على مدار أربعة أيّام، ضجّ الإعلام "الإسرائيلي" بأحاديث عن تقدّم في مباحثات تبادل الأسرى مع المقاومة في غزة.

في سبيل ذلك، عرضت سلطات الاحتلال تنازلات جديدة عبر الوسيط المصري، على أمل تليين الموقف الفلسطيني وإبرام صفقة تبادل خلال وقت قريب. إلا أن التنازلات الجديدة، التي نقلها الوفد المصري إلى الحركة خلال زيارته قطاع غزة الأسبوع الماضي، ردّت عليها قيادة "حماس" بشكل مباشر، ومن دون الحاجة إلى إجراء نقاشات داخلية كما جرت العادة، بأنها دون مستوى تطلّعات المقاومة، وأعادت الكرة إلى ملعب الاحتلال مجدّداً، بحسب مصدر قيادي في حركة حماس تحدّث إلى صحيفة الأخبار اللبنانية.

ولأوّل مرّة، عرضت دولة الاحتلال، عبر الوسيط المصري، الإفراج عن مئات الفلسطينيين مقابل جنودها، بِمَن فيهم أسرى تَسبّبوا في قتل مستوطنين. ومع أن "حماس" تعتبر ذلك الحلّ الوحيد، إلا أنها ترغب في أن تكون الصفقة على مرحلتين، كما حدث في الصفقة السابقة عام 2011، صفقة معلومات، ثم صفقة تبادل الأسرى.

وقالت الصحيفة، إنه وبالرغم من رفض حماس العروض الجديدة، إلّا أنها أبلغت المصريين أنها على استعداد لاستكمال ما وصلت إليه المباحثات برعايتهم خلال الفترة الماضية، ورفضها ربط قضية الأسرى بالوضع الإنساني في قطاع غزة، مجدّدة التأكيد أن ثمن إنهاء هذا الملف معروف، ويتمثّل في الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، وبالتالي، لن يكون هناك تعاطٍ مع أيّ مقترحات خارجة عن الإطار المتقدّم.

وبحسب الصحيفة، فإن المقترح "الإسرائيلي" الجديد يتضمن تنازلاً ضمنياً عن توصيات لجنة "شمغار" التي نصّت على ألّا تطلق دولة الاحتلال سراح أكثر من أسير واحد مقابل كلّ جندي "إسرائيلي" مختطف، وألّا يتمّ إطلاقاً إطلاق سراح أسرى مقابل جثث جنود إسرائيليين، وأن تقوم حكومة الاحتلال أثناء المفاوضات بإعداد قائمة مغلقة من الأسماء يُنتقى منها الأسرى الذين سيتمّ إطلاق سراحهم، فضلاً عن منع إطلاق سراح أسرى شاركوا في عمليات قُتل فيها إسرائيليون. لكن كل ذلك رفض تمامًا من قيادة "حماس".

على عكس تصريحات المصدر القيادي، زعم إعلام الاحتلال أن الرسائل التي وصلت "حماس" أخيراً تتلخّص في خمس: أولاها استعداد الاحتلال للمساعدة شريطة تليين "حماس" موقفها بخصوص الجنود، ثانياً: لن يوافق أيّ سياسي "إسرائيلي" على التبادل بعد الانتخابات الجديدة والمتوقعة، ثالثاً: الصفقة ستفيد من يُنفّذها على مستوى قيادة "حماس"، رابعاً: لن يتمّ ترميم البنية التحتية في غزة قبل إنهاء هذا الملفّ، خامساً: لا جدوى من أيّ مفاوضات حول مصير الجنود الأسرى.

المصدر : الوطنية