أوصى محللون سياسيون ومختصون اليوم الخميس، بضرورة توظيف عنصرية الإعلام الغربي وازداوجية التعامل في الحرب الروسية الأوكرانية، من أجل خلق خطاب إعلامي فلسطيني يخدم القضية الفلسطينية، باستثمار كافة الأدوات والوسائل.

جاء ذلك، خلال ندوة إعلامية في مدينة غزة بعنوان "الحرب الروسية الأوكرانية تفضح عنصرية الإعلام الغربي اتجاه فلسطين" نظمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية

ودعا هؤلاء، إلى فضح ممارسات الاحتلال "الإسرائيلي" بخطاب إعلامي ورسمي للعرب والمسلمين والعالم أجمع ينصر القضية الفلسطينية، ويفضح ممارسات الاحتلال، ضمن خطة إعلامية موجهة ضد الاحتلال.

المحلل السياسي عامر عامر رأى أن انعكاسات التغطية المنحازة والعنصرية على حالة الصراع الصهيوني ستظهر في حال أي عدوان على قطاع غزة، وكيفية تعامل الإعلام الغربي، والتركيز على اللاجئين واستقبالهم والاهتمام بالموضوع.

ولفت إلى أن هذا المشهد سيؤثر مستقبلاً مع أي عدوان "إسرائيلي"، وسيكون هناك قيود "إسرائيلية" في استهداف المباني السكنية، مشيراً إلى اجتماع "إسرائيلي" برئاسة رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت حول تأثير الموضوع على حالة الصراع مستقبلاً في حال أقبلت "إسرائيل" على عدوان ضد غزة.

وتساءل عامر، بإمكانية هل يمكن لـ"إسرائيل" كما حدث في شهر مايو الماضي، أن تقصف برجاَ وتسويه بالأرض، فما الذي سيقوله الإعلام الغربي أمام العالم، مؤكداً أن التمييز والعنصرية جزء من الثقافة الغربية، ولفت إلى قضية التعامل مع اللاجئين والاختلاف في طريقة التعامل معهم بالاستقبال والحفاوة من الدول المجاورة، خلاف ما جرى مع السوريين.

واعتبر عامر أن من أبرز التأثيرات سيكون هناك قيود على كيان الاحتلال وسيفكر ملياً وأكثر من مرة في حال قرر أن يشن عدوان على غزة.

ودعا عامر، إلى ايجاد خطاب فلسطيني أقوى وأن نستحضر مشاهد عند قصف واستهداف منشآت فلسطينية، موضحاً أن التمييز الغربي والاعلام الغربي مع الحالة الأوكرانية ذي فائدة مع الحالة الفلسطينية، وسيُثير العالم بقوة هذه المسألة ولن يغمض العالم عنيناه عما جرى، لذا يجب توظيف ما يجري لصالح الخطاب.

المحلل السياسي حسام الدجني، رأى ضرورة استثمار حالة الازدواجية من قبل العرب والمسلمين، وأن يكون هناك حالة وعي جمعي لاستغلال الحالة الموجودة لتوحيد الجهود في إطار مشروع وحدوي اقتصادي.

أما المحلل السياسي أسعد جودة، فدعا إلى ضرورة وجود خطاب إعلامي وتكافل ووحدة، لافتاً إلى أن الحالة الفلسطينية مشوهة لا تستطيع أن تقدم شيء.

فيما رأى المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن الأزمة الروسية الأوكرانية فضحت العالم أجمع، ولن يكون العالم الآن كما كان قبل الحرب، لافتاً إلى أن اجتماع الثلاثي المصري الإسرائيلي الإماراتي يدلل أن الوضع سيء ومقبلون على أسوأ.

وأوضح إبراهيم، أن هناك تغييرات مهمة، فمازالت أوروبا تطالب بتغيير المنهج الفلسطيني، وتعبر أوروبا جزء أصيل من الاستعمار، معتبراً أن الخطاب الفلسطيني السياسي يجب أن يكون موحد ليس فقط الإعلامي، والتركيز على الفضائح العنصرية حيال الفلسطينيين.

أما المحلل السياسي وسام عفيفة، أوصى بضرورة الاستفادة من مشهد الحرب الروسية الأوكرانية، سواء على صعيد الإعلام والأخبار والسو شيال ميديا، واستثمار كل الأدوات لصالح القضية الفلسطينية، وعدم الخوف والخشية من عرض المظلومية.

وأشار إلى أهمية استخدام معطيات منهجية والبحث والإطلاع والدراسة والدلالات حتى بناء مواقف على بينة من خلال الأبحاث والدراسات، والاستفادة من العنصرية في تعامل الإعلام الغربية لصالح القضية الفلسطينية.

وتحدث عفيفة، عن ملامح الإعلام في الحرب الروسية الأوكرانية، كاستخدام أدوات المعركة والتي تميزت بإعلامها، كالسوشيال ميديا والصور والفيديوهات التي خرجت على الإعلام، لافتاً إلى سقوط نظرية الخبر مقدس والتعليق حر، مؤكداً أن الخبر في هذه الحرب موجه وضبابية عالية بمجريات المعركة.

وقال:" لم نكن نعرف من متقدم ومتأخر في هذه الحرب، فكان هناك ضبابية عالية بمجريات المعركة، وكان هناك انحياز بناء على الشكل" لافتاً إلى أن هناك توجيه في هذه الحرب على كافة المستويات.

أما المحلل السياسي توفيق أبو شومر، فشدد على أهمية الإعلام بأن يكون له دور مختلف تماماً، بحيث لا يمكن الانقسام في الإعلام قائلاً: "يمكن أن ينقسموا في كل المجالات، لكن الإعلام إذا انقسم كارثة كبرى، فيجب أن يكون هناك توحيد في الأزمة".

وبين أبو شومر، أن "إسرائيل" وظفت الحرب الروسية الأوكرانية، فركزت في أخبارها اليومية على عدد المهجرين بالأرقام، أما الفلسطينيين فعند ترحليهم فلن ينتبه لهم أحد، لذا يجب ضرورة توظيف النضال بناءً على المعطى السياسي الراهن.

واتفق المحلل السياسي دكتور علاء حمودة، مع المتحدثين بضرورة أن يكون هناك خطاب إعلامي فلسطيني موحد ومصطلحات موحدة، كون أن الخطاب الإعلامي الفلسطيني الحالي لا يمكن أن يصل للمشاهد الغربي أمام العالم الذي يكيل بمكيالين، حيث فرضت عقوبات على روسيا في أقل من شهر ولم يحاسب "إسرائيل" بعد أكثر من 70 عاماً.

الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، يرى أنه من المبكر الحديث عن تأثير الازمة الأوكرانية على الفلسطينيين، سواء بالسلب أو الايجاب، لافتاً إلى وجود تغيرات كبرى منها إقليمية وماجرى مؤخراً مع الإمارات، وموقف إيران، وتساءل:"هل نحن في فلسطين سنبقى متفرجين أم لا"؟

ورأى لافي، أن الإعلام بشكل عام سابقاً كان من أجل مساندة العمل العسكري، لكن الآن الأمر اختلف فالإعلام جزء من العمل العسكري، وفي أمريكا لايمكن الحديث عن تجنيدها الإعلام، بل استخدامها للإعلام منذ سنوات طويلة، ويرى أن مشكلة الإعلام ليست وليدة اللحظة.

أما الكاتب والمحلل السياسي، ذو الفقار سويرجو، فتحدث عن تاريخ الحرب الأوكرانية، وتواريخ هامة على صعيد الحرب وتأثيرها على الفلسطينيين، مؤكداً أن التغير استراتيجي عميق منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن.

ولفت إلى ما جرى في البرلمان الايرلندي، والإسباني، والإعلام الأمريكي وفضحه في التعامل مع الفلسطينيين، أما الازدواجية فيرس أنها تأتي بناء على المصلحة الأمريكية، والتجربة أثبتت أن أمريكا لا توجد لها مصلحة في التدخل وتتراجع وتتخلى عن الصديق.

المصدر : الوطنية