يحيي الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات اليوم الاثنين الذكرى السنوية الـ69 للنكبة التي حلت بهم عام 1948.

ومن المقرر أن تنظم مدن الضفة والشتات وغزة عدة فعاليات ومسيرات حاشدة، حيث الفصائل الفلسطينية كافة أبناء الشعب إلى المشاركة في المسيرات الغاضبة لإحياء ذكرى النكبة ولتأكيد على حق العودة إلى الأراضي التي استولت عليها العصابات الصهيونية عام 1948 وأقامت عليها دولة "إسرائيل".

وتأتي هذه الذكرى في وضع فلسطيني لا يحسد عليه في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني المستمر لأكثر من 10 سنوات، بالإضافة إلى اضراب الأسرى في سجون الاحتلال لليوم 29على التوالي.

وأسفرت النكبة عن تشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.

وتعتبر النكبة من أكبر المآسي التي حلت في شعب بكامله، حيث قامت العصابات الصهيونية بتشريد عدد كبير من سكان فلسطين خارج ديارهم، إضافة إلى هدم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية.

ويأتي ذلك بناءً على "وعد بلفور" الذي أعطاه البريطاني آرثر جيمس بلفور مؤكدًا فيه تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين كونهم قوة سياسية مؤثرة وفاعلة لها أجنحتها في الدول القوية.

ومنذ انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين والدول العربية، بدأ الهجوم على القرى والبلدات الفلسطينية من قبل عصابات صهيونية وفرق بريطانية مساعدة لاحتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية.

 

حيث هجر أكثر من 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين ومع حلول عام 1950وصل العدد إلى أكثر 4.7 مليون لاجئ وبقي العدد يزداد حتى وصل إلى أكثر من 13 مليون فلسطيني تم تهجيرهم إلى الدول العربية وغزة والضفة الغربية.

وهدم أكثر من 500 قرية ودمرت المدن الفلسطينية الرئيسية وتم تحويلها إلى مدن يهودية، وطردت معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب في محاولة لتدمير الهوية الفلسطينية.

ومحيت الأسماء الجغرافية العربية للقرى وتم تبديلها بأسماء عبرية، حيث دمرت الميليشيات الصهيونية طبيعة البلاد الفلسطينية العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد خاص بها لنشر مخططهم بأحقيتهم بأرض فلسطين.

بالرغم من أن السياسيين اختاروا 1948/5/15 لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية، إلا أن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك بعامين تقريبًا، عندها هاجمت العصابات القرى والمدن الفلسطينية لدب الذعر في سكان المناطق المجاورة وتسهيل التهجير لاحقًا.

وما يزال الشعب الفلسطيني حتى هذا اليوم محافظًا على ثوابته وحقوقه الأصيلة في أرضه، والتي أخذها "بلفور" عنوة لشعب بلا أرض كان مشتتًا في شتى أصقاع الدنيا ولم شمله وصنع له هوية مزيفة على أرض وعلى حساب شعبها.

المصدر : الوطنية