يتسائل الكثير من المسلمين حول العالم الراغبين بأداء مناسك الحج بحقيقة توقف الحج هذا العام في السعودية بسبب تفشي فايروس كورونا القاتل في عدد كبير من الدول العربية .

المملكة العربية السعودية أكدت أنها لم تلغي حتى اللحظة موسم الحج هذا العام في ديارها المقدسة ، وإنما قامت بتعليق الدخول إلى المملكة لغرض أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف العمرة "مؤقتا"، إضافة لتعليق دخول حاملي التأشيرات السياحية القادمين من دول يشكل فيروس كورونا خطرًا فيها.

وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها، الخميس الماضي، إنها اتخذت هذه الإجراءات الوقائية الاستباقية لمنع وصول الفيروس إلى المملكة وانتشاره.

وشملت الإجراءات تعليق استخدام المواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بطاقة الهوية الوطنية للتنقل من وإلى المملكة، مع استثناء السعوديين الموجودين في الخارج حال كان خروجهم من المملكة ببطاقة الهوية الوطنية.


ومثلهم مواطنو دول مجلس التعاون الموجودون داخل المملكة حاليًا، ويرغبون في العودة منها إلى دولهم، في حال كان دخولهم ببطاقة الهوية الوطنية، لتتحقق السلطات السعودية في المنافذ من الدول التي زارها القادم قبل وصوله إلى المملكة.

وأكدت المملكة أن "الإجراءات مؤقتة، وتخضع للتقييم المستمر من قبل الجهات المختصة"، وجددت دعمها لكافة الإجراءات الدولية المتخذة للحد من انتشار الفيروس.

وأهابت الخارجية السعودية بالمواطنين عدم السفر إلى الدول التي تشهد انتشارًا لفيروس كورونا الجديد.

وحتى اللحظة، لم تسجل السعودية أي حالات إصابة مؤكدة بالفيروس، بينما أعلنت دول خليجية مجاورة للمملكة، هي: الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة، وجود إصابات على أراضيها.

وتشهد دول الخليج حالة من الاستنفار، واتخذت عدة إجراءات وقائية، منها حظر دخول القادمين من الدول التي سجلت مؤشرات مرتفعة من حيث نسبة الإصابة والوفاة جراء الفيروس، لا سيما الصين وإيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية.  

كم مرة توقف الحج في التاريخ :-

توقف الحج للديار المقدسة عدة مرات على مدار التاريخ ،، نجملها لكم خلال السطور التالية نقلاً عن اليوم السابع المصرية :-

القرامطة :- على مدى التاريخ، توقف المسلمين عن الذهاب إلى الحج، بسبب "القرامطة"، لاعتبارهم الحج من الأعمال الجاهلية، وذلك بحسب ما ذكر في كتاب "تاريخ الإسلام للذهبى.

وذكر الكتاب: وقف أبو طاهر القرمطى، منشدًا على باب الكعبة يوم الثامن من ذى الحجة سنة 317 هجرية، داعيًا سيوف أتباعه أن تحصد حجاج بيت الله قتلاً ونهبًا وسفكًا، فى الوقت الذى كان يشرف هو بنفسه على هذه المجزرة المروِّعة وينادى أصحابه "أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، واقلعوا الحجر الأسود"، ويومها تعلق الحجاج بأستار الكعبة واستغاثوا بالله، فاختطفتهم سيوف هذا الطاغية من كل جانب، واختلطت دماؤهم الطاهرة وأجسادهم المحرمة، بأستار الكعبة، حتى زاد عدد من قتل فى هذه المجزرة عن 30 ألفا، دفنوا فى مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة.

وذكرت العديد من المصادر السعودية والتي استندت إلى المصادر التاريخية، قيام القرامطة بجمع 3 آلاف جثة حاج، وطمروا بها بئر زمزم وردموه بالكلية، ثم قاموا بعد ذلك بقلع الحجر الأسود من مكانه وحملوه معهم إلى مدينة "هجر" بالبحرين، حيث كانت مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم، وكان أبو طاهر قد بنى بها دارا سماها دار الهجرة، فوضع فيها الحجر الأسود ليتعطل الحج إلى الكعبة ويرتحل الناس إلى مدينة "هجر"، وقد تعطل الحج فى هذه الأعوام يقال إنها 10 أعوام، حيث لم يقف أحد بعرفة ولم تؤد المناسك، وذلك لأول مرة، منذ أن فرضت الشعيرة.

ظهور الوباء: ذكر ابن كثير فى "البداية والنهاية"، أنه في سنة 357 هجرية، ظهر داء الماشرى و انتشر فى مكة، فمات به خلق كثير، وفيها ماتت جمال الحجيج فى الطريق من العطش، ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج.

الغلاء وارتفاع الأسعار: انقطع الحاج المصرى فى عهد العزيز بالله الفاطمى لشدة الغلاء، وفى سنة 419 هجرية لم يحج أحد من أهل المشرق ولا من أهل مصر، وفى سنة 421 هجرية تعطل الحج أيضا سوى عدد قليل من أهل العراق ركبوا من جمال البادية من الأعراب ففازوا بالحج، وفى سنة 430 لم يحج أحد من العراق وخراسان، ولا من أهل الشام ولا مصر.

الطقس السيئ: يقول ابن الأثير في أحداث عام (417هـ): “في هذه السنة كان بالعراق برد شديد جمد فيه الماء في دجلة والأنهار الكبيرة، فأما السواقي فإنها جمدت كلها، وتأخر المطر وزيادة دجلة، فلم يزرع في السواد إلا القليل وفيها توقف الحج من خراسان والعراق".

المصدر : وكالات