أجمع الفقهاء أنه يجوز أكل الجراد ولو كان ميتاً، وهو حلال كما ورد في السنة النبوية، فقد روى أحمد وغيره قوله صلى الله عليه وسلم: أحلت لنا ميتتان ودمان، أما الميتتان فالسمك والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال.

وذكاته هو ما يموت به، ولا يحتاج إلى ذكاة خاصة لأن ميتته طاهرة.

ومعظم أنواع الجراد في العالم صالحة للأكل، وهو من الحشرات ذوات الدم البارد، وعادة ما يجمع خلال الجزء الأكثر برودة من اليوم، أي في الصباح الباكر.

وتؤثر العادات الغذائية لحشرات الجراد على تركيبها الكيميائي، فبعض الأنواع تتغذى على النباتات، وبعضها على الحشرات الصغيرة.

وفقا لمعطيات طبية، قد يرتبط استهلاك الجراد بتأثيرات صحية إيجابية، مثل تقليل خطر ظهور بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، كما أن الجراد -مثل غيره من الحشرات- غني بالبروتين.

ويتراوح محتوى البروتين في الفصيلة الجرادية "أكريديداي" (Acrididae) -التي أجريت عليها معظم الأبحاث المتعلقة بالتركيبة الغذائية للجراد- بين 57 و77% من المادة الجافة للحشرة بعد تجفيفها حسب البيانات الواردة من المكسيك، في حين تتراوح هذه النسبة بين 63 و69% في البيانات الصادرة عن الهند، والسبب أن الجراد يعيش في بيئة مختلفة في كل حالة.

وتتراوح نسبة الدهون في هذه الفصيلة بين 4 و22%، ويمكن أن يؤثر جنس الحشرة على تركيبها الكيميائي، إذ عادة ما تحتوي الإناث على المزيد من الدهون قبل وضع البيض، وتخزن بعض أنواع الجراد دهونا في الجسم أكثر في المراحل اللاحقة من البلوغ، وعموما تتراوح الكربوهيدرات بين 2 و17%.

وتكشف البيانات أن الجراد يمثل مصدرا سيئا للكالسيوم، وهذا يرجع إلى حقيقة أن هذه الحشرات لا تملك هيكلا عظميا، ويحتوي الجراد على كمية كافية من الزنك لتلبية الاحتياجات اليومية الموصى بها.

وبالإضافة إلى المعادن، يحتوي الجراد على العديد من الفيتامينات، مثل فيتامين "بي 2" (ريبوفلافين)، وفيتامين "بي 9" (حمض الفوليك).

ووفقا لدراسة أجراها باحثون من جامعة روما نشرت في 2019، فإن تناول النمل والجراد والديدان القشرية يمكن أن يحمي من السرطان، لأنه يحتوي على مضادات أكسدة أكثر من عصير البرتقال بخمسة أضعاف.

وتقلل مضادات الأكسدة تطور الجذور الحرة التي تؤدي لتلف الحمض النووي، وبالتالي الإصابة بالسرطان.

المصدر : وكالات