كشفت أستاذة علوم الجريمة والعمل الاجتماعيّ في الجامعة العبرية بالقدس نادرة شلهوب كيفوركيان، النقاب عن أنّ الاحتلال يقوم بإجراء تجارب عسكرية على الأطفال الفلسطينيين، كما أنّها حولت الأراضي المحتلة التي يقطن فيها فلسطينيون إلى حقول تجارب للصناعات العسكريّة.

ووفقًا لإذاعة جيش الاحتلال، فإنّها حصلت على تسجيل لهذه التصريحات خلال محاضرة جرت الأسبوع الماضي في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك بحضور عشرات الطلبة حول العنف ضدّ الفلسطينيين في القدس الشرقية المُحتلّة.

وأشارت إلى أنّ هذه النتائج الخطيرة التي توصلت إليها جاءت كنتائج لبحث علمي قامت به، بالإضافة إلى ذلك، بينّت أنّ إسرائيل تستخدم أيضًا الأطفال الفلسطينيين كتجارب لأسلحتها، متهمةً في الوقت عينه الجيش الإسرائيليّ باضطهاد الفلسطينيين على الدوام.

وردًّا على ذلك قال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي "نفتالي بينيت" إنّ ما جرى وصمة عار، معتبرًا أنّ ذلك يأتي في إطار معادة السامية، فيما اعتبرت الجامعة العبرية أنّ ما تحدثت به المحاضرة الجامعية هو رأيها الشخصي ولا يمثل نهج الجامعة، كما أفادت صحيفة "هآرتس" صباح اليوم الثلاثاء.

يذكر أنّه في العام 1985 قدم حزبَ "ميرتس" الإسرائيليّ برئاسة "يوسي سريد" استجوابًا لوزير الصحة الإسرائيليّ في الكنيست، مستفسرًا فيه عن سببِ سَماح الوزارة لِلجهاتِ الأمنيّة بِزيادةِ نسبة التجارب الطبية على الأسرى العرب.

وأكّد وزير الصحة حينها وقوع هذه التجارب، مشيرًا إلى أنّ الوزارة حصلت على الإذن القضائي المتعلق بالموضوع من المحكمة الإسرائيلية العليا.

وفي معرض تأكيد هذه الحقيقة أفاد العديد من الأسرى المحرَّرين الذين أمضوا سنوات في المعتقلات السرية الإسرائيلية مثل "معتقل رقم 1091 ومعتقل رقم 1391 ومعتقلي باراك وصرفند وعتليت، وصرفند، وبتاح تكفا، والجلمة" بأنّهم شاهدوا أسماءَ بَعض الأسرى المفقودينَ محفورةً على جدرانِ الزنازين، وتبادلَ بَعضُ الأسرى المحرَّرينَ الحديثَ مع أولئكَ الأسرى الَّذين لَمْ تظهرْ لهم أسماء في سِجِلّاتِ الصليب الأحمر وسجلّات مصلحةِ المعتقلاتِ الإسرائيلية العامةَ وبياناتِ الجيشِ الإسرائيلي.

وأفادَ العديدُ مِنْ الأسرى المحرَّرين بِأنَّهم تحَّدثوا مع أسرى فلسطينيين مِنْ عرب الـ 48 وأسرى لُبنانيين ومصريين، وطلب هؤلاء مِنْ مُحدثيهم أنْ يُبلِغوا العالمَ بأنّ إسرائيل تَنكر وجودِهُمْ وهُمْ أحياءَ، وتستخدمهُمْ فِئرانَ تجارِب على الأدويةِ العَسكرية وخلاف ذلِكَ، بحسب تعبيرهم.

ويعتقد بأنّ إسرائيل استخدمت وتستخدم المفقودين من الأسرى الفلسطينيين والعرب لأغراض التجارب الطبية، وهو التفسير الوحيد لانقطاع أي خبر عن أولئك الأسرى نهائيًا رغم إنّ تاريخ اعتقالهم واضح، ومن المعروف أيضًا أنّهم في معتقلات إسرائيل.

عُلاوةً على ذلك، في شهر يوليو من العام 1997 نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة، تصريحات حرفية لرئيس لجنة العلوم البرلمانية، أدلت بها أمام الكنيست الإسرائيلي، ومفادها أنّ وزارة الصحة الإسرائيليّة أقرّت بمنحها شركات الأدوية الخاصة تصاريح لعمل تجارب على الأسرى، وأجرت حتى تاريخه "5 آلاف" تجربة.

وأكّدت عضو الكنيست "داليا إيتسك" من حزب العمل، إجراء السلطات الإسرائيلية المختصة ألف تجربة لأدوية خطيرة تحت الاختبار الطبي على أجساد الأسرى الفلسطينيين والعرب.

 وأضافت أنّ بين يديها وفي حيازة مكتبها ألف تصريح منفصل من وزارة الصحة الإسرائيلية لشركات الأدوية الإسرائيلية الكبرى لإجراء تلك التجارب.

وفي شهر يوليو من العام 1997 أدلت رئيس شعبة الأدوية في وزارة الصحة الإسرائيلية "إيمي لفنات" بتصريحات أكّدت فيها وأمام الكنيست على ما أدلت به عضو الكنيست "إيتسك".

وأضافت "لفنات" على ما قالته "إيتسك" بأنّ هناك زيادة سنوية قدرها "15%" في حجم التصريحات التي تمنحها وزارتها لإجراء المزيد من تجارب الأدوية الخطيرة على الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية كلّ عامٍ، وهذا يرفع عدد التجارب ليصبح إجمالي التجارب "6000 تجربة" سنويًا.

وأجرت صحيفة "برافدا" الروسية تحقيقًا موسعًا حول تنفيذ حكومة إسرائيل للتجارب الطبية على الأسرى الفلسطينيين والعرب، بما في ذلك حقنهم بفيروسات خطيرة، وخاصة الأسرى الذين يقترب موعد إطلاق سراحهم.

وبينّت الصحيفة أنّ العديد من الأسرى الفلسطينيين يعانون بعد خروجهم من معتقلات الاحتلال الإسرائيليّ من أمراض عضال، أوْ إعاقاتٍ مُستدامةٍ، نتيجة الممارسات الإسرائيلية إزاءهم، كما قالت نقلاً عن مصادر في تل أبيب وفي الضفّة الغربيّة المُحتلّة.

المصدر : الوطنية - الاعلام الإسرائيلي