تدور في الأوساط الشعبية وربما الرسمية تساؤلات كثيرة حول الشخصية التي ستخلف الرئيس محمود عباس في أعلى منصب سياسي فلسطيني، بحيث تكون قادرة على إنهاء الأزمات الاقتصادية والسياسية، وتستطيع إعادة القضية الفلسطينية لواجهة الاهتمام الدولي.

 ومن بين الأسماء المتداولة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وعضو اللجنة المركزية لفتح الأسير مروان البرغوثي، وأمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، والنائب محمد دحلان الذي قد يكون أكثرهم حظًا.

وأظهر استطلاع للمواطنين والنخب أجرته الوطنية أن دحلان الذي ارتفعت أسهمه في الآونة الأخيرة هو الأوفر حظاً لخلافة الرئيس نظراً لشبكة علاقاته القوية العربية والدولية، وخاصة مع جمهورية مصر العربية، والإمارات العربية المتحدة، وخلفيته الاقتصادية الواسعة التي قد تكون الحل أمام الأزمات التي تواجه فلسطين على الصعيد الاقتصادي.

وتأتي هذه التوقعات بعد تأكيد دحلان عدم نيته الترشح للرئاسة حال عقد الانتخابات، ودعمه للقيادي في فتح الأسير مروان البرغوثي.

واشتدت في الفترة الأخيرة حدة الخلاف بين دحلان والرئيس عباس، حيث تبادلا الاتهامات، وهاجما بعضهم البعض في أكثر من مناسبة حول المفاوضات واتفاقية أوسلو والتنسيق الأمني.

كما اشتد الخلاف بعد عقد مؤتمر فتح السابع نهاية عام 2016، حيث اعتبر دحلان أن المؤتمر استثنى العديد من قيادات فتح بسبب خلاف سياسي، واشتمل فقط القيادات التي "تتبع الرئيس رغم أخطائه".

ويؤكد مراقبون أن دحلان يمتلك قاعدة جماهرية كبير في قطاع غزة، بسبب مشاريعه لذوي الشهداء والجرحى، ومشاريع الزواج الجماعي التي تنظمها زوجته جليلة دحلان بشكل دوري، فضلًا على أن انطلاقته في العمل السياسي مع الرئيس الراحل عرفات وعباس كانت مع غزة.

وكان دحلان أكد في أكثر من مناسبة دورًا كبيرًا في فتح معبر رفح، وتخفيف حدة أزمة الإغلاق التي تؤثر بشكل أساسي على المرضى والحالات الإنسانية والطلبة.

وخرجت في قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة أكثر من مسيرة تدعم النائب دحلان، وتثمن جهوده رغم قلة ظهوره إعلاميًا وغيابه عن غزة والضفة الغربية منذ سنوات، حتى وصل الأمر إلى رفع صورة له من قبل عناصره كتب عليها "فخامة الرئيس محمد دحلان".

ويقول الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله إن دحلان يمتلك من المؤهلات تؤهله أن يكون رئيس، كما يمتلك كاريزما وحضور شعبي قوي وله علاقات دولية واسعة

وذكر أن الرئيس عباس كان مرفوضًا من حركة فتح قبل انتخابه، وكان عليه اتهامات وجدل كبير، ونسبة تأييده ضعيفة جدًا، وبعد ذلك أصبح الرئيس الفلسطيني.

وشدد على أنه ليس هناك مقياس يمكن القياس عليه، فالساحة الفلسطينية تحتمل المفاجئات ليس ككل دول العالم.

بدوره، أوضح الكاتب ذو الفقار سويرجو أن دحلان له هالة توفر له الحظ أن يكون أحد المرشحين في المستقبل، كما أنه يمتلك شبكة علاقات عربية ودولية قوية، ويقدر أن يحمل المشروع الفلسطيني بطريقة لا يستطيع أحد غيره فعلها.

وقال : " أتقاطع معه أنا شخصياً أو لا أتقاطع لكني أقرأ الوقائع والمعطيات في الساحة الفلسطينية ".

المصدر : خاص الوطنية