قال مدير العمليات بوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة "ماتياس شمالي"، إن إجمالي العجز الذي تعاني منه الوكالة لهذا العام يقدّر بنحو مليار دولار، من أصل 1.4 مليار.

واعتبر "شمالي" في حوار له عبر الأناضول، الأزمة المالية الحالية التي تعاني منها "الأونروا" الأسوأ، محذراً من أنها قد تضطر لاتخاذ قرارات صعبة في نهاية إبريل/ نيسان المقبل، فيما يتعلق بتقديم خدماتها، حال استمرت الأزمة على ما هي عليه.

وأوضح أن الموازنة السنوية التي تحتاجها "الأونروا" لتقديم خدماتها في مناطق عملياتها تبلغ نحو 1.4 مليار دولار، مضيفاً أن هناك تعهدات من الدول المانحة بمبلغ 400 مليون دولار لكل السنة، ما يعني أن خدمات الأساسية بالإمكان أن تستمر حتى إبريل المقبل.

وأضاف "يتم تخصيص نحو 805 ملايين دولار من إجمالي الموازنة العامة كموازنة للبرامج التي تشمل الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم"، مشيراً إلى أنها نجحت بتوفير المساعدات الغذائية لدورتين أساسيتين لهذا العام (الدورة مدتها 3 أشهر).

قال: فقدنا أحد أكبر داعمينا مسبقاً، وهي الولايات المتحدة والتي كانت تقدم ما يزيد عن 360 مليون دولار سنوياً، إلى جانب الأزمات المتعددة التي تمر بها بعض الدول في المنطقة كسوريا واليمن وانتشار بعض الأمراض وحالياً "كورونا"، حيث تطلب الدعم المالي ما أثّر على دعم "الأونروا".

وأكد شمالي أنه تم التخطيط للعمل في ثلاثة اتجاهات، الأول: الطلب من نحو 170 دولة صوتت لصالح تجديد ولاية "الأونروا"، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بتقديم الدعم المالي اللازم لاستمرار عمل الوكالة.

والثاني: يتمثل في تنفيذ "الأونروا" عدة مبادرات لجمع التبرعات، من خلال الاعتماد على بعض الشراكات المستجدة، ومبادرات لمطالبة الدعم من القطاع الخاص، والثالث: أن تعمل الوكالة على "إعادة توزيع بعض الموازنات".

وأشار إلى أن "الأونروا" أنهت خدمات عدد من الموظفين عام 2018، وذلك بعد القرار الأمريكي بقطع دعمها للوكالة، إذ أن رواتبهم كانت معتمدة على ذلك الدعم، مردفا "أبلغنا هؤلاء الموظفين أنه في حال حصلنا على دعم جديد سيتم إعادتهم لأعمالهم".

وأضاف "أي قرارات أو تعليمات تتبعها الوكالة هي صادرة عن الجمعية العمومية بالأمم المتحدة، التي تضم 190 دولة، من بينهم 170 صوتوا لصالح تجديد ولاية الأونروا".

وأعرب شمالي عن قلقه من انتشار فيروس "كورونا"، وتخوفاته من وصوله إلى قطاع غزة، مضيفاً "الفيروسات لا تعرف الحدود، لكن الجيد أنه لم يسجل حتى الآن إصابات في غزة".

وأكد أن اتباع التعليمات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة الفلسطينية، قد تقي من وقوع إصابات.

وقال إن وكالته تساهم في منع وصول الفيروس لغزة، من خلال عدد من الإجراءات الوقائية من ضمنها إغلاق المدارس.

وتصاعدت حدة الأزمة المالية للوكالة الأممية التي تقدم خدماتها لأزيد من 5.3 ملايين لاجئ في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا، بعد وقف الولايات المتحدة دعمها السنوي المقدر بـ360 مليون دولار منذ 2018، بدعوى معارضتها لطريقة عمل الوكالة، التي تواجه انتقادات من جانب الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر : الوطنية