قد يضطر المسلم لأداء صلاته جالساً ، إما بعذر كالمرض أو من غير عذر ، فما هو الحكم الشرعي في ذلك ، وهل تقبل صلاة جالساً ممن لا يشتكون من أي عذر ؟! .

الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أكد أن القيام في الصلاة المفروضة، ركن لا تصح الصلاة إلا به، مشيرًا إلى أن القيام في الصلاة النافلة (غير المفروضة) ليس ركنًا.

وأضاف وسام في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: ما صحة الفتوى التي تقول إن المريض الذي يصلي قاعدًا يأخذ نصف الأجر؟ أن المصلي المريض الذي لا يستطيع القيام، ويصلي قاعدًا، فإن صلاته صحيحة ويأخذ الأجر كاملًا في كلتا الصلاتين(المفروضة والنافلة).

وأشار إلى أنه إذا لم يكن المصلي مريضًا، ويستطيع القيام وصلى المفروضة قاعدًا، فإن صلاته غير صحيحة؛ لأن القيام في المفروضة، ركن، لافتًا إلى أنه إن كان في النافلة وصلى قاعدًا مع قدرته على القيام، فإنه يحصل فقط على نصف الأجر.

الصلاة جالسا على الكرسي.. لمن تجوز وكيفيتها
يجوز أداء الصلاة جالسا على الكرسي بضوابط، وإن كان القيام في أداء صلاة الفريضة ركنًا من أركانها التي لا تصحّ إلّا بها لمن كان قادرًا على الإتيان به، ولذا فإن كان المسلم متعبًا، أو مريضًا بالقدر الذي يعجزه عن القيام في أداء الفريضة، أو خشي أن يزيد مرضه، أو يتأخّر شفاؤه إن قام فيها؛ جاز له حينها أن يصلّي جالسًا، أو وِفق الهيئة التي تناسب وضعه وحالته، ولا يجوز لمن كان قادرًا على القيام بأموره الدنيويّة أن يجلس في صلاة الفريضة.

يجب على المصلي في حال الصلاة بوضعية الجلوس أن يلتزم بالآتي:

- أن يجعل سجوده أخفض من ركوعه.
- يجب وضع الكرسي في خط مساوٍ ومتمم للصف فلا يتقدّم أو يتأخّر عنه الأرض يستعد المصلي للصلاة من خلال الوضوء وإذا لم يستطيع فمن خلال التيمم.
- يستقبل المصلي القبلة استعدادًا للصلاة ويُخلص نيته في قلبه، فإذا كان المصلي قادرًا على الصلاة على الأرض فهو خير أمّا إذا لم يستطيع فليصلي وهو جالس.
- يرفع المصلي يديه نحو منكبيه ويُكبّر ويضع يده اليمنى فوق يده اليسرى ويبدأ بقراءة دعاء الاستفتاح سرًا، وبعد ذلك يقرأ سورة الفاتحة وما تيسّر له من القرآن.
- يرفع المصلي يديه نحو منكبيه ويُكبّر، ثمّ ينزل رأسه قليلًا للركوع ويديه على قدميه ويقول: «سبحانَ ربِّيَ العظيمِ سبحانَ ربِّيَ العظيمِ سبحانَ ربِّيَ العظيم»، ثمّ يرفع رأسه من ركوعه ويقول: « سمع اللهُ لمن حمده ..ربَّنا ولك الحمدُ»، [صحيح مسلم].
- يُكبر المسلم للسجود، ويسجد في حالة جلوسه على الأرض على الأعظم السبعة وهي الجبهة، والأنف، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين، ثم يقول سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات ويدعو الله، ثم يرفع نفسه من السجدة الأولى ويقول: «رب اغفر لي، رب اغفر لي»، [صحيح النسائي]، ويسجد السجدة الثانية بنفس الطريقة ويدعو بما يشاء.
- أمّا في حالة جلوسه على الكرسي فينزل رأسه على قدر استطاعته ولكن لمقدار أكبر من الركوع، ويُكبّر ثمّ يرفع رأسه استعدادًا للركعة الثانية.

- تُصلى الركعة الثانية تمامًا كما في الركعة الأولى، وبعد الانتهاء منها يتم قراءة دعاء التشهد والصلاة الإبراهيمية حيثُ يقول: «لتَّحيَّاتُ للهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ السَّلامُ عليك أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحينَ أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيمَ، وعلى آلِ إبراهيمَ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ بارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ، إنكَ حميدٌ مجيد.
- ثم التسليم عن اليمين وعن الشمال بقول: «السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ، السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ»، [صحيح البخاري] في كل جانب، وذلك في الصلاة الثنائية أمّا الصلاة الثلاثية والرباعية فيتم قراءة التشهد الأوسط بعد الركعة الثانية، وقراءة دعاء التشهد والصلاة الإبراهيميّة بعد الانتهاء من كافة الركعات.
 

المصدر : وكالات