نجحت المقاومة الفلسطينية، ومن خلال تنسيق واضح عالي المستوى بين الأجنحة العسكرية في الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، في توجيه 4 صفعات قوية للاحتلال الإسرائيلي، ضمن جولة تصعيدية، هي الأكبر منذ عدوان عام 2014.

وخلال  الجولة التصعيدية، التي بدأها الاحتلال بخطأ استخباراتي في وقت متأخر من مساء الأحد بخانيونس، استشهد 7 مواطنين فلسطينيين في استهداف قوات الاحتلال في مناطق مختلفة بالقطاع، في حين زعم الاحتلال أنه خلال يومين، قتل مستوطنين اثنين فقط، في عسقلان بعد سقوط  صاروخ أطلقته المقاومة على منزله بشكل مباشر.

فكيف نجحت المقاومة، بتحقيق تطور كبير في مختلف مجالات عملها، ضد الاحتلال الذي يحصل على المتطور من كل التكنولوجيا والتدريب والعتاد والدعم، وكيف وجّهت 3 صفعات قوية للاحتلال، خلال يومين فقط؟

ففي الصفعة الأولى، وبالأرقام، فإن المقاومة خسرت أكثر في حادث خانيونس، بعد استشهاد 7 مقاومين فلسطينيين، وضابط إسرائيلي، إلّا أن بيان كتائب القسام بعد الحادث، أكد التصدّي إلى عملية " تهدف إلى توجيه ضربة قاسية للمقاومة داخل قطاع غزة"، وتعقيب المتحدث الرسمي لجيش الاحتلال يؤكد ذات الأمر في تغريدة له عبر حسابه على "تويتر"، بقوله إن العملية لم تهدف لاغتيال أو اختطاف مقاومين، بل "لتقوية أمن الاحتلال".

وبذلك فإن استشهاد المقاومين السبعة وقتل الضابط، أدى لمنع عملية كبيرة قد تؤثر على عمل المقاومة في الفترة القادمة، وهي بذلك وجهت صفعة "أمنية" للاحتلال.

أما الصفعة الثانية، فكانت في استهداف حافلة نقل جنود، بصاروخ كورنيت، ما أدّى لإحراقها بالكامل وإصابة جندي بجراح حرجة، بعد إفراغ هذه الشاحنة لحمولتها من الجنود، في عملية صورت المقاومة وسجّلت كافة مراحلها، من الرصد، وإطلاق الصاروخ، ومتابعة النتائج، إذ اعتبر الاحتلال نقل الجنود إلى الحدود في عربات غير مصفّحة "خطأً فادحًا"، مستدركًا بـ"فتح تحقيق في الحادث".

ثالث الصفعات، كان في تهديد غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة، بقصف مدينة عسقلان المحتلة، في حالة وسّع الاحتلال من دائرة استهدافاته في قطاع غزة، وهو ما حدث بقصف عدة مبانٍ في غزة وهدمها كليًا، ما دعا بالمقاومة إلى تنفيذ تهديدها، فشهدت عسقلان ما أسماه الإعلام الإسرائيلي بـ"وابل من الصواريخ"، قتل على إثره مستوطن وأصيب العشرات، في تقوية لمنظومة الردع لدى المقاومة، وتصديق لتهديداتها الموجهة لقيادة جيش الاحتلال.

والصفعة الرابعة، كانت إعلامية بامتياز، في إنتاج إعلامي مميز من ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكرية للجان المقاومة الشعبية، لما أطلق عليه "عملية العلم" في فبراير الماضي، التي ظهر خلالها كمين "علم فلسطين المفخخ"، الذي أدى لمقتل وإصابة 6 جنود إسرائيليين، كانوا في محيط التفجير. وإن ما مثلته هذه الصفعة للاحتلال، من تشارك بين الفصائل المختلفة، في العمل على كافة أصعدة المقاومة، سيشتت الاحتلال في سعيه للرد على الصفعات المختلفة التي تلقاها من المقاومة الفلسطينية في غزة.

يذكر أن المقاومة الفلسطينية، أطلقت ما يزيد عن 460 قذيفة صاروخية تجاه البلدات المحتلة والمستوطنات المحاذية لقطاع غزة، ردًا على عملية خانيونس، وقصف الاحتلال لما يزيد عن 160 هدفًا في القطاع، أدّى لتدمير 880 منشأة، بين تدمير كلي وجزئي وطفيف.

وتم الإعلان في تمام الساعة الـ5:20 من مساء الثلاثاء، عن دخول التهدئة حيز التنفيذ، بعدما أطلقت المقاومة أول ردودها على عملية خانيونس، الساعة 4:40 من مساء الإثنين، لتنتهي بذلك أكثر أيام القطاع سخونة، منذ العدوان عام 2014.

المصدر : الوطنية - أحمد شحادة