يعد كأس العالم أكبر حدث رياضي عالمي لكرة القدم، ويشارك فيه أكثر من 32 دولة حول العالم، وسط ترقب وتحضيرات مكثفة من قبل الدول المستضيفة والمشاركة في المونديال.

كما ويتم تركيز الصحافة والاعلام على الحدث الرياضي، حيث تعتبر المشاركة فيها شرف بحد ذاتة ولكن الشرف الأعظم هو لمن يحققها ويحمل لقب البطولة.

وتقام البطولة كل أربعة أعوام ويشارك بها 32 منتخب على مستوي العالم ويحدد لكل قارة من قارات العالم عدد معين من المنتخابات يمكنها المشاركة فى كأس العالم .

وهناك العديد من الدول التى تحلم فى المشاركة فى تلك البطولة العالمية الكبرى ولكن لا تستطيع للأسف أن تشارك ومن المنتخابات التى لم تشارك فى كأس العالم هو منتخب الهند حيث لم يشارك فى أى نسخة من كأس العالم ورفضت المشاركة فى أحدى نسخ كأس العالم لسبب غريب جدآ.

وكان منتخب الهند لكرة القدم قد ظهر في ثلاثينات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين لم يتمكن من الظهور في نهائيات كأس العالم.

القصة المتداولة مفادها أن منتخب الهند فاز على البرازيل بنتيجة 10-0، وبعد التحقيق في النتيجة الغريبة وغير المتوقعة ثبت استخدام الهنود للسحر، مما أدى لحرمانهم من ممارسة كرة القدم.

لا يوجد أي دليل على صحة هذه القصة، أو صحة أي قصة أخرى تتعلق بلجوء منتخب الهند للسحر.

فيما يتم تداول قصة أخرى تفيد بنجاح منتخب الهند في التأهل مرة واحدة لنهائيات كأس العالم، حيث حجز مقعدا في نسخة 1950 التي احتضنتها البرازيل.

وتأهل المنتخب الهندي تلقائيا بعد انسحاب كل منافسيه في مجموعة التصفيات (إندونيسيا والفلبين وبورما).

لكن منتخب الهند نفسه انسحب من المشاركة في النهائيات، بسبب التكلفة المرتفعة للسفر إلى البرازيل، فضلا عن رغبة الاتحاد المحلي لكرة القدم في التركيز أكثر على أولمبياد 1952

ووفقا لبعض التقارير، كان أحد الأسباب لانسحاب الهند هو رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السماح للاعبي الهند باللعب حافي القدمين.

وبرر الفيفا ذلك بأنه لا يجوز لأى منتخب أن يشارك فى البطولة دون إرتداء حذاء ، وعلية إنسحابة الهند من المشاركة فى البطولة بسبب رفض الطلب واعتاد الهنود فى تلك الفترة أن يلعبوا كرة القدم فى بلادهم بدون أرتداء الاحذية ولم تستطع الى يومنا هذا الوصول الى البطولة.

في المقابل، نشر موقع "فول سبور" الفرنسي تقريرا تحدث فيه عن غياب الهند، التي تضم 20 بالمئة من مجموع سكان العالم، عن مباريات كأس العالم.

وقال الموقع، في تقريره، إنه من أجل فهم الأسباب التي تقف وراء عدم مشاركة الهند في كأس العالم ينبغي أخذ المسائل الهيكلية بعين الاعتبار إلى جانب العوامل الثقافية.

رابطة كرة قدم فقيرة رغم التغطية الإعلامية الواسعة

 
عند التفكير في الهند من وجهة نظر رياضية، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن لعبة الكريكيت، التي نجح الاستعمار البريطاني في نشرها في البلاد وباتت تحطم الأرقام القياسية من حيث نسب المشاهدة والمداخيل. ففي سنة 2015 - مثلا - وصلت مداخيل حقوق البث إلى 2.5 مليار دولار وساهم الدوري الوطني للكريكيت بنسبة 182 مليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي الهندي.

في المقابل، تعد كرة القدم من الرياضات الشعبية التي تحظى بتغطية إعلامية وتحتل المرتبة الثالثة بين الرياضات الأكثر مشاهدة في البلاد بعد الكريكيت والكابادي. وقد شاهد 216 مليون شخص مباريات الرابطات الوطنية في سنة 2016. وتنظم الهند الدوري الهندي للمحترفين، وهو البطولة الرئيسية لكرة القدم، منذ سنة 2007، التي تشارك فيها عشرة نوادٍ.

ويوجد أيضا الدوري الهندي الممتاز الذي يضم بدوره عشرة أفرقة، ويديرها اتحاد عموم الهند لكرة القدم، الذي تأسس عقب الاستقلال في سنة 1948. وبالمقارنة مع الاتحادات الوطنية الأخرى، فإن الاتحاد الهندي لكرة القدم فقير نسبيًا، ولا يضم سوى ثلاثة أندية محترفة، هي كوتشين ومومباي وبونه.

غياب الحوافز من طرف الحكومة والعائلات

 
رغم هشاشة الوضع فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم يبدي اهتماما كبيرا بالهند، لا سيما بعد تنظيمها أول مسابقة عالمية لها السنة الماضية "كأس العالم دون سن الـ17"، والذي يستضيف أفضل الفرق في العالم دون سن السابعة عشرة.

 

ورغم فشل الفريق الهندي في الصعود على منصة التتويج، إلا أن نسبة حضور الجمهور في الملاعب تخطت الـ1.2 مليون متفرج. وقد فتح تنظيم هذه المباريات الباب لتجديد البنى التحتية القديمة، بما في ذلك بناء 26 ملعبًا جديدًا وجذب رعاة جدد للدوري الهندي للمحترفين. 

لكن حتى بوجود النجاحات وتأييد رئيس مجلس الوزراء، يغيب الطموح السياسي الكفيل بتطوير هذه الرياضة. وفي حال حققت "المهمة 11" التي تعني جذب 11 مليون طفل إلى أندية الهواة، التي نظمت بمناسبة كأس العالم دون سن الـ17، نجاحا كبيرا، فإن عدد المدارس المهنية يحسب بأصابع اليد.

وذكر الموقع أن المشغلين الخاصين وخاصة الاتحادات الرياضية الأخرى هي التي تدعم مشروع تطوير كرة القدم في البلاد. ففي سنة 2009، قررت رابطة الكريكيت التبرع بـ 250 مليون روبية (ما يعادل 3.1 مليون يورو) إلى الاتحاد الهندي لكرة القدم والاستثمار في مجال البنية التحتية.

وفي الختام، فقد نوه الموقع بأن العائلات الهندية تماما مثل الصينية، خاصة الطبقة الوسطى، لا تحفز أطفالها على الانضمام إلى النوادي الرياضية معتبرة التعليم الطريق الوحيد نحو ضمان حياة كريمة. وتفضل عائلات هذين البلدين إنفاق أموالها على الدروس الخصوصية بدلاً من الأنشطة اللامنهجية.

المصدر : وكالات