أطلقت شركة ”أبل“ الأمريكية، أمس الاثنين، نظام تشغيل ”iOS 16“ الجديد الخاص بهواتف آيفون، بعد خمسة أيام من إطلاق تشكيلة ”آيفون 14“ الجديدة.

ويعد ”iOS 16“ الإصدار الذي يخلف نظام“iOS 15″، لكنه ينهي العمل الذي بدأ مع نظام ”iOS 14″، حيث يدور التحديث حول جعل هواتف ”آيفون“ أكثر خصوصية من أي وقت مضى.

وجددت ”أبل“ عناصر واجهة المستخدم مع نظام تشغيل ”iOS 14″، حيث أدى ذلك إلى ظهور موجة جديدة من التطبيقات التي تساعد المستخدمين على تغيير الشاشة الرئيسية للهاتف الخاص بهم بالكامل، في خطوة تجاوز نجاحها كل التوقعات.

ومع نظام تشغيل ”iOS 15″، ساعدت ”أبل“ عملاءها على تخصيص هاتفهم لاحتياجاتهم الخاصة ضمن عناصر ”تركيز“ مختلفة. وعلى سبيل المثال، يمكن للمستخدم تفعيل ”تركيز النوم“ في الليل لتعطيل الصفحات وإيقاف تشغيل بعض الإشعارات والمزيد.

ويمكن للمستخدم مع نظام التشغيل هذا أيضاً تفعيل ”تركيز العمل“ لتغيير شاشته الرئيسية وإظهار معلومات العمل الأكثر أهمية، بما في ذلك أداة التقويم، وأيقونات تطبيقات العمل الخاصة به، وما إلى ذلك.

أما مع نظام التشغيل iOS 16، تعيد ”أبل“ تصميم شاشة القفل وتربط الأطراف السائبة عندما يتعلق الأمر بتخصيص الجهاز، حيث تعد شاشة القفل جزءًا مهمًا من نظام ”iOS“، التي يستخدمها الأشخاص عشرات المرات يوميًا للتحقق من الوقت أو إلقاء نظرة على أحدث الإشعارات.

امتداد لشخصية المستخدم

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الهاتف الذكي يبدو كأنه أكثر أجهزة المستخدم الشخصية، على الرغم من وجود أجهزة أخرى مثل الساعة الذكية وسماعة الأذن اللاسلكية، ومع نظام تشغيل ”iOS 16“ الجديد قامت ”أبل“ بتجديد شاشة القفل بالكامل، بما في ذلك ميزات جديدة للخلفية. فعند اختيار صورة في مكتبة الصور، يمكن للمستخدم الآن تمكين ”تأثير العمق لإبراز وجه أو حيوان أو كائن من الخلفية، مما يجعل شاشة القفل تبدو كأنها إعلان على غرار المجلات.

كما يتيح التحديث الجديد أيضاً للمستخدمين ”تطبيق التأثير على الصورة“ عن طريق التمرير إلى اليسار واليمين. وبشكل افتراضي، يحصل المستخدم على نسخة غير معدلة من الصورة أو طبيعية، لكن يمكنه استخدام تأثيرات ”الاستوديو“ أو ”الأبيض والأسود“ أو ”الخلفية الملونة“.

وإذا كان المستخدم يفضل الخلفيات البسيطة، يمكنه تطبيق تأثير ”ثنائي اللون“ أو ”غسل اللون“ لتحويل الصورة إلى خلفية أحادية اللون. وإلى جانب اقتراحات ”أبل“ الذكية للأشخاص والمناظر الطبيعية، يمكن للمستخدم الحصول على خلفية رائعة ببضع نقرات وتمريرات بسيطة.

وعند الانتهاء من تهيئة شاشة القفل، يمكن للمستخدم حفظها وربط نفس الخلفية بشاشته الرئيسية كزوج. وبشكل افتراضي، تجعل ”أبل“ خلفيات الصور ضبابية بحيث يظل من السهل العثور على أيقونات التطبيقات، لكن يمكن للمستخدم تخصيص الشاشة الرئيسية في حال كان يريد شيئًا أكثر تحديدًا.

وإذا لم تكن الصور مفضلة لدى المستخدم، فإن نظام تشغيل ”iOS 16“ يوفر نوعا من ”مُنشئ خلفية“ مدمج. ويمكن للمستخدم إنشاء تدرجات لونية وشبكات رموز تعبيرية تعرض الرموز التعبيرية المفضلة لديه. وهناك أيضًا نوعان من ”الخلفيات الديناميكية المتحركة“ الرائعة القائمة على الطقس أو الفلك، حيث للأخير على وجه الخصوص تأثير رائع بشكل مختلف.

إضافة واجهات مستخدم وعناصر ”تركيز“

تبدو شاشة القفل مع التحديث الجديد أفضل وتعمل بشكل محسن أيضًا، فبالإضافة إلى محرك الخلفية الجديد، يمكن للمستخدم إضافة ”أدوات إعلامية“ صغيرة، تتيح للمستخدم القدرة على إلقاء نظرة على هاتفه للحصول على نقاط البيانات دون الحاجة إلى فتح الهاتف.

وبشكل افتراضي، تتيح ”أبل“ للمستخدم الاطلاع على بيانات الطقس، والوقت الحالي في مناطق زمنية أخرى، وتقدم حلقة النشاط، ومعلومات البطارية، والمنبه التالي أو قائمة بالتذكيرات التالية، وأحداث التقويم، وما إلى ذلك.

وباستخدام ”iOS 16“ يمكن للمستخدم حفظ شاشات قفل متعددة وإنشاء ”مكتبة قفل الشاشة“ الخاصة به. وفي بعض المواقف، قد يرغب المستخدم في رؤية عناصر واجهة مستخدم مختلفة. وعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص في العمل، فيمكنه التبديل إلى خلفية أقل شخصية باستخدام أدوات تركز على العمل.

يأتي هنا دور وظائف ”التركيز“ التي أضافتها ”أبل“، وسمحت بإقرانها مع ميزات شاشة القفل الجديدة. وكانت وظائف“التركيز“مع نظام التشغيل ”iOS 15″ محدودة نوعًا ما، بحيث يمكن للمستخدم تمكين أو تعطيل بعض صفحات الشاشة الرئيسية بـ“تركيز“ محدد.

أما الآن، فيمكن للمستخدم ربط وضع ”تركيز“ محدد بقفل الشاشة والشاشة الرئيسية، فعندما يقوم بالتبديل من وضع إلى آخر، يتكيف هاتفه بالكامل مع هذه البيئة الجديدة. وبشكل أساسي، يمكن للمستخدم الحصول على ”هاتف نهاري“ و“هاتف ليلي“ دون الحاجة إلى حمل هاتفين مختلفين.

تحسينات أخرى

من الواضح أن شاشة القفل الجديدة هي الميزة الأكثر بروزًا في إصدار ”iOS 16“ الجديد، لكن تم أيضًا تحسين العديد من الأجزاء المختلفة لنظام التشغيل بطريقة أو بأخرى. وعلى سبيل المثال، هناك ”إشعارات ديناميكية (متحركة)“ جديدة تسمى ”الأنشطة المباشرة“ (Live Activities).

وفي حين أنها ستكون أكثر فائدة مع خاصية ”الجزيرة المتحركة“ التي ظهرت في ”النوتش“ الجديدة في هاتف ”iPhone 14 Pro“، فإن هذا النوع الجديد من الإشعارات يفتح بعض الاحتمالات الجديدة. فعلى سبيل المثال، يمكن لتطبيق التنقل الشهير، ”أوبر“، استخدامه للسماح للمستخدمين بتتبع تقدم سائقهم من شاشة القفل.

وحتى تطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل ”BeReal“ شبيه إنستغرام، يمكنها استخدام الميزة الجديدة. وعندما يتلقى المستخدمون الإشعار الذي يقول ”حان وقت BeReal“، فمن المفترض أن يلتقطوا صورة في غضون دقيقتين.

ومن المقرر أن تطرح ”أبل“ ميزة ”الأنشطة المباشرة“ في وقت لاحق من العام الجاري، جنباً إلى جنب مع ميزة ”مكتبات الصور المشتركة“، التي تسمح للمستخدم بإنشاء مكتبة مشتركة أو الانضمام إليها مع عائلته أو دائرة مغلقة أخرى.

وتسمح الميزة لأي شخص في ”المكتبة المشتركة“ هذه عرض الصور الأصلية كاملة الدقة، دون الاضطرار إلى إرسال الصور مع بعضهم البعض بشكل خاص. وعند إعداد الميزة لأول مرة، يمكن للمستخدم اختيار إضافة بعض الصور بناءً على تاريخ البدء أو الأشخاص الموجودين في الصور أو كل صوره السابقة. ويمكن للمستخدم أيضًا اختيار إضافة الصور السابقة يدويًا إلى المكتبة المشتركة لاحقًا.

ومن واجهة الكاميرا، يمكن للمستخدم أيضاً اختيار ما إذا كان يريد حفظ الصور التي يلتقطها في مكتبة الصور الشخصية أو مكتبة الصور المشتركة. ومن المقرر أن تطرح ”أبل“ الميزة في غضون أيام قليلة.

المصدر : وكالات