تسيطر مشاعر القلق على المواطن "أبو شادي شرباني"، خوفاً من إتلاف الأطفال للوحة الفنان الجرافيتي "بناكسي" أثناء لعبهم في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وغرس شرباني الأعمدة الخشبية مغطاة بأسلاك حديدة بسيطة لمنع اقتراب الأطفال الصغار من اللوحة التي تعرض جزءًا بسطيًا من معاناة قطاع غزة للعالم. ويظهر في لوحة المواطن شرباني، رسم للفنان البريطاني، قطة صغيرة على حائط مدمر تعلب بكومة من ركام أحد المنازل التي دمرها الاحتلال. وكان بانكسي زار قطاع غزة المحاصر بعد ثمان سنوات من الحصار وعقب حرب إسرائيلية مدمرة هي الحرب الثالثة، التي تشنها إسرائيل على أهالي غزة في غضون ست سنوات. وخلال زيارته رسم الفنان ثلاث لوحات فنية معبرة لبرج مراقبة عسكري إسرائيلي، ولقطة تلعب بكومة حديدة من أحد المنازل المدمرة، وللإلهة نيوبي كسيرة القلب على بقايا منازل، وجدران من العدوان الأخير على غزة. ويقول مالك الحائط أبو شادي لـ"الوطنيـة" عملت على إحاطة اللوحة بالأخشاب البسيطة لمنع اقتراب الأطفال منها وحفاظًا عليها من الإتلاف. ويأمل شرباني بأن توصل اللوحة معاناة المواطنين في قطاع غزة إلى كافة حرائر العالم، وتشجعهم على رفع الحصار وكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي. ويعتبر المواطن بأن اللوحة بمثابة قطعة أثرية غنية ويجب أن نستغلها جيدًا، ونعمل على المحافظة عليها بكافة الإمكانيات. وتعد القطة التي رسمها بانكسي مزارًا للعديد من عشاق الفن الجرافيتي في غزة، والعشرات من الأجانب والمهتمين في لوحات الفنان. ويؤكد شرباني بأن الفنان البريطاني عندما رسم اللوحة، أكد له شخصيًا بأنه يملك الحق الكامل فيها ويحق لها التصرف كيفما يشاء. ويرى المواطن أبو شادي بأن قرار بيع اللوحة يعود شخصيًا له، وهو الوحيد المخول في بيعها، بحال عرض عليه أحد المهتمين شرائها. واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الماضية بعد أن قام صحفي من غزة بشراء لوحة للإلهية اليونانية نيوبي من رسم بانكسي المجهول مرسومة على أحد أبواب المنازل المدمرة خلال العدوان. واشترى الصحفي الباب بعملية البيع قانونية بمبلغ 175 دولار مقابل اللوحة، وسرعان ما حجزت الشرطة الباب بأمر قضائي بعد أن رفع أصحاب الباب الأصليين قضية في المحكمة. وأعمال بانكسي عادة ما تقدر بأكثر من ذلك، حيث بيعت في أغسطس/آب الماضي لوحة على أحد أبواب الأندية الاجتماعية في مدينة بريستول الانجليزية بأكثر من 590 ألف دولار. ويعتزم أبو شادي في الأيام المُقبلة أن يطور الحماية الخاصة باللوحة عن طريق وضعها بلوح زجاجي محصن لحمايتها وإبقائها مزارًا للأجانب.

المصدر :