يتخوف مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ماتياس شمالي، من دخول المنطقة العربية في حالة من الفوضى في حال توقفت الوكالة عن تقديم خدماتها، داعيًا المجتمع الدولي لعدم السماح إلى الوصول إلى هذه المرحلة من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

وأكد شمالي في حوار صحفي لقناة "الغد" اليوم الخميس، أن الوضع في قطاع غزة يختلف عن الوضع في مناطق عمليات "الأونروا" الخمسة، في وقت تدعم المنظمة الدولية 70% من سكان قطاع غزة، مضيفًا "إذا لم نستطع في أسوا السيناريوهات، افتتاح العام الدراسي في موعده المحدد، وتوفير التمويل الكافي لتوزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة فإن البديل بالتأكيد سيكون فوضى عارمة".

وقال إن العجز المالي للـ"الأونروا" تحت الصفر، لأن العجز من العام الماضي بلغ قيمة 146 مليون دولار، ليصبح العجز الحالي 446 مليونًا، مشيراً إلى أن التعهدات التي أعلنت عنها بعض الدول مقارنة بعجز "الأونروا" هو مبلغ ليس كبير.

وتابع "بدأنا العام الجديد بفقدان 300 مليون دولار من الحكومة الأمريكية، إلى جانب 146 مليون دولار عجزًا محمولاً من العام السابق، وهو ما يعنى أننا بدأنا هذا العام بعجز يقدر 446 مليون دولار".

وأعرب شمالي عن قلقه من عدم القدرة لتوفير الدعم اللازم للمساعدات الغذائية في دورتها الرابعة، وهو قلق يمتد حول إمكانية افتتاح العام الدراسي في موعده المحدد.

وكشف أن بعض التعهدات التي أعلن عنها في مؤتمر نيويورك الأخير للمانحين سبق الإعلان عنها في مؤتمر روما، قائلًا "الأموال والتعهدات التي يدور الحديث عنها من قبل بعض الأطراف العربية والدولية، تتوزع على النحو التالي: 50 مليونا من قطر والسعودية والإمارات، و10 ملايين من تركيا، تم التعهد بها في شهر مارس في مؤتمر روما، وتم تسلمها بالفعل وبالتالي هي ليست أموالاً جديدة، ولكن قامت هذه الدول بالإعلان عنها مرة أخرى في مؤتمر نيويورك".

وأضاف أن تعهدات مؤتمر نيويورك بعد استقطاع التعهدات من قبل قطر والإمارات والسعودية وتركيا والتي تم الإعلان عنها في مؤتمر روما، لا ترتقي إلى مستوى التخفيف من حدة العجز الذي سيبقى موجود.

وأكد أن "الأونروا" لن تتوقف عن تقديم خدماتها، ولن تقوم بتسليم خدماتها ومهامها لأي أطراف أخرى، مشدداً على أن من يقرر في هذا الشأن ليس "الأونروا"، وإنما الجمعية العمومية والدول الأعضاء.

وتساءل شمالي عن حجم الأموال التي يمكن الوصول إليها عبر المؤتمرات التي تعقد وإذا ما كانت هذه الأموال تمكن من الاستمرار في تقديم جميع الخدمات التي تقوم بتقديمها للاجئين الفلسطينيين والاستمرار في تقديم الخدمات.

وأشار إلى أن هناك عددًا من الدول التي تعتقد أنه إذا ما تم وقف الدعم للـ"الأونروا" فإن ذلك سيؤدي إلى إنهاء قضية اللاجئين، مضيفاً أن دعم "الأونروا" ليس له علاقة بوقف قضية اللاجئين أو إبقائها.

وأوضح أن هذا الدعم يعني أن يستمر تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، طالما وأن قضية اللاجئين لم تجد لها حلاً عادلاً وشاملاً.

وشدد على أن البديل عن "الأونروا" يكمن في إيجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين، مضيفاً أن الوكالة الأممية أنشأت بقرار من الجمعية العمومية وبتصويت من جميع الأعضاء، بأن تقوم بتزويد الخدمات للاجئين الفلسطينيين لحين حصولهم على حل عادل وشامل، ولذا فهي باقية تطبيقاً للقرار الذي أنشأت من أجله.

 

المصدر : الوطنية