تمكن 6 أسرى فلسطينيين، صباح اليوم الإثنين، الهروب من سجن "جلبوع" الإسرائيلي والذي يعد ذو طبيعة أمنية مشددة للغاية وقريب من معتقل "غوانتانامو" السري للغاية.

موقع السجن

يقع في شمال فلسطين أُنشأ حديثًا بإشراف خبراء إيرلنديين وافتتح في العام 2004 بالقرب من سجن شطة في منطقة بيسان.

مواصفاته

يعد السجن ذو طبيعة أمنية مشددة جدًا، ويوصف بأنه الأشد حراسة، ويحتجز الاحتلال فيه أسرى فلسطينيين يتهمهم الاحتلال بالمسؤولية عن تنفيذ عمليات داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948.

كما ويعد حلقة جديدة في سلسلة حلقات طويلة من السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وهو سجن جديد يقع في غور بيسان بجوار سجن شطة القديم ويعتبر جزءٌ منه.

وافتتح في نيسان 2004 ويتكون من خمس أقسام وفي كل قسم هناك 15 غرفة وتتسع كل غرفة الى 8 أسرى ويشهد اكتظاظ شديد ولا تكفي الأَسرة للأسرى الموجودين الآن حيث وصل العدد إلى (780) أسيراً وبالتالي يضطر بعضهم لافتراش الأرض.

ومع بداية افتتاحه تم نقل مجموعة اعتبرت من النواة الصلبة للأسرى من كافة السجون مكونة من 70 أسيراً من مختلف التنظيمات، ضمن مخطط إسرائيلي يستهدف عزل النشطاء من الاسرى في هذا السجن الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة ومعقدة، بل ويعتبر حسب مصادر إسرائيلية السجن الأشد حراسة في السجون الإسرائيلية، حيث شُيد بإشراف خبراء إيرلنديين.

عنصر سري تحت أرضية السجن لا يسمح بالحفر

وقد تم إدخال " عنصر سري " تحت أرضية السجن، ولا يسمح بالحفر، وإن تم إخراج جزء من الباطون الذي يغطي أرض السجن يتحول لون أرضية الغرفة إلى لون آخر يشير إلى محاولة حفر خندق.

فهو عبارة عن صندوق مسلح سماءً وأرضاً، يفتقد لكل المقومات الانسانية الاساسية، السجانون يتعاملون بشكل عنيف مع الأسرى ويتلقون تعليمات بالتعامل معهم بقسوة متناهية، ويصف الأسرى بأنه آخر إبداع للقهر والاضطهاد بحق المعتقلين الفلسطينيين ففيه تمتهن الكرامة وتداس كافة المواثيق الدولية، وترتفع فيه أسهم البشاعة والقساوة والمعاملة اللاإنسانية تفوق ما سمعناه وعرفناه عن الأوضاع في السجون الأخرى، فعقلية الاحتلال تبتدع باستمرار وسائل أكثر بشاعة ودموية.

باختصار شديد فإن الوضع الصحي متردي جداً ولا يوجد فحوصات للمرضى، ولا دواء مقدم سوى الأكامول "مسكن عام" لكل الأمراض والأوجاع، وشكا الأسرى مراراً من سياسة المماطلة المستمرة في تقديم الحالات المرضية إلى العلاج، ولطبيب مختص حيث يتم إعطاء الأكامول لجميع الحالات المرضية، وبسبب تعود الاسرى على أخذ الأكامول باتت الإدارة تعطي بعض الأسرى أدوية لا يعلمون مفعولها ولا نوعها.

والطعام أسوأ ما يكون ولا يفي بالحد الأدنى من احتياجات الجسم وبالتالي يضطر الأسرى إلى شراء بعض المواد الغذائية المسموحة على حسابهم الخاص حتى تساعدهم في البقاء على قيد الحياة، وهذا يشكل عبئاً اقتصاديا إضافياً على ذويهم في ظل أوضاع اقتصادية في غاية الصعوبة.

والغرف تشهد اكتظاظ وازدحام وإدارة السجن لا تسمح للأسرى بالخروج الى ساحة النزهة سوى ساعة واحدة فقط يومياً وعند عودتهم للغرف يتعرضون للتفتيش المذل مما يسبب احتكاك وتصادم بشكل مستمر ما بين الأسرى وإدارة السجن ويبقي على حالة التوتر قائمة باستمرار ويدفع الأسرى أحياناً الى رفض الخروج لنزهة احتجاجا على تلك الإجراءات وبذلك لا يتعرض جسمهم لأشعة الشمس لعدة أيام.

وكثيراً ما تفرض إدارة السجن غرامات مالية على الأسرى وتخصمها من رصيد الأسير القادم له من الأهل وذلك لأتفه الاسباب، فمثلاً في حالة اجراء العدد ويوجد أحد الاسرى داخل الحمام فإن السجانين يدخلون اليه ويخرجونه بالوضع الذي هو فيه، وعند الصلاة يجبرونهم على ترك الصلاة والحضور من اجل اتمام العدد، ويفرض عليهم غرامات بسبب التأخير.

 بعض الأسرى ممنوعون من زيارة الأهل دون وجود أي سبب يذكر، وإن تمت هذه الزيارة للبعض الآخر فإنها تتسم بالمعاناة والإهانة والعذاب الشديد بالنسبة لذويهم من نساء وأطفال وشيوخ حيث الانتظار لساعات طوال تحت الحر الشديد ولا تتوفر ابسط الشروط الاساسية لهم من مقاعد ومراحيض وماء للشرب ومظلات واقية من اشعة الشمس صيفاً ومن الأمطار شتاءاً.

وزيارة المحامين التي تكفلها كافة المواثيق الدولية هي الأخرى معقدة ومهينة ويضطر المحامي الى الانتظار فترة طويلة، وأحياناً إلى التفتيش أو المنع من الزيارة، وان الغرفة المخصصة للزيارة تكون هي نفسها غرفة زيارات الاهل ولا يوجد غرفة مخصصة لزيارة المحامين وتجرى الزيارة في ظل رقيب عسكري وهذا مخالف للقانون الدولي واتفاقية جنيف الثالثة والتي تنص على " السماح للمحامي بزيارة الأسير بحرية والتحدث معه دون وجود رقيب ".

 وأعرب الأسرى عن قلقهم الدائم من الشذوذ الجنسي الذي يعاني منه العديد من السجانين والمحققين، حيث يقوم السجانون بتعرية الأسرى واجراء التفتيش العاري المذل لهم عند الدخول والخروج من المحاكم، وفي العديد من الأوقات يطلبون منهم الوقوف والجلوس والانحناء بعدة أشكال وبدون سبب، ولكن الهدف إهانتهم وإذلالهم وكسر شوكتهم، ويقوم السجانون بإدخال أسيرين أو ثلاثة أسرى إلى غرفة وهما عاريين تماماً لبعض الوقت وبعدها يخرجونهم دون وجود مبرر لهذا العمل القذر.

وتردد على مسامعنا مؤخراً عن أن محاولة اغتصاب جرت من قبل السجانين لعدد من الأسرى في أحد الاقسام في هذا السجن، وبعد رفض المعتقلين ذلك ومقاومتهم للسجانين تم عزلهم في زنازين انفرادية.

هذا غيض من فيض لما يجري في سجن "جلبوع"، فظروفه وشروطه الحياتية والانتهاكات التي تحدث بداخله تفوق ما يجري في السجون الأخرى، وإن كانت هناك قواسم مشتركة ما بين السجون وما يجري بداخلها من قبل إدارات السجون لأن العقلية واحدة والهدف واحد وعناوين جميعها الإرهاب والفاشية، التعذيب المميت والمعاملة القاسية والانتهاكات الفاضحة، فدولة الاحتلال هي الدولة الأكثر إرهاباً في العالم والأقل احتراما للإنسان وإنسانيته وللأسير وحقوقه.

المصدر : الوطنية