أثارت جريمة الاحتلال التي ارتكبها صباح اليوم الاحد، شرق بلدة عبسان، شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة، بإعدام شاب وإصابة أخر بجراح خطيرة عقب إطلاق قذيفة مدفعية تجاههما حينما كانا يتواجدان في أرض زراعية على الحدود حالة من الغضب في الشارع الفلسطيني.

ولعل ما أثار غضب الجماهير هو ما قامت به قوات الاحتلال بسحب جثمان الشهيد بطريق "وحشية" عبر إحدى الجرافات التابعة لها، والتي توغلت في الأراضي الفلسطينية لعشرات الأمتار.

وصورت كاميرات "الجوالات" لعدد من المواطنين الذين تواجدوا في تلك المنطقة، قيام الجرافة بمحاولة سحب جثمان الشهيد " محمد علي الناعم"، لكن تدخل بعض الشبان ومحاولة سحبه حال دون ذلك، لتقوم الجرافة بملاحقتهم ومحاولة مهاجمتهم الأمر الذي جعلهم ينسحبوا من المكان، لتقوم الجرافة بعد ذلك بسحب الجثمان والتنكيل به خلال عملية السحب.

الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، عقبت على هذه الجريمة، حيث نددت بها واستنكرتها، وحملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها، وعن التبعات التي ستلحق بها.

واعتبرت حركة "حماس" أن ما جرى اليوم بمثابة جريمة نكراء بكل معنى الكلمة، مشيرةً إلى أن هذه الجريمة ترتقي لأن تكون جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، والاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عنها.

وأكد القيادي بالحركة إسماعيل رضوان لـ "الوطنية" أن الجريمة لن تمر دون حساب، مؤكداً أن شعبنا له الحق بالدفاع عنه نفسه، وأن هذه الجريمة لن تكسر إرادة ولا شوكة ولا مقاومة شعبنا الفلسطيني.

بدورها، حملت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، بإعدام الشاب "الناعم"، واحتجاز جثمانه، مشددةً على أنها تأتي ضمن مسلسل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال.

وأكد القيادي في الحركة خضر حبيب لـ "الوطنية" أن فصائل المقاومة تدرس طبيعة الرد المناسب على هذه الجريمة الغير مبررة.

وقال حبيب، إن فصائل المقاومة في غرفة العمليات المشتركة ستتشاور وتقرر كيف سيكون طبيعة الرد على جريمة الاحتلال.

أما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فعبرت عن إدانتها للجريمة ونددت بها وحملت الاحتلال المسؤولية عنها، لافتةً إلى أنها تعكس عدوانية وإجرام الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا.

وقال القيادي في الديمقراطية عصام أبو دقة في مقابلة مع "الوطنية" إن المطلوب من المؤسسات الحقوقية أن تدين هذه الجريمة، وأن تتحمل كاملة مسؤولياتها، مضيفاً "يفترض من العالم أن يتحمل مسؤوليته أمام هذه الجريمة البشعة، وهي تنكيل واضح بجثامين الشهداء ومعاقبته حياً وميتاً".

وبين أن السلطة الفلسطينية مطالبة بالتحرك وتوثيق هذه الجريمة والذهاب بها لمحكمة الجنايات الدولية، لجلب قادة الاحتلال ومحاكمتهم على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.

وأكد أبو دقة إلى أن الاحتلال يحاول فرض منطقة أمنية عازلة على طول الحدود، على حساب الأرض الفلسطينية وحقوق شعبنا وحقه بالعمل بأرضه بحرية.

إلى ذلك، قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر، إن القضية ليست عاطفية، مؤكداً أن هناك عملية استهداف مباشر من الاحتلال لشعبنا من خلال استمرار الاستيطان وعمليات القتل والتهويد وحصار غزة، وجريمة اليوم وارتقاء شهيد أكبر دليل على ذلك.

وأوضح مزهر لـ "الوطنية" أن كل هذه السياسات تهدف لجر غزة لحرب من أجل استهداف المقاومة وشعبنا، داعياً الجميع للتماسك وتشكيل حاضنة شعبية للمقاومة، وتفويض غرفة العمليات المشتركة فهي التي تتخذ القرار بالزمان والمكان المناسبين.

المصدر : الوطنية