقيا الصديقة التي سجلت موقفا تاريخيا في رفع الدعوى وانتصارها لشعبنا الذي يتعرض لأبشع جرائم الإبادة. 

وعبر عن اعتزازه بما يجري على جبهات المقاومة المساندة لغزة من تطورات نوعية ومؤثرة، والتي تهدف إلى وقف العدوان ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية.

واستنكر هنية الاعتداءات التي يتعرض لها الأشقاء في لبنان واليمن وسوريا والعراق والتهديدات المتواصلة لإيران، معبرا في الوقت ذاته عن تقديره لكل الجهود والفعاليات المتواصلة في الشارع العربي والإسلامي ولدى أحرار العالم لنصرة غزة وفلسطين؛ منوهاً  إلى الجهود التي تتابعها الحركة مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة خاصة مع تركيا وروسيا والصين.

وحول التهديد الإسرائيلي بإعادة احتلال محور صلاح الدين ( فيلادلفيا) عبر هنية عن تقديره لموقف مصر الذي أبلغنا به وتم التعبير عنه رسميا والمتطابق مع موقف شعبنا ومقاومته في رفض أي تواجد لجيش الاحتلال على الحدود الفلسطينية المصرية وكذلك في إفشال خطة التهجير.

المصدر : وكالات