حسم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، موقف حركته من "صفقة القرن" و"الوطن البديل" والمصالحة الفلسطينية والتفاهمات الأخيرة مع "إسرائيل" عبر وسطاء دوليين في العديد من القضايا السياسية والحياتية، متطرقاً لإضراب الأسرى الأخير، معلقاً في ذات الوقت على قطع السلطة الفلسطينية رواتب أسرى وأهالي شهداء.

واعتبر هنية خلال مشاركته اليوم الثلاثاء في جلسة للمجلس التشريعي بغزة، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، أن قطع رواتب الأسرى وأهالي الشهداء "طعنة غادرة"، مشدداً على أنه لا يجوز أن يعيش ما وصفهم "الصامدون" في ظروف صعبة، وفي المقابل أوساط سياسية فلسطينية تنعم بأموالهم، وتستخف بمقدرات الشعب الفلسطيني.

وبصفته رئيس للمكتب السياسي لحماس وعضو في المجلس التشريعي ورئيس وزراء سابق، أعلن عن رفضه استلام راتبه الذي يتقاضاه من وزارة المالية في غزة بنسبة 40 %، تضامناً مع الأسرى المقطوعة رواتبهم، لافتاً إلى أن راتبه سيوزعه على الأسرى.

وعن معركة الأسرى الأخيرة في سجون الاحتلال، قال هنية:" نحن أمام محطة مهمة في قضية الأسرى، وأن قادة الاحتلال بما فيهم نتنياهو رضخوا لمطالبنا بخصوص الأسرى".

ونوه إلى أن قضية الأسرى لم تستثنِ من تفاهمات التهدئة مع "إسرائيل" التي رعتها مصر ومنسق عملية السلام في الشرق الأوسط لدى الأمم المتحدة، نيكولاي ملادينوف، مضيفاً أن كل الجهود التي بذلت في هذا السياق، يمكن أن تنهار إذا استمرت الأوضاع داخل السجون.

ولفت هنية إلى أن حركته قدمت للمسؤولين المصريين 3 مطالب لأجل نقلها لإسرائيل؛ الأول: إلغاء أجهزة التشويش داخل السجون؛ والثاني: إلغاء كل العقوبات التي فرضت عليهم؛ الثالث: توفير وضمان حياة كريمة للأسرى والسماح لأهالي غزة بزيارة أبنائهم.

وأكد أن الاحتلال لم يستطع كسر إرادة الأسرى في معركة الكرامة الثانية، كاشفاً أن الأسرى قرروا حل "التنظيم" وكل الهيئات القيادية، إذ لم يعد هناك عنوان للتفاوض مع مصلحة السجون، مبيناً أن أي قرار يتخذه قادة الحركة الأسيرة ستلتزم به "حماس" وتعمل من أجله.

وبحسب ما قاله هنية، فإنه بفضل تضحيات الأسرى، سمح الاحتلال لأول مرة منذ 1967 بوجود هواتف عمومية لهم، بعد إخبار الوسطاء بأن الأسرى لن يمارسوا أي عمل عسكري من داخل السجون، إذ فتحنا قناة اتصال مباشرة بين قادة الحركة الأسيرة وملادينوف من أجل متابعة قضيتهم.

ومضى بالقول:" الانتصار الذي حققه الأسرى يقف ورائه معادلة متكاملة، أول عنصر فيها هي الأسرى أنفسهم عبر إرادتهم وشجاعتهم، والعنصر الثاني هو الشعب الذي يحتضن الأسرى والمقاومة".

وحول المصالحة الداخلية، أيد رئيس المكتب السياسي لحماس ما تحدث به القيادي في التيار الإصلاحي الديمقراطية بحركة فتح، النائب ماجد أبو شمالة حول أهمية استناد اتفاقيات المصالحة إلى وثيقة الأسرى.

وأكد جاهزية حركته للشروع في كل الخطوات التي يمكن أن تستند لوثيقة الأسرى باعتبارها وثيقة الاجماع الوطني، مشدداً على بقاء عزيز دويك رئيساً للمجلس التشريعي إلى حين إجراء انتخابات تشريعية واستبدال المجلس الحالي بمجلس جديد، معبراً عن غضبه من القبضة الأمنية التي تفرضها السلطة على نواب "حماس" في الضفة.

"صفقة القرن" و"الوطن البديل"

وعلق هنية على ما يشاع حول وجود "وطن بديل" للفلسطينيين في قطاع غزة، أو حتى إقامة دولة في غزة، وفق ما تخططه الإدارة الأمريكية مع "إسرائيل" في المنطقة، متسائلاً: " لا أعرف من أين مصدره، هل من الأمريكان والإسرائيليين أو من قوى سياسية فلسطينية".

وصف ما يشاع بـ "خزعبلات" التي هي غير موجودة في أصغر طفل فلسطيني، قائلاً:" لا يوجد تمدد لغزة في سيناء حتى لو شبر واحد.. بل غزة تتمدد داخل حدود فلسطين، وستة ملايين فلسطيني يجب أن يعودوا إلى أراضيهم داخل الكيان، ولا الأمريكان ولا الأموال ولا الحروب يمكن أن تدفعنا للقبول بأي شيء".

وتابع بالقول:" نرفض التوطين وسيناء لمصر ومصر لمصر، ولبنان للبنان، ولن نقبل أيضاً التعويض على حساب حق العودة، وغزة لن تنفصل عن الضفة والقدس وعن شعبها".

وشدد على أن القدس هي عاصمة دولة فلسطين، رافضًا اختيار "القدس الشرقية" على حساب "القدس الغربية".

وأكد تأييده ودعمه لموقف ملك الأردن عبد الله بن حسين الثاني تجاه القضية الفلسطينية، ورفض لكل مشاريع التوطين والوطن البديل، نظراً إلى صموده أمام الضغوط الواقعة عليه.

فيما يتعلق بمسألة التفاهمات مع "إسرائيل"، قال هنية:" ما جرى له ظلالة إيجابية على وحدة شعبنا، وحماية ثوابت قضيتنا".

 

المصدر : الوطنية