أكد عضو المجلس الثوريّ لحركة "فتح" والمجلس الوطنيّ الفلسطينيّ عبد الحكيم عوض أن التيّار الإصلاحي بدأ يضع معالم خارطة طريق لاسترداد الحركة ، واستنهاضها من أجل مواجهة التحدّيات، واستعادة مكانتها النضاليّة وردّ الاعتبار لها.

وقال عوض خلال لقاء مع موقع "المونيتور" الخطوة الأولى هي الدعوة إلى اجتماع تشاوريّ يضمّ مئات من القادة والكوادر، الذين استثناهم وهمّشهم الرئيس عبّاس في مؤتمره، للتباحث في وسائل إنقاذ الحركة".

وأضاف "هناك أكثر من مكان مرشّح لانعقاد الإجتماع فيه، لكن ربّما الأكثر احتماليّة أن يُعقد في القاهرة خلال النصف الأوّل من عام 2017".

وتابع " لا يمكن أن نفكّر في أيّ حال بخطوات تؤثّر سلباً على ما تبقّى من قوة حركة "فتح"، التي تتعرّض يوميّاً إلى ضربات موجعة على يدّ مستهتر" حسب قوله.

وأوضح أن الاجتماع لن يكون في مثابة مؤتمر انشقاقيّ، إنّما تشاوريّ بين مجموعة كبيرة من القيادات لتدارس ما جرى في مؤتمر الرئيس عبّاس ومخرجاته، ثمّ البدء بمشوار استعادة "فتح".

وقال عوض "إنّ حركته توجّت خلال مؤتمرها العام السادس المنعقد في مدينة بيت لحم خلال عام 2009 الرئيس محمود عبّاس "ملكاً" على الحركة، غير أنّه أصبح أسيراً لمجموعة من القيادات التي أسرت إرادته، مشدّداً على أنّه لم ينجح سياسيّاً.

وأضاف " لكن بعد المؤتمر لم يبد واضحاً وجود نوايا لدى الرئيس عبّاس أو خطط أو وسائل لتنفيذ ذلك، وغرق في وحل الرغبات الشخصيّة التي انفصلت عن مصالح الشعب، بل أكثر من ذلك، فإنّ القواعد رأت تراجعاً مُخيفاً في الأداء على مستوى قيادة السلطة وإهمال الحركة التي تحوّلت إلى حزب السلطة، والنظام السياسيّ الفلسطينيّ إلى "شموليّ" من خلال استفراده بالحكم، وعطّل الحياة النيابيّة، وهذا ما كان يخشاه كلّ الفلسطينيّين.

وعبّر عوض عن تخوّفه من إمكانيّة وجود مشروع سياسيّ وراء عقد الرئيس عبّاس المؤتمر العام السابع لتطويع الحركة وتغيير مبادئها وأهدافها لإرضاء الاحتلال، وصولاً إلى صفقة سياسيّة مشبوهة.

وأضاف عوض "يحاول البعض وصف الخلاف القائم بين الرئيس محمود عبّاس ومحمّد دحلان بأنّه شخصيّ، ولكن باعتقادي إنّ سببه الاعتراض على سياسات الرئيس عبّاس، التي لم تؤدّ حتّى اللّحظة إلى النتائج المرجوّة على مستوى المشروع الوطنيّ وأهداف حركة "فتح" بتحرير الشعب الفلسطينيّ من ظلم الاحتلال".

وتابع "الخلاف كان أيضاً على السلوك السياسيّ إزاء النهج الذي اتّبعه الرئيس عبّاس أثناء حكمه، حيث حصر الخيارات النضاليّة وقزّمها في المفاوضات، والتي لم تجن إلاّ الفشل والإحباط".

وأوضح لقد تبلورت أفكار لإصلاح حركة فتح من قبل العديد من قيادات الحركة، تحديداً بعد المؤتمر السادس لـ"فتح"، الذي انعقد في عام 2009 بمدينة بيت لحم، وبعد أن لمس جمع من تلك القيادات جنوح الرئيس عبّاس سياسيّاً عن المبادئ والأهداف الحركيّة الفتحاويّة والوطنيّة".

المصدر : المونيتور