بعيدا عن كل الانتهاكات البشعة التي تمارسها عصابات الاحتلال، منذ عشرات السنين بحق الشعب الفلسطيني؛ من احتلال أراضيه وإقامة آلاف المستوطنات، وتشريد السكان الأصليين، وممارسة التطهير العرقي وهدم المنازل، وطمس الحضارة التاريخية للشعب الفلسطيني، ومسح آثارها باستخدام أساليب لم تشهدها اي دولة من ذي قبل.

بالإضافة إلى الأساليب التي أصبحت مهنة كل مستوطن، وممارسة سياسة الفصل العنصري "الابارتهايد"، وتشكيل عصابات لخطف الأطفال وطلاب المدارس وترهيبهم وتهديدهم بالحرق والتقطيع كما حرقت عائلة دوابشة ومحمد ابو خضير قبل سنوات، وأيضا استخدام أساليب ضد السكان كحرمانهم من الغذاء والعلاج والمياه الصالحة للشرب.

 تعد السياسة اليومية المستخدمة بحق الشعب في دولة فلسطين التاريخية، أساليب مدعومة ومدفوعة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، هدفها النهائي رحيل الشعب العربي الفلسطيني من أراضيه، ليتمكنوا من إقامة دولتهم لبسط سيطرتهم على منطقة الشرق الأوسط ومقدرات الوطن العربي بأكمله.

 

لم تكن تلك السياسة المرفوضة شعبيا ودوليا، وحدها تمارس على الشعب الفلسطيني، بل أن هناك سياسة أبشع وانتهاكات أخرى ظالمة، تمارس في السجون الإسرائيلية، بحق الأسرى الفلسطينيين، الذين رفضوا السياسة المذكورة الظالمة التي تمارسها العصابات الإسرائيلية.

سياسة الصمت عنها خيانة للضمير الإنساني العاشق للحرية الرافض للسجان، سياسة تتطلب تركيز "عربي ودولي" عبر عدة قنوات وخطوات تكون رادعة للاحتلال.

 

كابوس انتهاكات حقوق الأسرى، يتزايد يوميا مع قرب الانتخابات الإسرائيلية المزمع إجراؤها في ابريل/نيسان القادم، لكسب أصوات أكثر تطرفا وأكثر تأييدا لدعم سياسة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه منافسين أكثر تطرفا وعنصرية، وايضا يعيش صراع آخر حول قضايا فساد متعددة، التي أطاحت وستطيح بشعبيته إذا تم فتحها كاملة وسيحاكم كسابقه.

نتنياهو الذي يواجه ضغط من قبل عائلات جنوده المأسورين لدى المقاومة الفلسطينية بغزة، الذي يرفض شروط المقاومة العادلة من إطلاق سراح أسرى صفقة وفاء الأحرار، الذين اعتقلتهم إسرائيل فيما بعد وعددهم حوالي 50 أسيرا.

 

حاليا تمارس عصابات الاحتلال في السجون أبشع وسائل التنكيل بحق الأسرى؛ تتمثل في الحرمان من العلاج، والعزل الانفرادي والحرمان من الزيارات، والأحكام المؤبدة بحقهم، والتعذيب الجسدي والنفسي، والاقتحامات الليلية وحرمانهم من النوم، والتهديد بقتل عائلاتهم وهدم بيوتهم وقطع مخصصاتهم.. إلى كتابة هذا المقال وفي هذه اللحظات، وصول أسرى مصابين بجروح في الرأس والوجه تعرضوا للضرب والتعذيب القاسي إلى مستشفى "شعاريه تصيدق" وقوات "النحشون" تمنع التصوير لمنع نقل معاناتهم خارجا وفضحهم عبر الإعلام.

 

ان العدو الإسرائيلي قد أعلن الحرب على الأسرى في السجون، وبدأ هذه المعركة في سجن عوفر، فقد أقدمت إدارة السجون مدعمة بغطاء من المستوى السياسي، ومعززة بوحدات القمع الخاصة (ميتسادا -درور -اليماز -اليمام) منذ يوم الأحد 20 يناير 2019 اقتحام عدة أقسام في سجن عوفر وإجراء تفتيشات استفزازية وتحطيم لمقتنيات الأسرى والتنكيل بهم عبر التفتيش العاري والإساءات اللفظية

 

 فما كان منهم إلا الدفاع عن كرامتهم بما يستطيعون، فتحولت غرف السجن وأقسامه إلى ساحة حرب حقيقية ضدهم باستخدام الرصاص المطاطي من مسافة صفر، والغاز المسيل للدموع والصواعق الكهربائية والكلاب البوليسية والضرب بالهراوات، مما أسفر عن إصابة أكثر من 100 أسير وحرق عدة غرف، وإغلاق لكافة الأقسام بحسب ما ذكره أسرى سجن عوفر عبر رسالتهم.

 

رسائل الوفاء والأمل بأحرار العالم التي ارسلها الأسرى من السجون، تعبر عن كمية وحجم الظلم الواقع عليهم، فأملهم الوحيد بعد الخالق أنتم.

الأسرى عاتبون عليكم ويقولون لكم:" نحن منكم وأنتم منا، ما قصرنا بأعمارنا من أجل وطننا السليب فلا

تقصروا معنا بأوقاتكم من أجل حريتنا المسلوبة، نتطلع لهبة جماهيرية واسعة على مستوى الوطن تؤكدون فيها للمحتل أن الأسرى خط أحمر لا يمكن تجاوزه".

 

وامام كل تلك الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، من الواجب أخلاقيا وانسانيا، على المؤسسات الدولية والحقوقية، وعلى رأسهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، الوقوف أمام مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية والقانونية لوقف الجريمة التي ترتكب بحقهم وإلزام الاحتلال بالأعراف والقوانين الدولية التي تحمي حقوقهم.