سرطان الثدي لدى الذكور هو نوع نادر من السرطان يتكون في أنسجة الثدي لدى الرجال. رغم الاعتقاد الشائع بأن سرطان الثدي هو مرضٌ يصيب النساء، فإنه يصيب الرجال فعلًا، وأن 520 وفاة تحدث بين الذكور بسبب هذا المرض وفقا لإحصائيات جمعية السرطان الأمريكية.

فمرض سرطان الثدي يحدث بشكل رئيسي عند النساء، لكن يمكن أن يُصاب به الرجال أيضا وإن كانت النسبة ضعيفة، وخصوصاً من كبار السن، مع أنه قد يحدث في أي سن.

ومن المعروف أن هذا النوع من السرطان يحدث عندما تبدأ خلايا الثدي بالخروج عن السيطرة، وعادة ما تشكل هذه الخلايا ورما يمكن رؤيته غالبا على الأشعة السينية أو الشعور به على شكل كتلة، وقد يتحول إلى سرطان خبيث إذا كانت الخلايا يمكن أن تغزو الأنسجة المحيطة أو تنتشر إلى مناطق بعيدة من الجسم.

وغالبا لا يدرك معظم الرجال أنهم يولودون بكمية صغيرة من أنسجة الثدي تتكون من بضع قنوات تقع تحت الحلمة والمنطقة المحيطة بها، لكنها لا تنمو لأنهم يملكون مستويات منخفضة من الهرمونات الأنثوية، لكن هذه الأنسجة يضربها الورم حال الإصابة به.

ويحظى الرجال الذين شُخصت حالتهم بسرطان الثدي لدى الذكور في مرحلة مبكرة بفرصة جيدة في الشفاء. يشمل العلاج عادةً إجراء جراحة لإزالة نسيج الثدي.

قد يُوصى بطرق علاج أخرى، مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، وذلك بناءً على حالتك.

وفقا لإحصائيات جمعية السرطان الأمريكية، فإن نحو 520 وفاة تحدث بين الرجال بسبب سرطان الثدي، وأن خطر الإصابة بسرطان الثدي بالنسبة للرجال على مدار حياتهم يبلغ نحو 1 من كل 833، كما وأنه أقل شيوعا بين الرجال البيض بنحو 100 مرة منه بين النساء البيض، بينما هو أقل شيوعا بين الرجال السود بنحو 70 مرة من النساء السود.

وتوقع الباحثون أن يلعب تناول الكحول دورا مهما في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال، وأيضا من يعانون من أمراض الكبد خاصة التليف، كون هذا العضو المسؤول الأول في الجسم عن موازنة مستويات الهرمونات الجنسية.

أظهرت الدراسات أن السمنة عامل خطر للإصابة بسرطان الثدي عند الذكور بسبب أن الخلايا الدهنية في الجسم تحول هرمونات الذكورة (الأندروجينات) إلى هرمونات أنثوية (الإستروجين). وهذا يعني أن الرجال البدينين لديهم مستويات أعلى من هرمون الاستروجين في أجسامهم.

وأخيرا ذكر الباحثون أن الرجال الذين خضعوا للعلاج بالإستروجين معرضون للإصابة بسرطان الثدي، فضلا عن بعض الحالات المرضية مثل وجود خصية معلقة أو استئصال الخصية جراحيا تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة.

الأعراض

تشمل مؤشرات وأعراض سرطان الثدي في الرجال:

وجود ورم غير مؤلم أو زيادة سُمك أنسجة الثدي

تغيرات في جلد الثدي، مثل وجود نقرات، أو تغضنات فيه، أو احمراره، أو تقشيره

تغيرات في حلماتك، كاحمرارها أو تقشُّرها، أو اتجاه إحدى الحلمات للداخل

خروج إفرازات من الحلمات

متى يجب زيارة الطبيب

حدد موعدًا طبيًّا مع الطبيب، إذا كان لديك أي علامات أو أعراض مستمرة تثير قلقك.

الأسباب

سبب سرطان الثدي لدى الذكور غير واضح.

يعرف الأطباء أن سرطان الثدي عند الذكور يحدث عندما تنقسم بعض خلايا الثدي بشكل أسرع من الخلايا السليمة. تشكل الخلايا المتراكمة ورمًا قد ينتشر (ينتقل) إلى الأنسجة المجاورة أو إلى العُقَد اللمفية أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.

من أين يبدأ سرطان الثدي لدى الرجال

يُولد كل فرد منا بكمية قليلة من أنسجة الثدي. تتكوَّن أنسجة الثدي من غدد إفراز الحليب (الفصيصات)، والقنوات التي تنقل الحليب إلى الحلمات، ودهون.

تبدأ أنسجة الثدي في النمو لدى النساء أثناء فترة البلوغ، لكن عند الرجال لا يحدث ذلك. لكنَّ الرجال قد يصابون بسرطان الثدي نظرًا لأنهم مولودون بكمية قليلة من أنسجة الثدي.

تشمل أنواع سرطان الثدي التي يتمُّ تشخيصها في الرجال ما يلي:

السرطان الذي يبدأ في قنوات الحليب (السرطان القنوي). غالبًا ما تكون كل حالات سرطان الثدي لدى الذكور من نوع السرطان القنوي.

السرطان الذي يبدأ في غدد إفراز الحليب (السرطان الفصيصي). هذا النوع نادر لدى الرجال؛ حيث لديهم عدد قليل من الفصوص في أنسجة الثدي.

أنواع أخرى من السرطان. تشمل الأنواع الأخرى النادرة من سرطان الثدي التي قد تُصيب الرجال مرض باجت الذي يصيب الحلمات، وسرطان الثدي الالتهابي.

الجينات الموروثة التي تزيد من خطورة الإصابة بسرطان الثدي

يرِث بعض الرجال جينات غير طبيعية (متحولة) من آبائهم تزيد من خطورة إصابتهم بسرطان الثدي. قد تؤدي الطفرات التي تطرأ على واحد من الجينات المتعددة، لا سِيَّمَا الجين الذي يحمل اسم BRCA2 إلى زيادة خطورة الإصابة بسرطان الثدي وسرطان البروستاتا إلى حدٍّ كبير.

إذا كان لديكِ تاريخ عائلي قوي للإصابة بالسرطان، فناقش الأمر مع طبيبك. قد ينصحك طبيبك بأن تتوجه إلى أحد مستشاري الأمراض الوراثية لتقوم بعمل اختبار الجينات لمعرفة ما إذا كانت لديك جينات تزيد من خطورة إصابتك بالسرطان أم لا.

عوامل الخطر

تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الذكور:

كبار السن. يزداد خطر الإصابة بالسرطان حين تتقدم في العمر. كثيرًا ما يُشخَّص مرض الإصابة بسرطان الثدي لدى الذكور بين الرجال في عمر الستين.

التعرض للأستروغين. إذا تناولتَ الأدوية المتعلقة بالأستروغين، مثل تلك المستخدمة للعلاج بالهرمونات لمرض سرطان البروستاتا، يزداد خطر إصابتك بسرطان الثدي.

تاريخ عائلي لسرطان الثدي. إذا كان لديك أحد أفراد العائلة القريبين مصابًا بسرطان الثدي، فقد تزداد فرصة إصابتك بالمرض.

متلازمة كلاينفلتر. تحدُث هذه المتلازمة الجينية حين يُولد الفتيان بأكثر من نسخة كروموسوم X. تتسبَّب متلازمة كلاينفلتر في نمو غير طبيعي للخصيتين. ونتيجةً لذلك، يفرز الرجال المصابون بهذه المتلازمة مستويات أقل من هرمونات الذكورة (الأندروجينات) ومستويات أكثر من هرمونات الأنوثة (الأستروغين).

أمراض الكبد. بعض الحالات، مثل تليف الكبد، من الممكن أن تُفرز هرمونات الذكورة وتزيد هرمونات الأنوثة، ومن ثم زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.

السِّمنة. ترتبط السمنة بزيادة مستويات الأستروغين في الجسم، والتي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الذكور.

التهاب الخصية أو إجراء جراحة لاستئصالها. إن الإصابة بالتهاب الخصية أو إجراء جراحة لاستئصال الخصية من الممكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الذكور.

المصدر : وكالات