أكد مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف الأحد، أن النظرة الحقيقية للقضية الفلسطينية تنبع من الحفاظ على الأمن، وإصلاح الأوضاع الإنسانية، وتحقيق المصالحة الفلسطينية.

وقال ميلادينوف خلال مؤتمر صحافي بغزة، إن كثير من الأطفال قد قتلوا في الأسابيع الماضية، والبارحة كنا على حافة حرب حقيقة، مؤكدًا أن هناك جهودًا كبيرةً تبذل لإبعاد المنطقة عن الحرب، "التي لا يريدها أحد ولا يرغب بها أحد، والجميع فيها خاسر"، على حد تعبيره.

وطالب ميلادينوف الفصائل الفسطينية، بألّا يحاولوا القيام بما أسماه "أفعالًا استفزازية"، والتوقف عن إطلاق الصواريخ، وقذائف الهاون، والطائرات الحارقة، مطالبًا الفصائل أيضًا بإعطاء فرصة للسلام.

وخاطب ميلادينوف الفلسطينيين في قطاع غزة بقوله:" من الصعب عليكم تصديق أي شخص يخبركم بأن أموركم المعيشية ستتحسن، وأتفهم غضبكم من هذا الأمر"، مشيرًا إلى أن المواطنين في غزة فقدوا الأمل في كل الحلول، لأنهم لا يرون شيئًا إيجابيًا على أرض الواقع، بل يرون العكس تمامًا.

وأعاد ميلادينوف التأكيد، على ضرورة إحياء محادثات المصالحة الفلسطينية، التي ينتج عنها إعادة الوحدة بين الضفة وغزة، تحت سلطة واحدة وحكومة واحدة، وسلاح واحد، مضيفًا:" لا يمكن أن تحصل على دولة فلسطينية دون غزة، ولا يمكنك أيضًا أن تحصل على دولة فلسطينية في غزة وحدها".

وتوجه ميلادينوف بالحديث إلى الإسرائيليين بقوله:"أطالب القناصين الإسرائيليين بالتوقف عن استهداف الأطفال، وأطالب الإسرائيليين بأن يكونوا أكثر انضباطًا في ردود فعلهم على الفلسطينيين"، داعيًا الفلسطينيين إلى الحفاظ على سلمية مظاهراتهم على الحدود.

وأوضح مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الاوسط، أن حل المشاكل الإنسانية في قطاع غزة، يتضمن خلق فرص عمل للأفراد، وتوفير الكهرباء، وإصلاح النظام الصحي، وتوفير المياه، مؤكدًا أن حل المشاكل الإنسانية لن يكون كافيًا إلا بحل المشاكل السياسية.

وأضاف: نعمل مع السلطات الإسرائيلية من أجل تحسين حرية الحركة للمواطنين الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة، وتحسين حركة الاستيراد والتصدير.

وخلال حديثه عن تحسين الأوضاع الاقتصادية، قال ميلادينوف:" لست مهتمًا بالذهاب للمانحين ومطالبتهم بتوفير الطعام والمياه للمواطنين، دون توفير نظرة مستقبلية حقيقية وتقديمها للناس"، مبينًا أن قطاع غزة يعاني من أزمات إنسانية وأزمات اقتصادية وأزمات سياسية.

وتحدث ميلادينوف عن الدور المصري في تحقيق المصالحة بقوله:" المصريون يعملون بشكل متواصل لحل المشكلات التي يواجهها الفلسطينيون، خاصة خلال الـ24 ساعة الأخيرة" مبينًا أن مصر تمثل المجتمع الدولي في جهودها لتحقيق المصالحة.

أما حديثه عن مشاكل الأونروا المالية، فأوضح خلاله أن الأمم المتحدة تواصل العمل بتقارب أكثر من زملائهم في الأونروا، الذين يعانون من مشاكل اقتصادية.

وبين أن الأمم المتحدة لن تغادر قطاع غزة، بل ستزيد من تواجدها لتكون أكثر تأثيرًا وقوة في تزويد الفلسطينيين بالمساعدات، مؤكدًا أن قيادة الاونروا تقوم بكل ما عليها من أجل حل مشاكلها المالية، حتى تقدم خدماتها المختلفة في كافة أماكن تواجدها.

 

المصدر : الوطنية