يُحيي الشعب الفلسطيني اليوم الجمعة، الذكرى 42 ليوم الأرض في كافة محافظات الوطن وفي مخيمات الشتات.

وانطلق الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني بمسيرات جماهيرية غاضبة في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات الشتات للمطالبة بحقوقهم المسلوبة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يزيد عن 60 عامًا.

قطاع غزة    

وفي قطاع غزة استشهد 15 مواطنًا منذ ساعات الصباح، برصاص قوات الاحتلال وأصيب أكثر من 1416 مواطنًا بالرصاص الحي والاختناق في المواجهات المندلعة على خطوط التماس الحدودية شرق قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة مساء اليوم الجمعة على لسان الناطق باسمها أشرف القدرة، عن استشهاد 15 موطنًا وهم محمد كمال النجار "25 عامًا"، ووحيد نصر الله ابو سمور، وأمين أبو معمر ومحمد ابو عمرو، وأحمد ابراهيم عودة "16عامًا" وجهاد فرينه "33 عامًا" ومحمود سعدي رحمي و ابراهيم صلاح أبو شعر "22 عامًا" وعبد الفتاح بهجت عبد النبي "18 عامًا" وعبد القادر مرضي الحواجري " ٤٢ عامًا"، وساري وليد ابو عودة، وحمدان اسماعيل أبو عمشة و"جهاد زهير أبو جاموس 30 عامًا" وبادر الصباغ" وناجي عبدالله أبو حجير".

شمال الضفة

وفي مدينة نابلس أصيب عديد من المواطنين خلال مواجهات جرت في قرى قصرة وكفر قليل وبيتا جنوب محافظة نابلس، اليوم الجمعة.

وقالت مصادر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقم الجمعية قدمت العلاج لأربعة وعشرين مصابا بالاختناق نتيجة استنشاق بالغاز المسيل للدموع، و3 مصابين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و3 مصابين نتيجة السقوط، خلال قمع مسيرة قرية قصرة في الأراضي المهددة بالمصادرة.

وكانت قوات الاحتلال قمعت مسيرات في قريتي كفر قليل وبيتا جنوب نابلس، وأطلقت قنابل الغاز تجاه المواطنين ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بالاختناق.

أما في مدينة قلقيلية اندلعت مواجهات عنيفة في قرية كفر قدوم شرق المحافظة، وذلك عقب انطلاق المسيرة الأسبوعية السلمية في القرية، في الذكرى الـ 42 ليوم الأرض، وتنديدا بإعلان ترمب القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وللمطالبة بفتح الشارع الرئيسي للقرية المغلق منذ العام 2003.

وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية عند مدخل القرية، ونصب كمائن بين أشجار الزيتون في محاولة لاعتقال الشبان.

وفي العاصمة القدس، أدى عشرات الآلاف من المواطنين صلاة اليوم الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، بعد أن أعلنت القوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات المقدسية النفير العام، لمنع الاحتلال من تنظيم مهرجان تهويدي ضخم بمنطقة القصور الأموية الملاصقة بجدار المسجد الأقصى الجنوبي، للتدريب على ذبح قرابين "البيسح" العبري.

ومنذ الصباح الباكر دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية إضافية من عناصر وحداته الخاصة ومن قوات ما تسمى "حرس الحدود" إلى وسط مدينة القدس، وتحديداً في الشوارع والأحياء المتاخمة لسور القدس التاريخي، لمنع إقامة أي فعاليات في ذكرى يوم الأرض.

رام الله والبيرة

وفي رام الله والبيرة أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق نتيجة قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة في قرية المزرعة الغربية شمال غرب رام الله، لمناسبة ذكرى يوم الأرض، وتنديدا بإعلان ترمب.

وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المواطنين، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق.

وعند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، قمعت قوات الاحتلال مسيرة سليمة خرجت عقب صلاة الجمعة، لإحياء ذكرى يوم الأرض وتعبيرا عن رفضهم وغضبهم من إعلان ترمب بشأن القدس المحتلة.

وأطلق الاحتلال الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع اتجاه المشاركين، ما أدى لإصابة عدد من الشبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، كما أقدمت قوات الاحتلال على رش المواطنين والشوارع والمركبات بالمياه العادمة.

وفي قرية بدرس غرب رام الله، أصيب شابان برصاص "التوتو"، إضافة إلى العشرات بحالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات التي اندلعت بين جيش الاحتلال وأهالي القرية، التي حولت إلى ثكنة عسكرية.

ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة في القرية، وتمركز القناصة على أسطح المنازل، بهدف قمع التظاهرة التي ينظمها أهالي القرية للجمعة الـ13 على التوالي رفضا لإعلان ترمب، وإحياء لذكرى يوم الأرض الخالد.

جنوب الضفة

وشارك عشرات المواطنين، ونشطاء مقاومة الجدار والاستيطان، اليوم الجمعة، في مسيرة سلمية خرجت في قرية الولجة غرب بيت لحم، في ذكرى يوم الأرض الخالد.

وانطلقت المسيرة التي شارك فيها نشطاء أجانب، ودعت إليها ائتلاف شبابي بيت لحم الولجة، من أمام المدخل الرئيس للقرية، وصولا إلى جبل "رويسات" جنوب غرب القرية، والمهدد بالاستيلاء عليه لأغراض استيطانية، ورفعوا الأعلام الفلسطينية واليافطات التي كتب عليها عبارات تؤكد التمسك بالأرض وعدم التفريط بها.

الخليل

وفي مدينة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال شابين أثناء محاولتهما الدخول إلى الحرم الإبراهيمي الشريف لأداء صلاة الجمعة.

كما اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال، في محيط شارع الشهداء، استخدم خلالها الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المشاركين، الذين توجهوا للاعتصام أمام مبنى الزعتري الذي استولى عليه المستوطنون.

وكثفت قوات الاحتلال من تواجدها في محيط الحرام الإبراهيمي، وأعاقت أداء المواطنين صلاة الجمعة، ودققت في بطاقاتهم الشخصية، كما اعتدت على الطواقم الصحفية ومنعتهم من التغطية.

أراضي الداخل المحتل

وفي مدينة سخنين داخل أراضي عام 1948، انطلقت مسيرة حاشدة شارك بها المئات من أبناء المدينة، إحياء لذكرى يوم الأرض الخالد.

وجابت المسيرة شوارع مدينة سخنين، ورفع خلالها المشاركون العلم الفلسطيني، مرددين الهتافات والشعارات الداعية للتمسك بالأرض، والتحمت المسيرة بمسيرات أخرى مشابهة انطلقت من قرى دير حنا وعرابة البطوف، تخليدا لذكرى الشهداء.

كما نظم الأهالي وعائلات الشهداء في سخنين زيارة للنصب التذكاري للشهداء الذين ارتقوا في يوم الأرض، ووضعوا إكليلا من الزهور عليه، فيما نصب الأهالي خيمة لإقامة الفعاليات والعروض المسرحية والتمثيلية التي تعكس المحطات التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية، بدءا من النكبة والنكسة والانتفاضتين.

يشار إلى أنه في مثل هذا اليوم من آذار 1976 انتفض أبناء شعبنا بأراضي 1948، في هبّة جماهيرية ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، وتمخض عنها ذكرى تاريخية سميت بـ"يوم الأرض".

وانطلقت أحداث هذا اليوم، بعد استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، وقد عم إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.

كان الرد الإسرائيلي عسكريا شديدا على هبة "يوم الأرض"، باعتبارها أول تحدٍ، ولأول مرة بعد احتلال الأرض الفلسطينية عام 1948، حيث دخلت قوات معززة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات، والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية، وأعادت احتلالها، موقعة شهداء، وجرحى بين صفوف المدنيين العزل، فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص، 4 منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة.

ورغم مطالبة فلسطينيي 48 إسرائيل إقامة لجنة للتحقيق في قيام الجيش، والشرطة بقتل مواطنين عُزَّل يحملون الجنسية الإسرائيلية، إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التام، بادعاء أن الجيش واجه قوى معادية.

ImageImageImageImageImageImageImageImageImageImageImage

المصدر : الوطنية