قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إنه لا يريد مواطنين فلسطينيين في "إسرائيل"، و"يجب أن لا يكون لديهم قدرة على تشكيل أي خطر أمني علينا"، رداً إذا كان يدعم حل الدولتين أم الدولة الواحدة.

وأضاف نتنياهو في كلمة ألقاها بمنتدى  الاقتصادي بواشنطن اليوم الأربعاء:" لا نريد الفلسطينيين كمواطنين في إسرائيل، ويجب أن تكون لديهم القدرات على حكم أنفسهم، ولكن ليس القدرات التي تشكل خطرا أمنيا علينا".

واعتقد أن غالبية الإسرائيليين يفضلون وضعاً يسمح لهم بالانفصال عن الفلسطينيين، مؤكداً أن الناس يريدون ذلك. لا أريد أن يحصل الفلسطينيون على جنسية إسرائيلية ولا أريد أن يصبحوا مواطنين إسرائيليين".

وتابع بالقول:"  أريد حلاً يمنحهم كافة الصلاحيات التي يحتاجونها لتحقيق حكم ذاتي بدلاً من الصلاحيات التي ستهدد علينا. بمعنى أنه مهما كان الحل الذي سيتم إيجاده، فإن المنطقة الواقعة غربي الأردن، والتي تشمل المناطق الفلسطينية، ستخضع لسيطرة إسرائيل من الناحية العسكرية. أي أن إسرائيل هي التي ستتولى المسؤولية الشاملة عن الشؤون الأمني".

وقدم أمثلة للحضور، قائلاً:" عندما تدخلون إسرائيل جواً وتصلون إلى مطار بن غوريون إنكم تجتازون البحر الأبيض المتوسط قبل الهبوط في بن غوريون مما يستغرق حوالي 45 ثانية. إن مطار بن غوريون يبعد عن الضفة الغربية بمسافة 10 ثوانٍ. وبالتالي فمن البديهي أنه لو افترضنا أن المجال الجوي الإسرائيلي ينتهي هناك، أي في مطار غوريون، يعني ذلك أننا أموات. إننا بحاجة إلى مجال جوي أوسع يشمل المنطقة الفلسطينية".

وأوضح أن ما ينطبق "جواً ينطبق كذلك على ما يجري على الأرض وكما يتضح على وقع الأنفاق الإرهابية تحت الأرض أيضاً. فيجب أن تملك إسرائيل المسؤولية الشاملة عن المنطقة الواقعة غربي نهر الأردن. هل يمكن لهذا أن يصمد بالتزامن مع السيادة الكاملة؟ لا أعرف ولكننا نحتاج ذلك لنعيش. ففي هذه المنطقة، أي الشرق الأوسط، المليئة بالدول الفاشلة والدول التي شهدت الانهيار، من الأهمية بمكان أن تشكل إسرائيل تلك السلطة المسؤولة عن الأمن، وإلا فسينهار الجميع وسينهار الفلسطينيون أيضاً"، كما قال نتنياهو.

وادعى أن "كل منطقة تركناها عسكرياً، دخلها الإسلام المتطرف ليملأ الفراغ. فبمجرد خروجنا من لبنان دخلتها إيران بواسطة حزب الله، أما خروجنا من غزة فتبعه مباشرةً دخول إيران بواسطة حماس. ولو تركنا الضفة الغربية عسكرياً أو معظم تلك المنطقة كما يطرح البعض من خلال خطط السلام المختلفة، فسنواجه إما دخول حماس التي تمثل إيران أو دخول داعش – وذلك سيعدّ بمثابة كارثة للسلام".

وتابع:" أن غالبية الناس كانوا سيوافقون على اتفاقية من النوع الذي تتحدث عنه لو اعتقدوا بأن الفلسطينيين معنيون بدولة إلى جانب إسرائيل إلا أنهم باتوا مقتنعين أكثر فأكثر بأن الفلسطينيين يريدون الدولة التي تحل محل إسرائيل. إن ذلك ليس بسلام حقيقي. إننا معنيون بسلام حقيقي دون السلام المزيّف".

وبحسب نتنياهو، فإنه بدأ يلوح في الأفق بصيص أمل جديد لم أشاهد مثله قط وهو لا يتعلق بالفلسطينيين وإنما بالعالم العربي. حيث أنه نظراً لتصاعد الخطر الإيراني المتزايد باستمرار، أعتقد بأن كل الدول العربية تقريباً لم تعد تعتبر إسرائيل عدواً بل حليفاً محورياً في التصدي للإسلام المتطرف، الذي يصدر في المقام الأول عن داعش، حيث تمكنت إسرائيل بفضل قدراتنا الاستخباراتية الممتازة من إحباط العشرات من الهجمات الخطيرة التي خطط داعش لارتكابها، بما في ذلك إسقاط طائرات مملوكة لشركات طيران رئيسية والذي أحبطناه. لقد شاركنا ذلك مع أمريكا بطبيعة الحال وكذلك مع العشرات من الدول غيرها ومع العرب. أما الأمر الثاني الذي يلاحظه العرب أننا موحدون في السعي لصد أكبر نظام إسلامي متطرف ألا هو إيران".

وأردف بالقول:" هكذا أصبحت النقمة نعمة، بحيث تتمثل تلك النعمة بالعلاقات الاستثنائية التي تربطنا وأعتقد بأنه في نهاية المطاف ربما سنستطيع تغيير الوضع. لا أعتقد بأن ذلك سيحدث الآن، ولكنني لا أستبعد احتمال حصول ذلك لاحقاً".

وقال نتنياهو:" لقد تعودنا في الماضي على الافتراض بأن صناعة السلام مع الفلسطينيين ستؤدي إلى تطبيع العلاقات مع العالم العربي، إلا أنني أعتقد بأن العكس قد يكون صحيحاً، فتطبيع العلاقات مع العالم العربي من شأنه أن يُحدث تغييراً على الموقف الفلسطيني".

وحول أزمة ائتلاف حكومته، أوضح أنه في حال عدم إيجاد حل للأزمة في أعقاب "قانون التجنيد"، فسوف يتم تقديم موعد الانتخابات.

وتابع نتنياهو:" إذا لم يوافق رؤساء الائتلاف على حل، سيكون هناك انتخابات".

ونفى نتنياهو أن تكون التحقيقات قد أثرت على مواصلة أدائه لمهام منصبه.

وعن علاقته بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية إن هناك خلافات أقل بينه وبين ترمب مقارنة بأوباما"، مؤكداً أنه لا يوجد خلافات بينهما.

المصدر : الوطنية