مرت الأيام سريعاً منذ لحظة الإعلان عن دخول شركة "الوطنية موبايل" لسوق عمل قطاع الإتصالات في قطاع غزة في الربع الأول من العام الحالي، حين أعلن المدير التنفيذي للشركة ضرغام مرعي أن 2017 سيشهد بزوغ شمس الشركة في غزة.

ومنذ ذلك الوقت ومئات الآلاف من سكان قطاع غزة ينتظرون الموعد الذي ستحتضن فيه أياديهم البطاقات الحمراء "شرائح الوطنية موبايل" ليضعوها في أجهزتهم الخلوية والتمتع بخدماتها المختلفة والمتنوعة.

"الشركة الحمراء" فتحت باب الدخول إلى قطاع غزة، عن طريق رعايتها لدوري كرة القدم في الأراضي الفلسطينية، وهذا الأمر سجل على أنه أولى خطوات وجود الشركة في قطاع غزة من خلال اليافطات التي علقت في الملاعب، والشعارات التي طبعت على قمصان اللاعبين، واللوحات التي حملها المشجعون في المدرجات، ليتساءل الكثيرون وقتها هل ستكون هذه بداية أعمال الشركة في غزة؟.

تقلبت الأيام كما يتقلب موج البحر، ومع هذه التقلبات إزدادت التساؤلات لدى المواطن "متى ستبدأ العمل بغزة؟، متى سنستفيد من خدماتها أسوةً بالضفة؟، متى سنرتاح من تفرد "جوال"؟ .. متى ومتى ومتى ؟!

مع دخول الربع الأول من عام 2017، وقعت هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي اتفاقية تتعلق بالعديد من الجوانب المتعلقة بالشؤون المدنية والاقتصادية من بينها السماح لشركة "الوطنية موبايل" من العمل في قطاع غزة بعد الإفراج عن معداتها التي كانت محتجزة منذ سنوات، لتكون هذه الخطوة بمثابة "الأوكسجين" الذي منح الشركة الحياة من جديد بعد حالة إنعاش مرت بها في السنوات الأخيرة.

بدء توريد المعدات إلى غزة، وباشرت الشركة بموظفيها المحدودين العمل على بناء ما وصفوه بأحدث شبكة اتصالات في الأراضي الفلسطينية، ومرت الأيام بسرعة حتى وصلنا إلى الربع الأخير من العام الجاري وتحديداً اكتوبر حيث أعلنت الشركة عن إطلاق أعمالها رسمياً في القطاع.

شوارع قطاع غزة التي كانت تشهد لوحات إعلانية وتسويقية باللون الأخضر "جوال"، بدأت باستقبال اللوحات الإعلانية للشركة المنافسة والتي ملأت أعمدة الطرقات، وميادين المحافظات، حتى وصل بها الأمر للتواجد على رمال شاطئ البحر من خلال يافطات كبيرة على "أبراج المنقذين".

سوق الاتصالات في غزة والذي كانت شركة "جوال" منفردة به لسنوات طويلة، بات اليوم ثنائي التنافس بعد اقتحام الضيف الثقيل "الوطنية موبايل".

هل تتحول أمنيات "المشتاقين" لحقيقة؟!

تطلعات المواطنين وأمنياتهم بتواجد شركة تنافس جوال، وتقدم لهم الخدمات التي افتقروا لها في السنوات الماضية "أسعار مناسبة، خدمات تلبي حاجاتهم"، تحققت على أرض الواقع في غزة، في انتظار أن تتحول هذه الأمنيات إلى حقائق واقعية في الوقت المقبل.

وعقب هذا الانتظار الذي امتد لسنوات، وتوعد المواطنين في غزة بالقول "في أول يوم حتنزل فيه الوطنية حسكر شريحة جوال"، هل ستكون الشركة عند حسن ظن المواطن بها، وتقدما له خدمات افتقدها وتتوق للتمتع بها، أم ستحبط أمال وطموحات"المشتاقين".

السابعة مساءً، من تاريخ الثالث والعشرين من أكتوبر، "الوطنية موبايل" والتي أخذت من جملة "الكبير وصل" شعاراً لها، ستعلن عن إطلاق خدماتها في القطاع رسمياً من خلال حفل يحتاج إلى زخم إعلامي وتواجد من النخبة السياسية والاقتصادية ورجال الأعمال ومالؤسسات المعنية، خصوصاً أنه في قطاع غزة أصغر بقعة جغرافية على وجه الأرض لأنها الأكثر جذباً للأضواء بالوقت الراهن.

مجلس إدارة "الوطنية موبايل" في الضفة كان أول الواصلين للقطاع للمشاركة في الحفل المنشود، تلاه وفد من صندوق الاستثمار الفلسطيني الذي يعد شريكاً للشركة في الأراضي الفلسطينية، قبل أن يصل وفد قطري رفيع يمثل الشركة الأم "ooredoo" وهي الشركة الحاضنة والمؤسسة.

المصدر : الوطنية – تامر عليان