للوجيه التاجر عبدالصمد القرشي رحمه الله صاحب العطورات قصةُ وفاةٍ عجيبة، ولعلها خاتمة حسنة، حيث كان له بِنتٌ قد عُقِد عليها، فرأى والده المتوفى في المنام يقول له: ستزورنا بعد خمس، فاستيقظ وهو لا يدري! هل هي خمس أيام، أم أسابيع، أم شهور، أم سنون، مع شعوره بدنوّ أجله، فأمر بسرعة زفاف البنت.

وفي مرة تغيّب إمام جامعهم عن الصلاة، فصلّى بهم العم عبد الصمد، فقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة الليل وبكى بشدة عند قوله تعالى:(وما يُغني عنه مالُه إذا تردّى)، وفي الثانية الضحى، فمات عند قوله تعالى:(وأمّا بنعمة ربك فحدّث) وكانت وفاته بعد الرؤيا بخمسة أشهر.

توفي الشيخ عبدالصمد القرشي، تاركًا خلفه نواة للعلامة التجارية العالمية التي قاد مسيرة نجاحها أبناؤه من بعده.

وبعد موت الوالد، تولى الأبناء الأربعة وهم: محمد، وأنس، وزهير، وإحسان، إدارة النشاط، آملين في توسعته وإيصاله للعالمية.

وحرص الإخوة- على مدار سنوات- على العمل الدؤوب، وتطوير منتجاتهم،  والارتقاء بجودتها؛ حتى نالوا ثقة العملاء، وتوالت عملية افتتاح أفرع الشركة في مختلف مدن المملكة.

وحرصت إدارة عَبْدالصّمد القُرشيّ على استخدام أفضل معايير الإنتاج؛ عبر إجراء الدراسات المتقنة، وإعادة تقييم المواد المستخدمة، مع الحرص على عدم وجود تأثيرات سلبية لها على صحة الإنسان من جهة، وعلى البيئة من جهة أخرى؛ ما أدى إلى صناعة منتجات بمواصفات عالمية.

وأدى النجاح الساحق الذي حققته العائلة إلى لجوء كثيرين إلى تقليد منتجاتهم وبيعها؛ ما أدى إلى إلحاق بعض الخسائر بالشركة؛ لذا اضطر الإخوة إلى تدشين فريق عمل من المتخصصين لرصد تلك المخالفات، واتخاذ الإجراءات النظامية والقانونية اللازمة؛ للحد من عمليات الغش التجاري.

ولم يكتفِ الإخوة بما حققوه من نجاح غير مسبوق على المستوى المحلي، بل انطلقوا للتوسع داخل السوق الأوروبية، وفي إحدى أكثر البلدان التي تشتهر بالعطور، وهي فرنسا، أسسوا متجرًا لهم في العاصمة باريس، والذي كان ولايزال يحمل شعار: “صنع في المملكة العربية السعودية”.

وتلا ذلك، التوسع في لندن، وتركيا بجانب زيادة عدد المتاجر في مختلف البلدان العربية.

وحرص الإخوة على إقامة مصانع خاصة لإنتاج كافة منتجاتهم، وتعبئتها؛ حتى تصبح منتجاتهم محلية الصنع بنسبة 100% ، وتقدم قيمة مضافة للاقتصاد السعودي، وتصبح وجهة مشرفة مكتملة للوطن وأبنائه.

وأصبحت شركة عبد الصمد القرشي للعطور، رائدة في الشرق الأوسط وأوروبا ، ولها أكثر من 10 آلاف منتج عطري، ووزعت مئات الملايين من القوارير المعبأة بأفخم أنواع العطور. ويعمل بها الآن أكثر من 4 آلاف موظف،  في أكثر من 400 صالة بيع، منتشرة في 48 بلدًا حول العالم.

وحصدت شركة عبدالصمد القرشي العديد من الجوائز؛ مثل: جائزة ستار كواليتي، وجائزة الاتحاد الأوروبي لجودة الإنتاج؛ لطرحها عطورًا بجودة فائقة، فضلًا عن جائزة الأكاديمية العالمية للمستهلكين؛ لحيازتها على ثقة عملائها.

وفي عام 2015، حصلت الشركة على جائزة أوسكار لأفضل عطر في مسابقة أقيمت بإمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة.

قصة وفاة عبدالصمد القرشي

المصدر : وكالات