أنهى القاضي العشائري "المَنشد" الخاص بقضية قتل المغدورة نيفين العواودة من مدينة دورا قضاء الخليل، تفاصيل "الدية" المقرر دفعها من عائلة الجاني.

وكانت المهندسة العواودة قتلت قبل عدة أشهر على يد سائق أجرة ببلدة بيرزيت شمال رام الله، قبل أن تكشف النيابة التفاصيل الكاملة للجريمة.

وقال القاضي إن "المَنشد" يقام عادة من أجل الحرائر وانصافهم بعد موتهم، ولبشاعة الحدث واعتراف القاتل استوجب عمله، مبيناً ان هذا "المَنشد" إجتمع فيه أربعة أمور، وهي: "العرض والدم والوجه والبيت".

وبين القاضي أنه كان من المفترض أن يقام ثلاثة مناشد وليس واحداً فقط، لكنه أعفى عائلة القاتل باثنين واكتفى بواحد، مؤكداً أنه لا ثأر في هذه القضية بعد اليوم، ومن يقوم بعكس هذا يتحمل كامل المسؤولية.

وقسم القاضي الجزاء الذي فرضه على عائلة الجاني، إلى عدة أجزاء كلاً منها مختلف عن الأخر، حيث جاء على النحو التالي:

1.المراقبة والتخطيط : 20 الف دينار.

2. إصراره على تنفيذ الجريمة و لم يتراجع بحضوره لبيتها وإغرائها للذهاب معه للحديث عن مشكلة خاصة بها: 30 الف دينار.

3. خطفها لمكان خالي وهي بحرمة سيارة اجرة: قطع يده ولغياب الدولة الاسلامية قدره بـ 40 الف دينار.

4. القتل العمد بالطريقة البشعة: 4 ديات ( كل دية 100 ناقة) وبما انه لا يوجد نوق في فلسطين/ تقدر عادة هذه الدية بالذهب و تعادل 17 كيلو من الذهب الخالص (سبائك ذهبية).

5. نقل الجثة الى بيتها وليس الى المشفى: 100 ناقة سوداء.

6. حملها للطابق السادس ولم يثنيه عدد الدرجات: عن كل طابق 10 الاف دينار بالاضافة الى 20 ناقة سوداء.

7. اخفاء الجريمة وسلبه اغراض المغدورة الخاصة: 50 ناقة سوداء بالاضافة الى 20 الف دينار.

8. العودة للشقة والقاء الجثة الى الارض: 60 الف دينار بالاضافة الى 20 ناقة سوداء.

9. التشهير بالصحف والاعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي: 30 ناقة سوداء.

10. الاعتراف بالاجهزة الامنية: 100 ناقة بيضاء.

وقرر قاضي "المنشد" دفع 100 الف دينار بسبب الكشف عن الجثة وتشريحها في فلسطين والداخل المحتل، بالاضافة الى 55 الف ديناراً عن ترك العطوة، واحتسب كل يوم من يوم مقتلها ليوم اخذ العطوة بالف دينار، وقدر مخاسر أهل المغدورة بالبحث والتحري عن ابنتهم، ومن ثم ملاحقة الجاني بـ 50 الف دينار.

وطالب القاضي بـ لف بيت أهل المغدورة بالقماش الابيض من الاربع جهات، بدءا من اليوم، وتربط ناقة بيضاء امام البيت، وتبقى على هذا الحال حتى انتهاء مراسم الجهات والطيب ومن ثم تكون ملكا لهم.

وبالنسبة للجاني، حكم قاضي المنشد بمنعه لباس العقال (الذي يرمز للشرف) طيلة عمره، وعدم مرافقته من قبل اي شخص كان، ولا تقبل له شهادة في المحاكم ويُنفى من مكان الجريمة 3 محافظات، وان كان يقضي حكما في السجن اعتبار السجن منفى، وفي حال لم يقضي حكما بالسجن النفي لمدة 15 عاماً.

وطالب القاضي بتوجه جاهة لأهل المغدورة ومعهم جميع مكالف جاهة المنشد يتقدمها شيخ من سلالة شيوخ، و برفقتهم خادم قهوة وخادم يقدم لهم طعام، وطاهي يطهو لهم الطعام و 20 خروفا، وتتقدمهم راية بيضاء وفي آخر الجاهة راية اخرى، وفي مكان استقبال الجاهة، تعلق اربع رايات بيضاء بكل زاوية واحدة.

وختم القاضي المنشد قوله "ان هذا المنشد أقيم لصون كرامة المغدورة وكرامة أهلها، فدم المسلم على المسلم حرام، علّه يكون درسا لكل من تسول له نفسه الاعتداء على عرض ودم المسلمين".

وأضاف، بسبب الغموض ببعض الامور الخاصة بقضية قتل المغدورة العواودة وعدم وجود الضحية وعدم قناعته بأن الفاعل شخص واحد، اعطى مهلة إن كان هناك شريك في الجريمة 14 يوماً ليعترف خلال الفترة المحددة ليكون شريكا للقاتل في هذا "المَنشد" ويسري ما عليه فيه دون زيادة او نقصان، اما ان ثبت ان هناك شركاء آخرين ولم يعترفوا خلال الفترة المحددة سيعاملون معاملة القاتل الجديد، ويتم عمل "مَنشد" جديد لهم.

وأشار قاضي "المَنشد" إلى انه رغم كل ما ذكر يبقى باب الجاه والوجه مفتوحا بين العائلتين، وحسب العرف والعادات خصم القاضي ثلث المبلغ المطلوب عدا الاربع ديات لا فصال فيها ولا مسامحة.

يذكر ان قاضي المنشد ثمّن الناقة السوداء لعدم وجودها في بلادنا بـ أربعة الاف دينار، والناقة البيضاء بـ 3 آلاف دينار.

المصدر : الوطنية