تتأرجح آمال وأحلام العديد من الشبان في قطاع غزة بإيجاد فرصة عمل ومصدر دخل دائم يوفر لهم القليل من الاستقرار والأمان، مع كل دورة تنهيها "أراجيح العيد" الترفيهية والتي تمثل مصدر دخلهم المؤقت.

ففي زوايا مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين نصب صقر أبو حمدة أرجوحة العيد الشهيرة بحلقتيها وعرباتها الأربع المتدلية، أمام منزله المتواضع بحاثًا عن مصدر رزق من خلال موسم الأراجيح الذي يتزامن مع الأعياد.

ويقضي صقر عيد الأضحى هذا العام بنهاره وليله واقفًا أمام الأرجوحة البسيطة، حيث يدفع حلقاتها لترفيه فئة من الأطفال الذين لا يعرفون ما قد يخبئ لهم المستقبل، ويتأمل ارتفاع وانخفاض العربات وكأنه يستنج منها أن الدنيا لا تقف على حال.

ويتعاون أشقاء صقر الأربعة مع بعضهم البعض ليقفوا لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارة، باذلين جهدًا جسديًا كبيرًا لتدوير الأرجوحة، وكأن لسان حالهم يقول "بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ" دون توفّر فرص عمل مناسبة، أو حتى إمكانية قضاء أيام العيد مع الأهل والأصدقاء.

وعلى أحد جوانب الأرجوحة، يستعد نصر الابن الأكبر لعائلة أبو حمدة والذي يبلغ من العمر (23 عامًا) والخريج من قسم الصحافة والإعلام، بأخذ دوره على دفع الأرجوحة، بعدما أجربته الظروف الاقتصادية الصعبة بالقبول بأجر قليل ليستطيع أن يعيش بكرامة ولسيد حاجة أهله.

أما الشقيق الثالث حسن، والذي انهي الثانوية العامة هذا العام ولم يستطع الالتحاق بالجامعة بسبب الظروف المادية السيئة، يصر على الوقوف بجانب أخوته للعمل، قائلًا "العيد يأتي مرتين بالسنة واحنا نكون بانتظاره لننصب المرجوحة كباب رزق لنا، رغم التعب والمرض يلي بصيبنا بعد الانتهاء من العيد".

رابع أخوة عائلة أبو حمدة هو محمد الذي يتمنى أن يأتي العيد القادم ويرى أحد أخوته موظفًا بإحدى الدوائر الحكومية براتب ثابت يدر لهم المال، وأن يكون حالهم تغير للأحسن وأن يتخلصون من نصب الأرجوحة في كل عيد.

ويتمنى محمد أن يشعر بفرحة وبهجة العيد مثل باقي الناس، وأن يستطيع زيارة أحبابه وأفراد عائلته، لكن "وضعنا ما بسمح، العيد ما له طعم ولا لون عنا".

وحال عائلة أبو حمدة لم يختلف عن أحوال بقية الأسر التي تقطن مخيم الشاطئ المكتظ بالسكان، التي اتخذت من العيد باب رزق في ظل الظروف المعيشة الصعبة الذي يعيشها المجتمع الفلسطيني.

المصدر :