قد تُرى ليلة القدر لمن وفقه الله سبحانه وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة يستدلون عليها بعلامات، ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيمانًا واحتسابًا، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان – كما أمر النبي ﷺ أصحابه بذلك– طلبًا للأجر والثواب، فإذا صادف قيامه إيمانًا واحتسابًا هذه الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها. قال ﷺ: من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.رواه البخاري ومسلم، وفي رواية أخرى خارج الصحيحين:من قامها ابتغاءها ثم وُفِّقَت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

وقد ثبت عن النبي ﷺ ما يدل على أن من علاماتها طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب يقسم على أنها ليلة سبع وعشرين، ويستدل بهذه العلامة، والراجح أنها متنقلة في ليالي العشر كلها، وأوتارها أحرى، وليلة سبع وعشرين آكد الأوتار في ذلك، ومن اجتهد في العشر كلها في الصلاة والقراءة والدعاء وغير ذلك من وجوه الخير، أدرك ليلة القدر بلا شك، وفاز بما وعد الله به من قامها إذا فعل ذلك إيمانًا.

علامات ليلة القدر 

خروج الشمس في صباحها من غير شُعاع تُشبه القمر في ليلة البدر ثبت في "صحيح مسلم" أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخبر أنَّ مِن علاماتها: أن الشمس تطلع صبيحتَها لا شُعاع لها.

تكون السماء فيها صافية ساكنة،ليلة معدتلة غير بارد ولا حارّ، ثبت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة 3/ 331، ورواه الطيالسيُّ في "مسنده" 1/ 201، وسنده صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليلة القدر ليلةٌ طَلْقة، لا حارَّة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراءَ ضعيفة). صحيح الجامع

ليلة مضيئة تمتاز بشدة الإضاءة والنور، ثبت عند الطَّبراني 22/ 59 بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: (ليلة القدر ليلة بَلْجة - مضيئة - لا حارَّة ولا باردة، لا يُرمَى فيها بِنَجم).

أدعية ليلة القدر

اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لاَ يَمْلِكُهَا إِلاَّ أَنْتَ.

اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك أن أقول زوراً أو أغشى فجوراً أو أكون بك مغروراً. 

اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع.

اللَّهُمَّ لا تسلمني إلى عدو يؤذيني، ولا إلى صديق يرديني، وارزقني رزقاً حلالاً يغنيني، ومن ماء الكوثر اسقيني.

اللَّهُمَّ يا خير من سئل وأجود من أعطى وأكرم من عفا وأعظم من غفر وأعدل من حكم وأصدق من حدث وأوفى من وعد وأبصر من راقب وأسرع من حاسب وأرحم من عاقب وأحسن من خلق وأحكم من شرع وأحق من عُبد وأولى من دعي وأبر من أجاب.

اللهم نجني من النار، وأسألك مغفرة بالليل والنهار، اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.

اللَّهُمَّ يا من لا تمل من حلاوة ذكره ألسنة الخائفين، ولا تكل من الرغبات إليه مدامع الخاشعين، اغفر لنا ذنوباً حالت بيننا وبين ذكرك، واعف عن تقصيرنا في طاعتك وشكرك، وأدم علينا لزوم الطريق إليك، وهب لنا نوراً نهتدي به إليك. 

اللَّهُمَّ إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك.

اللَّهُمَّ سبحانك، اللهم بابك مفتوح للراغبين، وخيرك مبذول للطالبين، فاهدني هدى المهتدين ولا تجعلني من الغافلين، واغفر لي يوم الدين، وأسألك اللهم صبراً جميلاً، وفرجاً قريباً، وقولاً صادقاً، وأجراً عظيماً.

اللَّهُمَّ ربي ما أكثر عفوك وأجل ذكرك وما أوفى عهدك وأنجز وعدك وما أشمل نفعك وأتقن صنعك وما أوسع رزقك وأعظم شكرك وما ألطف خيرك وأقوى أمرك وما أكثر فرجك وأحكم صنعك وما أجمل حكمك وأصدق قولك.

المصدر : وكالات