قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري طارق رضوان، إن موقف الولايات المتحدة بشأن وقف تمويلها لوكالة "الأونروا" يمثل إعلانًا عن انتهاء دورها كراعي لعملية السلام التي بدأت عام 1991 بعقد مؤتمر مدريد.

وأضاف رضوان، في بيان صحفي مساء الاثنين، أنه رغم التراخي والمماطلة في تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بمقتضى هذا الاتفاق والاتفاقيات اللاحقة له، وعدم الوصول إلى حل عادل وشامل لقضية الشرق الأوسط حتى الآن، إلا أنه كان هناك دومًا أمل ومحاولات من جانب الإدارات الأميركية المتعاقبة لدفع عملية السلام.

وتابع "إنه بالطبع كان هناك تفاوت في اهتمام هذه الإدارات بالقضية الفلسطينية وتسوية النزاع في الشرق الأوسط، وكان هناك تحيز واضح طيلة هذه العقود للجانب الإسرائيلي، ولكن منذ تولي الإدارة الأمريكية الحالية، إدارة الرئيس دونالد ترمب، بدأ هذا الأمل يخفت ويتلاشى".

وأوضح أن قرار ترمب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس مثل محاولة واضحة لوأد القضية الفلسطينية، وتأكدت النوايا الأميركية بإعلان الولايات المتحدة وقف تمويلها "للأونروا".

وأشار إلى أن مدارس "الأونروا" المقامة بمخيمات اللاجئين تقف شاهدة على دور هذه المنظمة، وتدحض كل ادعاء أميركي بضعف سياستها أو عدم قابليتها للإصلاح كما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية.

وبين أن المدارس وغيرها من الجهود البارزة والمشكورة للأونروا تفضح النوايا الأميركية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال خنق المجتمعات الفلسطينية، حتي يتنازل الفلسطينيون عن هويتهم، وينتهي حل الدولتين، ويذوب الفلسطينيون داخل الدولة الصهيونية العنصرية.

ولفت رضوان إلى أن الولايات المتحدة تعاقب الفلسطينيين على رفضهم قرار نقل سفارتها للقدس، التي ينص إعلان المبادئ الفلسطيني الإسرائيلي على تحديد وضعها من خلال مفاوضات التسوية النهائية، وتنحاز إلى اسرائيل على نحو غير مسبوق.

وقال "إذا كانت الولايات المتحدة اختارت هذا الطريق وتنازلت بمحض إرادتها عن دور الوسيط والراعي لعملية السلام، فإن على الدول الكبرى أن تسارع لسد الفراغ المالي والسياسي الذي ستحدثه السياسات الأميركية قبل أن تتأزم الأوضاع الإنسانية بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والتي سيعقبها بالطبع أزمات وتوترات لا يحمد عقباها".

المصدر : الوطنية