كشفت صحيفة "القدس العربي" الأربعاء، مطالبة الوفد الأمني المصري الرفيع الذي التقى الرئيس محمود عباس وقادة حركة "فتح" في رام الله قبل أسبوعين، عقد لقاء ثنائي بين حركتي "فتح وحماس"، برعاية مصرية، في إطار دعم جهود القاهرة لإتمام المصالحة، التي تم الاتفاق على تقديمها على حساب التهدئة في ذات الاجتماع.

وحسب مصدر مطلع تحدث للصحيفة، فإن الجلسة التي عقدها الوفد الأمني المصري الذي زار رام الله السبت قبل الماضي، تخللها نقاش مستفيض وطويل، عرضت خلاله حركة فتح تخوفها من عملية إجراء التهدئة قبل إتمام المصالحة، كون ذلك يضعف الموقف الفلسطيني الرسمي، الذي تقوده منظمة التحرير في هذا الوقت الحساس، الذي تريد خلاله الإدارة الأمريكية تمرير مشروعها السياسي.

ولم يخل اللقاء –بحسب المصدر- من توجيه لوم من قيادة حركة فتح، للتحركات الأخيرة التي طرح خلالها ملف التهدئة كخيار أول، وإرجاء ملف المصالحة بشكل كامل، وعدم متابعة الجهود التي بذلت قبل ذلك، وتخللها تقديم القاهرة ورقة جديدة لحل الخلافات.

وأوضح المصدر، أن الوفد الأمني المصري وعد بتسريع خطوات المصالحة، لكنه كرر طلبه لحركة فتح بضرورة الموافقة على عقد لقاء ثنائي مع حركة حماس، خلال الأيام المقبلة في القاهرة، من أجل الإعلان عن انطلاق جولة جديدة هدفها إنهاء الانقسام.

يذكر أن حركة فتح اتخذت قراراً سابقاً، بعدم اللقاء مع حركة حماس، وجعل التفاوض معها عبر الوسيط المصري، حتى قيامها بتطبيق باقي بنود اتفاق تطبيق المصالحة، الموقع يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي توقف العمل به، بعد تصاعد الخلافات، على خلفية تفجير موكب رئيس الحكومة ومدير جهاز المخابرات الفلسطينية خلال دخولهم إلى غزة في مارس/آذار الماضي.

وقالت الصحيفة:" لم تعط حركة فتح حتى اللحظة رداً نهائياً على طلب المسؤولين المصريين، بخصوص عقد لقاء مع قيادة حركة حماس، فيما تواصل الحركة ترتيباتها لخروج وفد رفيع منها إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة، لعقد لقاءات هدفها تجاوز المرحلة السابقة، والدفع باتجاه تسريع خطوات المصالحة، والتحضير لزيارة مرتقبة للرئيس عباس للقاهرة، قبل توجهه لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقاء خطاب هناك يوم 27 من الشهر الجاري".

وتابعت الصحيفة:" لم يفقد الوفد الأمني المصري الأمل في الحصول على موافقة من فتح لعقد اللقاء الثنائي، في ظل أنباء تشير إلى أن هناك طروحات بإعطاء الأولوية حاليا للقيادة الفلسطينية من أجل التحرك على المستوى الدولي والعربي، لترتيب الأوراق، قبل عقد اجتماعات الجمعية العامة، وعقد مؤتمر لمانحي "الأونروا"، لمواجهة الخطة الأمريكية القاضية بتصفية ملفي القدس واللاجئين، من خلال الضغط على الفلسطينيين".

المصدر : الوطنية